الروائي عبد القادر ضيف الله من عين الصفراء: "تنزروفت" تجربة مرّة وصعبة تنزروفت في داخلها يدخل الجنس الروائي حاولت أن أطمس كل أشيائي وعلاقاتي الشخصية، ومنحتها فرصة للدفاع عن نفسها لتقول رغبتها. وإنها ضحية جهة أخرى. حاولت مساءلة التاريخ بكل عقده، شائجه ومسكوتاته أيضا. تكلمت عن المغيلي واليهود الفقارة، عن الريح والصمت والعرق والرمل، وعن الرجل الأزرق الذي يحلم بفردوسه، لأن بطل الرواية اسمه "بودخيل" وهو اسم رمزي لأنني أنحدر من عين الصفراء مدينة الولي الصالح سيدي بودخيل، جاء إلى هذه المدينة وأقام قصرا بها. «بودخيل" وقع في حب "آسيا"، عرف البؤس في طفولته، كان يطرد ويضرب. الرواية أيضا تناقش مسألة الذكورة والأنوثة، فالنساء البسيطات كن يحبن بشكل مختلف، رغم رضوخهن تحت الضرب والتسلط الذكوري. "بودخيل" لم يفهم كيف شد الحنين والدته لذلك الرجل الطاعن في السن والقاسي في أيام صحته. الرواية تناقش قصة نظام، في 400 صفحة من خلال شخصيات قالت آراءها. بدأت الكتابة في 1998 وأنا أعيش الأحداث، وكنت مشبعا بفكرة معينة مرتبطة بتشكيل البنية، كنت أفكر بدءها من المنتصف، وأذهب للنهاية وأعود للبداية. توقفت في مرحلة معينة، لكن مخزوني المعرفي اللغوي محدود. كان مطلوبا مني قراءة كتب التاريخ، أدب الرحلات، الروايات التي تكلمت عن الصحراء، بدءا بالحبيب السايح، الذي كان لنصوصه دور، قرأت لابراهيم الكوني لابن بطوطة، وكنت في كل مرة أبحث عن حل لمشكلتي في رواية أخرى. هذا ما جعل تجربتي تنمو في هذا النص الصادر في 2013. فكان علي أن أخرجها أخيرا، لم يعد هناك مجال للانتظار، فحان الوقت لطرحها للقارئ ليقرر قيمتها. ف "تنزروفت" تمثل تجربتي في الكتابة، وأتمنى أن يدرك أنها تجربة مرة وصعبة. القاص عبد الله كروم من أدرار: مع "حائط رحمونة" أثبت علاقتي بذاكرتي «حائط رحمونة" نص يعود إلى التراث، الطبل، البارود القرقابو والحضرة والإهليل، وظفت بعض هذه المواد الفلكلورية في مجموعتي القصصية، وقمت بما أسميه ب "القرصنة البريئة" المتمثلة في صيد الطيور، وهي لعبة كان الأطفال ينطلقون فيها، وغابت الآن بشكل يستحق البحث والسؤال. عدت إلى التويزة والتعاون الذي كان سائدا وهو الآن في حالة انقراض. التويزة هي الأخرى كانت مصحوبة بطقوس وعادات معينة. تجربتي الأولى، هي "سقط الزند" كما قال المعري، حاولت أن أتكىء فيها على هذا الموروث بشكل جمالي، على لغة المكان وجدل الإنسان مع الفضاء، أجسد فيها علاقتي بذاكرتي وثقافتي وجغرافيتي البشرية والطبيعية. هذا العمل هو الطلقة الأولى، أسعدني بقراء حفزوني على التفكير في محاولات مقبلة، وفي مجموعة قصصية جديدة قيد الإتمام. الروائي حاج أحمد الصديق من أدرار: "مملكة الزيوان" هي نتاج وفائي وإخلاصي لمنطقتي يسألونك "يا الزيواني عن مملكة الزيوان" كيف خطر في بالك في أوقات جنونك وعبثك أن تكتبها، وما هي طقوسك، وأوقاتك ومشعشعات كتابتها؟ في هذه الاعترافات تخنقني كلمة، وهي شهادة قلتها في الغياب وأعيد قولها في الحضور. ربما ارتباطاتي البيداغوحية والإدارية كانت حاجزا كبيرا في ولوج عالم الكتابة، ولكن الأستاذ عبد الكريم ينينة حرضني على كتابة هذا النص. حيث أصر وقاتلني لكتابة نصا سريا يعصف بنمطية الشعر ويكون امتدادا للمجموعة القصصية لعبد الله كروم لخلق ديناميكية في المنطقة. «مملكة الزيوان" هي تجربتي الأولى، وأنا لا أنتظر من القارئ أو الناقد أن يقول عني إني روائي، ما أنتظره على الأقل هو بداية في الطريق، خطوة أولى بكل عثراتها. هذا النص في عمره الزمني الذي كتب فيه، عام وثلاثة أشهر، أكبر مشكلة واجهتني فيه هي فكرة موضوع النص. هناك مواضيع دغدغتني في سفري وحضري لأن أكتب عنها. لكن في النهاية حسمت الأمر، ورأيت من الوفاء والإخلاص للمنطقة، وجدته ضاغطا عليا لأكتب عليها. جدير بالذكر أن ثلثا النص كتب في مدينة السويرة المغربية، بموغادور تحديدا، يومها كتبت على جداري في الفيسبوك، أن رواية "تلك المحبة" كانت المصباح الذي وجهني إلى أن التفت إلى منطقة توات. كلمة قلتها بكل موضوعية. وعلينا أن نعترف للسايح فضله. أنا لا أكتب إلا خارج مجال التغطية، يحلو لي الورقة التي تتزين وتستقبلني بجمالها، فيطاوعني القلم. هذه طقوسي. بالنسبة للعنوان لم يأت عبثا، إذ كانت هناك عناوين عدة رافقتني خلال كتابة النص، قبل أن أستقر على "مملكة الزيوان" الذي هو ملفوظ محلي يعرفه القارئ هنا، لكنه يثير فيه الاستغراب. موضوع الرواية هو التحولات الاجتماعية التي وقعت في توات من الستينيات إلى الثمانينيات، وتمثلت التحولات من العرجون الأخضر إلى أن صار زيوانا يابسا. ملامح توات دون مساحيق وتمدن هي في الستينيات والسبعينيات من العمر. حتى في القصور أصبح الناس يعيشون مثل أهل المدن، لا اختلاف. يشترون خضارهم من السوق، مثل المدينة. في النص عتبات، منها التفريش، وهو نص موازٍ لا يجعلني أدخل في أجواء الرواية مباشرة. كما استخدمت تقنية روائية هي تقديم النهاية. الرواية مغرقة في المحلية، حتى يقترب القارئ من النص وينجذب إلى شخوصها وأحداثها، استلفت النص الأخير ووضعته في البداية. أضف إلى وضع العناوين في الفصول، خطابات مثل نص تحبيس التركة، وما تعانيه المرأة التواتية من مشكلة حبس الإرث عنها وحصره في الذكور.