الكمْأة نوع من النباتات الفطرية، التي تنبت تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة ، ما بين 2 سم إلى 50 سم، ولا يظهر شيء من أجزائها فوق الأرض، فليس لها ورق أو زهر أو جذر، وهي تنبت في المناطق الصحراوية والبيئات الرملية، وتتكون من مجموعات في كل مجموعة ما يقارب العشرة الى عشرين حبة في المكان الواحد، وهي ذات أشكال كروية أو شبه كروية، رخوة، لحمية الملمس، ويتدرج لونها من الأبيض إلى الرمادي والبني والأسود، ولها رائحة نفاذة، وتعرف في منطقة الجزيرة والخليج باسم الفقع، وفي بعض البلاد بشجرة الأرض، أو بيضة الأرض، أو العسقل، أو بيضة النعامة. وهي تنبت عادة في موسم الربيع بعد العواصف الرعدية، ولذلك أطلق عليها العرب قديماً اسم (نبات الرعد)، ولها أنواع عديدة تختلف في أشكالها وألوانها وطعمها. وعندما تم تحليل الكمأة تبين أنها مصدر مهم للبروتينات من بين نباتات الصحراء، وأنها تتكون من: (77 % ماء و 23 % مواد مختلفة)، منها: (60 % هيدرات الكربون و7 % دهون و 4 % ألياف و 18 % مواد بروتينية و11 % تبقى على هيئة رماد بعد الحرق)، وتم التعرف على سبعة عشر حمضاً من الأحماض الأمينية في بروتينيات الكمأة. وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث على مرضى مصابين بالرمد الحبيبي أو التراخوما - وهو التهاب مزمن ومعدٍ يصيب العين ويؤدي إلى تليف القرنية، مما قد يتسبب في فقدان البصر - فاستُخدم ماءُ الكمأة في علاج نصف المرضى ، واستخدمت المضادات الحيوية في علاج النصف الآخر، فتبين أن ماء الكمأة قد أدَّى إلى نقص شديد في تكون الخلايا اللمفاوية والألياف التي تنتج عن هذا الالتهاب، والتي تسبب العتامة في القرنية، بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، فهو يقلل من حدوث هذا التليف في قرنية العين وذلك بوقف نمو الخلايا المكونة للألياف، كما أنه في نفس الوقت يقوم بمعادلة التأثير الكيميائي لسموم التراخوما ، ويمنع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة في العين، ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة، ولأن معظم مضاعفات الرمد الحبيبي تنتج عن عملية تليف قرنية العين، فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث هذه المضاعفات بإذن الله. وهذا هو ما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبل ألف وأربعمائة سنة حين قال كما في الصحيحين: (الكمْأة من المنِّ وماؤُها شفاء للعين)، فكان قوله هذا سبقاً علمياً وإعجاز نبوياً، تحدى فيه الأطباء والباحثين، قبل أن تتطور العلوم ويكتشف الناس هذه الحقائق في العصر الذي تباهى الناس فيه بالعلم وركنوا إليه ، وليتهم جعلوا منه طريقاً إلى الإيمان بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام.