هي واحدة من نجوم بطولة كأس العالم بالبرازيل، هي الفرشاة التي يستخدمها أعظم لاعبي كرة القدم في العالم لوضع لمساتهم الإبداعية. لكن هل هي في مستوى المهمة؟ «برازوكا" هو اسم الكرة الرسمية لكأس العالم 2014 والكرة الثانية عشرة التي تنتجها شركة (أديداس) للمنتجات الرياضية ، تعرضت (أديداس) لانتقادات شديدة قبل أربع سنوات بسبب "غابولاني"، وهي الكرة الرسمية في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، التي أثارت جدلا كبيرا. وقال الحارس الإيطالي غانلويغي بوفون، إن غابولاني "لا يمكن التنبؤ بمسارها"، في حين وصفها المهاجم البرازيلي لويس فابيانو بأنها "خارقة للطبيعة". وأعلنت (أديداس) أنها عملت على تحسين ملمس ودقة "برازوكا". وقال ماثياس ميكينغ، مدير كرة القدم بشركة أديداس، ل "بي بي سي" "نجري تحليلات مستفيضة حول مسار الكرة، وأظهرت النتائج أن مسار الكرة ثابت ويمكن التنبؤ به، ولا توجد انحرافات تذكر في مسارها". وحدد خبراء في الديناميكا الهوائية، في مقابلات مع "بي بي سي"، ثلاثة عوامل من المتوقع أن تؤثر على الكرة الرسمية للمونديال. وقال رابي ميهتا، المسؤول بمركز أميس للأبحاث بولاية كاليفورنيا، التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا)، إن "الشيء الأكثر أهمية في كرة القدم هو مدى الخشونة فيها". ويوضح خبير الديناميكا الهوائية، أن مقدار الخشونة يحدد السرعة الحرجة التي ستكون عليها الكرة، وهي المرحلة التي يصل فيها احتمال تغيير الكرة مسارها حدّه الأقصى. ويشرح ميهتا، أنه عندما تطير كرة مكونة من طبقات وذات ملمس ناعم نسبيا في الهواء دون كثير من الدوران، فإن الهواء القريب من السطح يتأثر بالطبقات، مما يؤدي إلى تحركها بصورة غير متماثلة. هذا الاختلاف وعدم التماثل يخلق قوى يمكن أن تضرب الكرة فجأة، مما يتسبب في حدوث تقلبات في مسارها. لكن "عندما تدور الكرة يحدث ما يسمى بتأثير ماغنوس، الذي يجعل الكرة تتحرك في مسار منحني. يسبب هذا الدوران قوة جانبية نشاهدها في الركلات الحرة التي تتجاوز فيها الكرة الحائط بصورة حلزونية، مثل الركلات التي كان ينفذها اللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام، وهذا هو بالضبط تأثير ماغنوس". وكانت الكرات القديمة والتقليدية تتحرك في مسار منحني بسرعة تصل إلى نحو 48 كيلومترا في الساعة، ويقول ميهتا "كلما كان ملمس الكرة أكثر نعومة، كلما زادت سرعتها أثناء الانحراف، في رأيي إن ما حدث مع الكرات التقليدية هو أن السرعة الحرجة - التي يصل فيها احتمال تغيير الكرة مسارها حدّه الأقصى - كانت أقل من السرعة القياسية لركل الكرة في كأس العالم". وأضاف أن "جعل الكرة أكثر نعومة أدى إلى زيادة السرعة الحرجة، بما يتوافق مع سرعات الركل القياسية التي تتراوح 80 و88 كيلومترا في الساعة، خاصة في حالة الركلات الحرة". واعتبر ميهتا، أن جعل الكرة الحالية (برازوكا) أكثر خشونة "يعود بنا إلى نقطة الصفر"، مشيرا إلى أنها "تحتوي على ما يمكن أن نسميه بثور صغيرة للغاية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد أيضا من ناحية الديناميكا الهوائية". وأضاف "إذا قارنا هذا بكرة تيمغيست (التي استخدمت في كأس العالم بألمانيا عام 2006) سنجد أن مكوناتها، بعيدا عن الطبقات، كانت ناعمة للغاية، النسيج الأكثر خشونة سيساعد كذلك على حل مسائل أخرى، فمثلا عند ركل الكرة يكون هناك احتكاك أكبر بين الحذاء