مع اليوم الثالث من عروض مهرجان الفجيرة للمونودراما، لايزال العرض الجزائري "مايا" أقوى الأعمال حتى الآن، من حيث الشكل والمضمون والتقنيات العالية. واستهل العرض الإماراتي "البحث عن عزيزة سليمان"، تأليف الراحل عاطف الفراية، وإخراج أسعد فضة، وأداء الفنانة أمل عرفة، أعمال المهرجان، أما العرض الثاني فكان لجنوب إفريقيا بعنوان "امرأة في الانتظار"، تمثيل ثيمبي متشالي جونز، وكان العرض الثالث لسلطنة عمان بعنوان "مجرد نفايات"، تأليف قاسم مطرود، تمثيل عبدالحكيم الصالحي، إخراج خالد العامري، والعرض الرابع للجزائر، وهو بعنوان "مايا" للمؤلف والمخرج بوسهلة هواري والممثلة جناتي سعاد، وهو يحكي قصة فتاة جزائرية متواضعة، بدأت أحداثها من الجزائر إلى بلد الأندلس بلد الغجر والغجريات من شارع الفنانين في بلاد الفنانين، من شارع الرمال ببرشلونة. ومن معهد بيت العالم تحكي مايا، كيف غامرت مع "الحراقة" كيف عاشت هنا وهناك، كيف عشقت وغنت ورقصت الفلامينكو، وتقدم حكايتها بكل اللغات، بصدق وإحساس، تضحك، تبكي، تشخص وتتقمص كل ما صادفته. ويعتبر "مايا" من أفضل العروض، حيث تكاملت فيه كل العناصر، وأظهرت فيه الممثلة إمكانات مذهلة على صعيد الأداء لفظا وتلوينا وجسدا، إضافة إلى مخرج يعرف كيفية التعامل مع عرض من نوع المونودراما، واستطاع تحقيق معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، ونجح في تقديم الفرجة والمتعة. ويشارك في المهرجان الذي يستمر إلى 28 جانفي الحالي مونولوغات أخرى مثل "قانون الجاذبية" (تونس) ونساء مدانات: منفى مدى الحياة (أستراليا) و«تنهد" (الصين) والحياة كحلم- سلفادور دالي (ألمانيا) و«الآنسة جولي" (السويد) وغيرها.