ينتهي عام آخر ويبدأ عام جديد، لكل عام رائحته ونكهته، ذكرياته ومشاهداته، وقضاياه وسجالاته، ولكل عام تطلعاته وأحلامه، لا أدري ماذا كانت أحلام العام الماضي بالنسبة لنا، وأظنها الأحلام نفسها التي حملناها في قلوبنا منذ سنوات لم تتغير أو لم يصبها الصدأ بعد، أو هو أصابها، وتغلبنا عليه، أو تغلب علينا ولم ينل منا كل النيل، أو هي ماتت بالتأكيد، و بقدرة قادر عادت للحياة، أو هي لا تموت، ولا تعود للحياة، أو هو الموت المؤجل، أو الاحتمالات كثيرة ويبقى الحلم موجودا بالتأكيد· تنتهي أحلام سنة، وتبدأ أحلام سنة أخرى، ولماذا الحلم، وليس شيئا آخر، ولماذا لا نقول أسئلة نريد أن نطرحها بصدق على أنفسنا قبل غيرنا، ولماذا أيضا نشعر بالغبن رغم كل شيء، هل هناك ما يثير ألمنا في هذا المشهد الثقافي الذي نعطيه ألف وجه ولكن أحيانا نختصره في صورته الوحيدة، التي تجعل كل واحد منا غير مقتنع أن هذا هو المشهد المأمول، والذي حلمت به أجيال كثيرة منذ سنوات وسنوات· نودع عاما ونبدأ عاما جديدا وكلنا مع ذلك أمل أن شيئا ما سيتغير، وأن حلما ما سيتحقق، وأن انتظارنا الطويل لتحقق أبسط الشروط الثقافية لنهضة ممكنة أمر لا يحتاج للكثير فقط للإرادة، العمل، ومزيد من الحلم··