عاشت مدينة تيزي وزو، مساء أول أمس، عرسا إفريقيا وعربيا منفتحا على مختلف الطبوع والثقافات، تجسدت في عمل استعراضي عبر شوارع عاصمة جرجرة، حضره جمهور كثيف، وشكل هذا العرس بادرة افتتاح فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، وخلال الفترة الليلية قدمت الفرقة الفلكلورية ''اثران ندالمولود'' وفرقة ''شاوا'' النيجيرية عروضا فلكلورية صنعت ديكور مميزا· شهد يوم افتتاح الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري توافد جماهير غفيرة جدا غصت بها مدرجات وأرضية الملعب البلدي ''أوكيل رمضان''· وقد بدأت هذه الأمسية الفنية، الفرقة الفلكلورية ''اثران ند المولود'' من تيزي وزو التي قدمت عرضا كوريغرافيا وفلكلوريا ينقل الطريقة التقليدية التي يتزوج بها سكان منطقة القبائل، حيث بدأ أعضاء هذه الفرقة عرضهم بطريقة حرث الأرض وزرعها بالطريقة التقليدية، مستخدمين ''الماعون''، تلتها فيما بعد دخول الفتيات إلى الرحبة بحركات كوريغرافية رائعة حاملات على أكتفهن أوانٍ فخارية لجلب الماء، وقدموا عرضا ينقل طريقة القيام بالحنة للعريس القبائلي الذي تزين باللباس التقليدي مع أداء أغنية ''أويد أفوسيك''، وما زاد جمال العرض تلك الزغاريد الصاخبة التي أطلقتها العديد من النساء اللاتي حضرن الحفل، أما العروس فكانت مزينة باللباس القبائلي وبالحلي المتكونة من الفضة والمرجان، وتلاها فيما بعد الرقصات القبائلية الخفيفة المنسجمة بإيقاعات البندير، الطبل والغيطة، حيث سافروا بالحاضرين إلى أجواء التراث والتقاليد الأمازيغية العريقة من حيث مضمون العرض الذي جسدته تلك الرقصات واللباس التقليدي القبائلي باللونين الأصفر والأبيض الذي كان حلة أعضاء الفرقة ذكورا وإناثا الذين أبدعوا في استعراضهم، وقد نجح أعضاء فرقة ''اثران ندالمولود'' بشهادة الجميع في تجسيد رقصاتهم التمثيلية وفي نقل طريقة الزواج القبائلي، وهي تجربة تفاعل معها الجمهور بحرارة وصفق لها كثيرا، وهو ما يعبر عن ارتباط هؤلاء بثقافتهم الأصيلة· أما العرض الثاني، فقد قدمته الفرقة الفلكلورية ''شاوا'' من النيجر، التي أدت رقصة ''الصوركو'' التي جسدها الفنانون بحركاتهم التمثيلية، التي تعبر عن مدى ارتباط سكان النيجر بالنباتات المقدسة التي تتواجد على حافة الأنهار، مستعملين فيها مختلف الآلات الموسيقية الإفريقية على غرار الجامبي، القارقابو، الفمبري· هذا، وقد استطاعت الفرقة الفلكلورية ''اثران ندالمولود'' وفرقة ''شاوا'' بفضل تلك الاستعراضات الراقصة والغنائية، وعلى اختلاف تقاليدها، أن تمتع الجمهور الكثيف وأن تنقل تراثها وتقاليدها، واستطاع أعضاؤها أن يبرزوا قدراتهم ورسائلهم الفنية والتراثية في ممازجة منسجمة بين الرقص، الموسيقى والغناء·