يبدو لي بأن مولود حمروش رئيس الحكومة سابقا من خلال إعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة فَهِم اللعبة جيدا، لاسيما وأنه لم يكن يملك معطيات جيدة حول لعبة الترشيحات في الانتخابات الرئاسية لذلك أظهرت رسالته الأخيرة بعد طول صمته أنه بدأ للتحضير لإعلان ترشحه، لكنه سرعان ما تراجع عن هذا القرار بمجرد إعلان الوزير الأول ترشح بوتفليقة للانتخابات وبالتالي أدرك بأن اللعبة السياسية مغلقة، وعرف قدر نفسه ووزنه. لا، ترشحه من عدمه لن يغير في الانتخابات الرئاسية ومجراها شيئا لأن الانتخابات في الظرف الحالي محسومة نتائجها لصالح مرشح النظام وهو الرئيس بوتفليقة، ومن خلال التحليلات والمعاينة يتبين بأن حتى المشاركين كمترشحين أمام بوتفليقة تسقط عنهم صفة الترشح وهم مجرد أرانب سباق في هذه الانتخابات، ومن غير المعقول أن يترشح حمروش في هذا الجو الذي يميز هذه الانتخابات ما يعني أن ترشح حمروش كان سيكون حتميا وأكيدا لو لم يقرّر بوتفليقة خوض غمار هذه الانتخابات في ظل توفر المنافسة بين المترشحين. أعتقد أنه لم يكن مطالبا بالظهور في هذه الفترة والتصريح على هذا النحو لأن بعد أن شك في قدرات بوتفليقة وبعد أن أعادت له بعض الجهات في السلطة الأمل في إمكانية الترشح بدأ في التحضير للترشح لكنه تراجع بعذ ذلك بمجرد فصل الرئيس في قرار الترشح. والأسئلة التي أطرحها في هذا المقام لماذا لم يكوّن حزبا طيلة 15 سنة غاب فيها عن العمل السياسي؟ ولماذا فضل الانعزال ولم ينخرط في حزب جبهة التحرير ليعود اليوم؟ أعتقد بأنه إذا كان هذا من باب التعبير عن رفض العهدة الرابعة فلا يمكننا الحديث على أننا مع أو ضد هذه العهدة لأن كل المجتمع المدني يتحمل مسؤولية هذا الوضع لأن تزكية هذه العهدة بدأت يوم تم تعديل الدستور سنة 2008 وبالتالي نكون قد وافقنا على الرابعة والخامسة ....الخ.