قاطع عبد الرزاق بوحارة، أول أمس، اجتماعا رسميا ترأسه الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، مع كتلته البرلمانية في مجلس الأمة، مما أتاح الفرصة للعديد من الألسن لكي تتنبأ بمؤتمر ساخن بين الرجلين، بما أنه كان متاحا لبوحارة أن يلتقي أمينه العام حتى ولو أنه من الثلث الرئاسي، بما أن هناك من حضره أيضا من هذا القطب، وتقول مصادر إن رجالا من محيط بلخادم يحضرون لمواجهة عبد الرزاق بوحارة في المؤتمر القادم في مهمة يسمونها ''توقيفه عن حده''· خلال اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، أول أمس، برمج عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفالان اجتماعا هامشيا رسميا، ذات أهمية بالغة مع كتلته في مجلس الأمة التي تصدعت في أول جلسة لتنصيب الأعضاء الجدد من الثلث الرئاسي أو الذين أعلنت عنهم نتائج صناديق استحقاق التجديد النصفي لمجلس الأمة، بعدما رفض أكثر من عشرة سيناتورات أن ينصب مدني حود عن الثلث الرئاسي نائبا للرئيس عبد القادر بن صالح، وهو ممثلا لجبهة التحرير الوطني في آن واحد، وأُشير يومها من قبل حود بأصابع الاتهام إلى عبد الرزاق بوحارة بوقوفه وراء الضجة· اجتماع بلخادم بكتلته في مجلس الأمة، وإن كان ظاهره لهدف امتصاص غضب أعضائه في الغرفة العليا، والحديث عن المادة 49 التي تحججوا بها والمانعة للنيابة عن عضو، باسم كتلة مغايرة، فإن الخفي من الاجتماع، وهو محاولة بلخادم استمالة عبد الرزاق بوحارة، ولو من خلال حضوره رمزيا باسم جبهة التحرير، قد فشل، رغم أن تعيينه في المجلس هو باسم الثلث الرئاسي، وهو ما يفسر أيضا حضور مدني حود اجتماع بلخادم، وهو في الثلث الرئاسي أيضا· تقول مصادر أفلانية من مجلس الأمة أن ''غياب بوحارة الذي لم يكن يأمله بلخادم في الواقع لأن حضوره كان سيمثل خطوة نحو إذابة الجليد بينهما منذ صياغة تقريره المثير للجدل خلال ورشات التحضير لوثائق المؤتمر، وبالتالي تقريب بوحارة وكسر هاجس التشويش على الأمين العام خلال الاستحقاق الحزبي القادم، فكل هذا لم يساهم إلا في ازدياد صلابة القبضة الحديدية بينهما''· عبد الرزاق بوحارة الذي يعتبر غيابه عن اجتماع أول أمس تحت تبرير أنه لا يعنيه كونه من الثلث الرئاسي ولا ينتمي رسميا إلى الكتلة التي اجتمع بها عبد العزيز بلخادم، وأن ليس له أي دور لا من قريب ولا من بعيد بما حدث خلال ترشيح مدني حود في منصب نائب عبد القادر بن صالح· وتقول المصادر أيضا إن المهمة الوحيدة التي نجح فيها بلخادم، أول أمس، في مجلس الأمة هي امتصاص غضب السيناتورات، بدليل أن المصادر ذاتها تؤكد بأن شخصيات من محيط الأمين العام بلخادم تتهيأ لما أسموه بمهمة توقيف بوحارة عند حده ''كونه فعل ذلك مع مهري ومع عبد الحق بن حمودة ويريد معاودتها مع بلخادم ولن نسمح له بذلك''·