تضمنت مسودة اتفاق قمّة المناخ التي اختتمت أمس بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن المطالبة باستمرار المفاوضات بعد انتهاء القمة للتوصل إلى اتفاقيات قبل نهاية العام المقبل حول سبل معالجة ظاهرة الانحباس الحراري· كما تحدثت مسودة الاتفاق عن مساعدة للدول الأقل تقدما تقدر ب30 مليون دولار توزع أعوام 1020 و.2012 وبشأن مسألة درجة حرارة الأرض تنص مسودة الاتفاق على ألا تتجاوز درجتين مئويتين على ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية· ولم يحدد الاتفاق نسبة للحدّ من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ما بين 2020 و.2050 وتختتم قمة المناخ بمشاركة نحو 120 رئيس دولة بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، وسط مظاهرات ضخمة لأنصار البيئة مع استمرار الخلافاتئحول سبل معالجة ظاهرة الانحباس الحراري ومساعدة الدول الفقيرةئلمواجهتها· وفي محاولة لتبديد مخاوف الفشل التي خيمت على المحادثات في الأيام الماضية، عقدت قمة مصغرة في وقت متأخر من مساء الخميسئضمت زعماء ومسؤولين كبارا من قوى دولية مثل الصين والهند وروسيا والولاياتالمتحدة، وكذلك زعماء الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية مواجهة الظاهرة· وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن المحادثات ''كانت إيجابية وبناءة''· في غضون ذلك حذر الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس من مغبة توصل القمة إلى ما وصفه باتفاق مناخي فارغ المضمون· من جهة ثانية دعا الاتحاد الأوروبي من سماها الأطراف الرئيسة إلى اجتماع طارئ بهدف تجاوز العقبات القائمة· واعتبر نائب وزير الخارجية الصيني أن الفشل يهدد مفاوضات المناخ في كوبنهاغن· كما قالت باريس إن المحادثات تتجه نحو كارثة· بدورها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تشاؤمها من سير المفاوضات، واتهمت الهند الدول الغربية بتوجيه حملة دعائية ضد الدول النامية لتحميلها المسؤولية عن الفشل في التوصل إلى اتفاق· وتخشى الدول الفقيرة أن يكون الاتفاق الذي سيعلن عنه أقل من توقعاتها بسبب استمرار الخلاف بشأن نسبة تقليص غاز ثاني أكسيد الكربون إلى جانب نقاط خلافية بين الصين والولاياتالمتحدة· وعلى الرغم من أن الصورة العامة تبدو قاتمة فقد تحقق بعض التقدم في مجالات حيوية للتوصل إلى اتفاق، حيث تعهدتئاليابان بتقديم نحو 11 مليار دولار من الأموال العامة حتى عام 2012 لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع ارتفاع حرارة الأرض وخفض انبعاثاتها· أما الولاياتالمتحدة فقد تعهدت على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون بالمساهمة في حزمة مساعدات تصل إلى مائة مليار دولار سنويا بحلول عام· وبينما تواصلت المظاهرات المنددة بالقمة تمكن ناشطان من منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) المدافعة عن البيئة من التسلل إلى إحدى قاعات الطعام المخصصة للقادة والزعماء في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، حاملين لافتات تطالب السياسيين بالتحرك للتوصل إلى اتفاق·