إتهم، رفعت علي عيد نائب الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي اللبناني، ومسؤول العلاقات السياسية فيه، مصر بمحاولة تقويض المصالحة السورية السعودية، وذلك عن طريق إشعال فتيل الفتنة بين العلويين والسنة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن بمدينة طرابلس، اللتين عانتا من اشتباكات دموية متقطعة منذ 7 ماي .2008 واعتبر، عيد، أن القاهرة تعتقد أنها ''متضررة من التقارب السوري السعودي، وتقف وراء أحداث جبل محسن وباب التبانة''، وأضاف: ''إن المخابرات المصرية دخلت إلى المنطقة في الآونة الأخيرة''، زاعما أنهم حاولوا إفشال زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى دمشق ''غير أنهم لم يوفقوا، حسب زعمه''· وجاءت تهامات عيد الجديدة لمصر في أعقاب العثور، الخميس، على جالون أبيض بلاستيك بداخله بنزين ورمانتان يدويتان بجانب مدرسة قبة النصر وبالقرب من منزل عيد في جبل محسن، وعلى الفور، ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا في المكان، وقام بتفجير القنابل اليدوية· يذكر أن هذه الحادثة هي الثانية في غضون الأسبوع الماضي، وقال عيد ل ''أل بي سي'' أن ''هذا الموضوع ليس مرتبطاً بجبل محسن فقط، بل بالموضوع الأمني على صعيد الوطن كله''، معتبرا أن ''الجهة المسؤولة عن هذه الأعمال هي الجهة المتضررة من المصالحة السعودية السورية، وأعطينا المعلومات الموجودة لدينا للجيش والقوى الأمنية، ولن نقول شيئاً حفاظاً على سرية التحقيق''· واستبعد، عيد، أن تكون التوترات التي يحاول البعض إشعالها بين منطقته ومنطقة باب التبانة هي فعل أفراد خارجين عن القانون، وإنما هي عمل الجهة المتضررة من المصالحات· وقال عيد: ''مصر هي الجهة المتضررة من المصالحة السورية السعودية· الحزب العربي الديمقراطي كان دائما محسوبا على المعارضة الحليفة لسورية في الشمال· والسفير المصري لمح، بعد الاحتجاجات التي تمت أمام السفارة المصرية في لبنان إعتراضا على الجدار الفولاذي، إلى جهة إقليمية دفعت إلى هذه الاحتجاجات، قصد منها سورية''· وأضاف عيد: ''من الصعب فصل الأمور عن بعضها، واعتبار القنابل التي توضع هنا وهناك مجرد عمل أفراد مخربين، فهذا ما لا يمكن تصديقه· هذه أمور لا يقوم بها أفراد معزولون''· وأكد أن ما يحدث لن يغير شيئا والمصالحات مستمرة، وتابع: ''لقد التقيت الوزير محمد الصفدي منذ أيام، وسألتقي عمر كرامي اليوم (أمس)، وبعد غد (غدا) سيجمعني لقاء برئيس الوزراء سعد الحريري، لنعمل على مصالحة على المستوى الشعبي· إذ لا يصح أن تبقى العلاقات بين أهالي المنطقتين على النحو الذي هي عليه الآن''· ولم يرد، حتى الآن، رد من السلطات المصرية حول هذه الاتهامات التي تكررت، للمرة الثانية، من المسؤول الحزبي اللبناني·