استقبلت، جوهانسبورغ، أمس الثلاثاء، نحو مائة من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى عشرات من كبار الشخصيات السياسية وغيرها للمشاركة في تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الذي تم تخليد ذكراه ضمن تأبين رسمي في ملعب لكرة القدم، حيث كان آخر ظهور له عام 2010. وشهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وثلاثة من الرؤساء الأمريكيين السابقين وهم جيمي كارتر وبيل كلينتون وجورج بوش الابن، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي فعاليات تخليد ذكرى مانديلا التي أقيمت أمس في ملعب "سوكر سيتي" قرب جوهانسبورغ. ومن الشخصيات البريطانية التي حضرت إلى جنوب إفريقيا، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفقة سياسيين بارزين من بينهم ثلاثة رؤساء وزراء سابقون وهم جون ميجر وتوني بلير وغوردون براون، إلى جانب زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليغ وزعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند. وأشارت شبكة سكاي نيوز إلى أنها المرة الأولى التي يسافر فيها جميع رؤساء الوزراء البريطانيين الباقين على قيد الحياة خارج المملكة المتحدة للمشاركة في مناسبة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية في جوهانسبورغ قال إن "العالم كله سيجيء إلى جنوب إفريقيا". وأضاف أن عددا محدودا من كبار الشخصيات سيحضر الجنازة الرسمية ومراسم دفن مانديلا الأحد المقبل في بلدة أجداده كونو بإقليم الكاب الشرقي. وقد وصفت هذه المناسبة بأنها أكبر حشد لزعماء العالم في التاريخ الحديث. وعلى المستوى الداخلي، بدأ سكان جنوب أفريقيا منذ الصباح الباكر بالتوافد بأعداد غفيرة إلى مدرج "سوكر سيتي" وتجاوز عدد المشاركين 80 ألف شخص في مراسم التأبين الرسمية لمناديلا. وانتظر آلاف الأشخاص أمام المدرج بعد الساعة السادسة صباحا (4 بتوقيت غرينتش) تحت المطر، وقررت السلطات توجيه الحشود إلى مدرجات أخرى في مدينة جوهانسبورغ حالما يمتلئ مدرج سوكر سيتي. وانطلقت المراسم التي نقلت إلى العالم أجمع، عند الساعة الحادية عشرة (9 بتوقيت غرينتش). واستمرت أربع ساعات، بمشاركة حوالي مائة رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى عشرات الشخصيات من عالم الثقافة والفنون وآلاف الأشخاص العاديين. وسيسجى جثمان مانديلا بمقر الرئاسة (مبنى الاتحاد) في بريتوريا من 11 إلى 13 من الشهر الجاري، ليتمكن المسؤولون وغيرهم من إلقاء نظرة الوداع عليه، قبل دفن جثمانه يوم الأحد المقبل. يُذكر أن مانديلا سجن 27 سنة وخرج عام 1990، وصار أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994، ولم يبق بالمنصب سوى فترة رئاسية واحدة، ثم اعتزل العمل السياسي إلى حد كبير منذ عام 2004، وكان آخر ظهور شعبي له أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نُظمت في جنوب أفريقيا عام 2010.