والكرة، لكن العامل الرئيسي في التأثير على الخشونة هو الشكل الهندسي لطبقات الكرة". وقال مهيتا ل "بي بي سي" إن "الطبقات مهمة لأنها تحدد بدرجة كبيرة مدى خشونة الكرة". وتحتوي (برازوكا) على ست طبقات على شكل مروحة، ملحومة حراريا، مقارنة ب 8 في غابولاني و14 في تيمغيست و32 في الكرات التقليدية. وتقول "أديداس" إن الشكل الهندسي الجديد سيعطي الكرة دقة هوائية ومسارا مستقرا. ويمكن للطبقات الأقل أن تجعل الكرة أكثر سلاسة ونعومة، ولكن هناك أشياء أخرى تزيد من خشونة الكرة، على حد قول سيمون تشوبين، الزميل بمركز بحوث الهندسة الرياضية بجامعة شيفيلد هالام، الذي قاس طبقات الكرة (برازوكا). وقال تشوبين "فحص زميل لي يدعى جون هارت سطح برازوكا وغابولاني باستخدام الليزر، وهو ما أعطانا عرضا ضوئيا ثلاثي الأبعاد لطبقات الكرات للقياس والتحليل". وأضاف "وجدنا أن عمق طبقات غابولاني يصل لنحو 0.48 مليمتر، مقابل 1.56 مليمتر في برازوكا" أي أكثر من ثلاثة أضعاف العمق". وأردف "بالإضافة إلى ذلك، قمت بقياس أطوال الطبقات في كل كرة عن طريق خيط رفيع، ووصل إجمالي طول طبقات غابولاني لنحو 203 سنتيمترات، مقابل 327 في برازوكا، وهذا يعني أن طبقات برازوكا لم تكن أعمق فحسب، ولكنها أطول أيضا". ويرى تشوبين أن الطبقات الأعمق والأطول في (برازوكا) مقارنة بغابولاني تجعلها أقرب للكرات التقليدية. يقول ميهتا "أنا متأكد من أن برازوكا ستكون أشبه بالكرات التقليدية، ولذا ستقل الشكاوى التي وصلتنا في آخر بطولتين لكأس العالم". وقال تشوبين "أعتقد أن برازوكا ستكون أكثر استقرارا في السرعات العالية مقارنة بالكرات السابقة". 5 أسباب تجعل مونديال البرازيل الأفضل يرى المهتمون بكرة القدم، من لاعبين سابقين وصحافيين، أن كأس العالم الحالية أفضل بكثير من نظيرتها السابقة، وذلك ل 5 أسباب استنتجوها بعد نهاية مباريات الجولة الأولى من المونديال البرازيلي. ووفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية، فإن أولى تلك الأسباب هو المعدل التهديفي العالي، حيث أسفرت نتائج المباريات ال16 الأولى في البطولة الحالية عن 49 هدفا، فيما توقف المعدل في المونديال الماضي عند 25 هدفا بعد نهاية المباراة الأولى لكل فريق. وبالنسبة للصحيفة ذاتها، فإن قلة التعادلات أحد الأسباب التي تؤكد تفوق هذه النسخة، حيث لم يحفل العرس العالمي البرازيلي سوى بتعادلين في مباراتي روسيا وكوريا الجنوبية بهدف لكل منهما، وكذلك التعادل السلبي الذي آلت إليه مباراة إيران ونيجيريا، مقابل 6 تعادلات في البطولة الإفريقية، تقاسمتها المجموعتان الأولى والسادسة. ومما يشد الانتباه نحو هذه البطولة، أن 6 فرق تأخرت بالنتيجة، لكنها أنهت المباراة فائزة، وهي البرازيل أمام كرواتيا، وهولندا أمام إسبانيا وكوت ديفوار أمام اليابان وسويسرا أمام الإكوادور وكوستاريكا أمام الأوروغواي، وبلجيكا أمام الجزائر، وهذا الأمر لم يحدث مطلقا في الجولة الأولى من مونديال 2010، فيما قلبت النتيجة 3 مرات فقط خلال جميع مباريات كأس العالم الماضية. وتقلص عدد الفرق التي فشلت بتسجيل أي هدف في البطولة الماضية، من 13 فريقا، إلى 6 فقط، وهي الكاميرون واليونان وهندوراس ونجيريا وإيران والبرتغال. ويأتي السبب الخامس، هو وجود 4 أشواط سلبية فقط في جميع مباريات الدور الأول، مقابل 14 شوطا سلبيا حملتها مباريات المونديال الذي حملت لقبه إسبانيا، قبل خروجها أمس على يد تشيلي.