منذ أيام عتب الروائي أمين الزاوي على المثقفين والكتاب على صمتهم تجاه ما يجري في الجزائر.. ونعتهم بالمستقيلين.. "الحق، الحق" أن مثل ذلك اللوم أثلج صدري، لكنني أشعر بالقلق أن نفس الكاتب لاذ بالصمت تجاه تصريحات سعيداني وهو يوجه اتهامات خطيرة ضد مؤسسة الاستعلامات ورجلها القوي توفيق.. قد يقول لي بعضهم أنه لم يتم الإتصال به من طرف وسيلة إعلامية ليعبر عن رأيه.. لكن ذلك لا يصمد أمام منطق الحقائق، فالمثقف لا ينتظر، إنما يبادر، لإصدار بيان، ولا يهم ما طبيعة البيان.. لكن على الأقل يعبر عن موقفه باعتباره كاتبا، وطبعا ذلك لا ينطبق على الروائي أمين الزاوي، بل ينطبق على كتاب كثيرين، سواء كانوا من الجيل القديم أوالجديد خاصة أولئك الذين يتبارون من أجل الجوائز، وأولئك الذين يدعون أنهم يمثلون الضمير الأدبي والثقافي في الجزائر، من أمثال الروائيين واسيني الأعرج، أو رشيد بوجدة أو ياسمينة خضرا أو زملائهم من الجيل الجديد مثل مصطفى بن فوضيل أو بشير مفتي أو سمير قاسيمي أو هاجر قويدري أو غيرهم... إن هؤلاء الكتاب تعودوا لحظة الإنتظار ولحظة انقشاع السحب ولحظة الحديث وهم مرتاحو البال عن ما يمكن أن يسمونه بالأوضاع المصيرية... فأين أنتم أيها الكتاب مما يحدث اليوم..؟!