آه.. ما أسعدني، أنني لم أكن مسؤولا إعلاميا، ولا إعلاميا لامعا في عهد الإمبراطور عبد المومن خليفة الذي سقط من عليائه وأصبح مجرد امبراطور سابق وإلا لكنت في حالة النازعات نزعا.. بصح، المشكلة أن الكثير من الإعلاميين والإعلاميات الذين أكلوا من المال الفاسد وكانوا من بين المقربين له، والمطبلين له أصبحوا يتحدثون عنه وكأنهم لم يأخذوا منه شيئا ولم يقتاتوا على مائدته.. هل هذا معقول؟! طبعا. معقول. الناس مع الواڤف.. لكن ليسوا أي ناس! الناس الخداعين، الناس الشياتين، الناس الدوارين، الناس الزفافين، الناس الوتارين، الناس الذين لا يستحقون أن يكونوا ناسا، هم من داروا على صاحبهم، على الأقل كان عليهم أن يسكتوا ربما ننساهم وننسى ماضيهم المليئ بالقذارة: لكن هؤلاء لا يسكتون.. بل يثرثرون، يثرثرون، مثلا واحد صاحب جريدة وأيضا صاحب قناة كان من بين الذين أطلقوا حملة شعواء ضد بوتفليقة، وكان يتهم بوتفليقة أنه مغربي، يعني مروكي وكان يطالبه أن يذهب إلى مروكه، واليوم يا الله، وبقدرة قادر ودون أن يعلن توبته أمام الملأ صار يهجم على عبد المومن خليفة، وصار يقول إن محاكمة عبد المومن خليفة ستكشف عن فضائح كبرى.. وهو هل عدّ نفسه ضمن هذه الفضائح أم مصاب بمرض النسيان؟! لا أظنه أنه يضحك علينا وعلى قرائه يا ربي.. هل يتصور أن الناس أصبحوا أغبياء إلى هذه الدرجة؟! ولم لا؟! ما دام صاحبنا وأصحابه خرجوا من حربهم على بوتفليقة ذاك العام سالمين غانمين.. على أية حال، أنا أطلب من عبد المومن خليفة أن يقول لنا، على الأقل، إنقاذا لشرف والده الثوري وعائلته حتى لا أقول يفضح لنا، كل الإعلاميين المرتشين، آكلي المال الحرام، وطبعا، لا أريد أن يسجنهم لوح... بل فقط أن يسكتوا ويكفوا عن خداعنا من جديد، أقول هذا واستغفر الله لي ولكم.. آمين..