ستصدر منشورات "لوسيوي" في نهاية أفريل الجاري، كتابا للمسرحي العالمي بيتر بروك بعنوان "قيمة الغفران.. تأملات حول شكسبير"، يروي فيها تعامله الكثيف مع المسرحي العالمي وليام شكسبير ويحلل بعيدا عن أي تنظير، الأبعاد المعرفية للنصوص التي اشتغل عليها، والتي تبرز ملكة التسامح والغفران عند العبقري الإنجليزي مؤلف "هاملت". يرتقب صدور الكتاب ضمن سلسلة العلوم الإنسانية، في 24 أفريل 2014 ترجمه من الإنجليزية إلى الفرنسية جون كلود كارير. بعد سبعين عاما من التعامل مع شكسبير، يخرج لنا بيتر بروك كتابا يحكي فيه صداقته معه، منذ الحرب العالمية الثانية، عندما أخرج "كينغ جون" ثم "حسرة الحب المفقود في ستراتفورد"، من يومها لم يتوقف بروك عن الاطلاع على مسرحيات هذا الكاتب الكبير في الثقافة الغربية. يركز بروك في كتابه، على علاقته بشكسبير كقارئ أولا، ثم مخرج معروف ومعترف به. على مدار الفصول يقودنا المؤلف إلى نصوص كاتبه المفضل، ويتساءل ما الذي جعل منه قلما مسرحيا فريدا، ويجيب أن صاحب "روميو وجولييت" قام بمزج عجيب بين مختلف الأنواع الأدبية عبر العصور، معرفته الدقيقة بعلم النفس، تقاطع حميم بين الشعر والسياسة.... ويستخلص بروك أن شكسبير كان قادرا على إبهار العالم بمزيد من الأعمال المتشعبة المعارف والمدارك. فعلى مدار حياته، توغل بيتر بروك في عوالم وليام شكسبير الإبداعية، في نصوصه العميقة الفريدة، وكان في كل مرة يجدد قراءتها ليعيد اكتشاف ما فاته من تفصيل، يرسم نفسية شكسبير الذي طبع العالم بأسلوبه في تدوين الحكايات. وفي كل مرة، كان شكسبير يتجلى أمامه وكأنها المرة الأولى، ينظر إليه منشرحا مصابا بانتعاشة صباحية هادئة. في هذا الكتاب، فضل بروك أن يبقى بعيدا عن أي محاولة للتنظير أو ما شابهه، واقترب إلى أسلوب بسيط وواقعي، و مضحك أحيانا. يقص لنا عمله وتجاربه، ما رآه وأحس به في غمار محاولاته، نجاحاته وإخفاقاته أيضا. يكتب أيضا مواقف وجد فيها نفسه على حافة هاوية أو أمام حالة مبهمة، رؤى مبهرة تترجم قلب شكسبير الكبير. وبالتالي نكتشف مع بروك، قدرة شخصية وليام على الغفران وتجاوز أخطاء الغير. جدير بالذكر، أن صدور هذا الكتاب، يصادف احتفال فرنسا على مدار 2014 بالذكرى 450 لميلاد وليام شكسبير، واحتضان باريس أسبوعا دراسيا حول أعمال شكسبير بالمسرح الأوروبي أوديون. للتذكير ولد بيتر بروك في لندن العام 1925، برز اسمه في مجال المسرح والأوبرا والسينما ونظريات المسرح. في 1962، أدار تعاونية الملكية الشكسبرية للمسرح، حيث أنتج معها "الملك لير" وأعمالا أخرى ناجحة. استقر بعدها بيروك بفرنسا سنة 1970، وأنشأ المركز الدولي للأبحاث المسرحية، ضم مبدعين من جنسيات مختلفة.