ترتبط الدّراسات المُتعلّقة بالحركة الفكريّة، و الدّينيّة منها تحديدا، بالمدن الإسلاميّة بصفة عامّة، بمدى حركيّة التّعليم و التّدريس و التّأليف و تصنيف الكتب بها، و ما يتبعها من نسخ و تسفير و تجليد و صناعة مواد الكتابة، أو جلبها و استيرادها، أو غيرها من الشّؤون المُتعلّقة بهذا الجانب المُهمّ. و من ثمّة كانت معرفة الشّخصيات و الأُسر العلميّة الّتي اعتنت بهذا الأمر الأساس في بناء أيّ حضارة كانت على وجه البسيطة، جزءا مُهمّا من هذه الحركة، بالإضافة إلى تتبّع تاريخ تكوين المكتبات و خزائن الكتب العامّة و الخاصّة. فالعلم و تعليمه و الورّاقة الّتي ترتبط بهما كُلّها من الصّنائع، و الصّنائع من توابع العُمران حسب ما أشار إليه ابن خلدون تكثر بكثرته و تقلّ بقلّته. و بلحاظ ما ذكرت جاءت ضرورة معرفة من كان وراء الحفاظ على هذه الحركة الفكريّة العلميّة، و هذه المعرفة في حدّ ذاتها تُعتبر عملا علميّا مُستقلّا، يُعين على الكشف عن أهمّيّة أيّ مدينة كانت لها مشاركات في هذا الشّأن، عبر أي عهد مرّ عليها من العُهود. و قد أدركنا و علمنا من خلال كُتب السّير و التّراجم و الطّبقات نظرا لموادها الغزيرة التّي عُنيت بالشّمال الأفريقي، تونس و المغرب خاصّة، أسماء أُسر، ذات مجد في الأدب و العلم، كابرا عن كابر، تسلسلا في أصولها أو في فروعها، من لدن الفتح الإسلامي تقريبا، إلى عهدنا، لعبت دورا بارزا في تنشيط الحركة الفكريّة الدّينيّة، بالتّعليم و التّدريس و الإقراء و الإفتاء و التّأليف (تصنيفا و شرحا و تقريرا و اختصارا و تلخيصا و تحقيقا و تعليقا و تقييدا) و جمع الكُتب و المخطوطات و الرّسائل و الوثائق، و هي كثيرة جدّا ذات وفرة، -لا يتسع المجال لذكرها-، و كان على غرار ذلك أيضا بالقطر الجزائري، و لكن بدرجة أقلّ، و لا مُقارنة في ذلك ؛ فقد حظيت كلّ من تونس و المغرب، بمناور علم كانت و لا تزال مصدر إشعاع و إمداد، من أبرزها جامع الزّيتونة، و جامع القيروان، و المدرسة الخلدونيّة، و معهد المُنستير، و زوايا نفطة و تُوزر و قفصة و صفاقس و المهديّة و سُوسة، بالقطر التّونسي، و قد انقطع بعضها لعوامل، أمّا بالمملكة المغربيّة فنجد جامع القرويين بفاس، و الجامع الكبير بالرّباط، و الجامعة اليُوسفيّة بمرّاكش، و الزّاوية الصّدّيقيّة بطنجة، و معهد تطوان، و زوايا و مدارس مكناس و سلا و آسفي و شفشاون، و غيرها، الّتي ساعدت بدون شكّ في شُسُوع و وفرة هذه الأسر بهذين القُطرين المذكورين. هذا، و قد كان لولاية الجلفة، من قُطرنا الجزائر الكبير، بمُدنها و قُراها، مُنذ نشأتها في الحاضنة الإسلاميّة السُّنّيّة، و إلى يوم النّاس هذا، نصيب يسير من هذه الحركة الدّينيّة العلميّة ؛ تمثّل حصرا في تحفيظ القرآن الكريم و تعليم العربيّة و تقريب علوم الشّريعة و إجابة المُستفتين، أمّا التّأليف فكاد يكون مُنعدما بها، لأسباب ليس هذا محلّ بسطها، و كان لبعض الأُسر بهذه الولاية مُساهمات في تنشيطها و الحفاظ عليها. هاته الأُسر الّتي وصفناها بالعلميّة تجوّزا و اعتبارا لما عُرفت به تسلسلا في أصولها و فروعها، من الاهتمام و العناية بالتّعليم الشّرعي (القُرآن و علومه و الحديث و الفقه و الفرائض و غيرها [1])، و بقناته اللّغة العربيّة و معارفها، و نجد ذلك مُجسّدا في أكثر من فردين أو ثلاثة منها، مع اختلاف التّجايل بينهم، مع شيء من الاشتهار، نذكر منها على اعتبار الإسم العائلي لها و المعروفة به (اللّقب)[2]. و ربّما نكون قد نسينا أو غفلنا عن بعضها، فالمعذرة كلّ المعذرة، و أُوصي من لهم اهتمام و اشتغال بهذا الأمر، أن يكتبوا لي ما يجدونه من تنبيهات، ستكون موضع العناية والدّرس منّي، و لهم شكري سلفا، و لا أُريد جعجعة لا طحين لها ؛ فمُرادنا هو المُشاركة الإيجابيّة في صنع تقاليد و أدبيات لبيئتنا العلميّة الجلفاويّة (الجلفيّة)، فيها حدّثني أبي، و حدّثني جدّي، و حدّثني أخي، و وجدت في مكتبة أبي أو جدّي أو أخي... و هكذا، هذا من جهة، و من جهة أخرى التّشجيع لهذه الأسر العلميّة في الدّوام و المُواصلة و الانتشار. و كان إيرادها بالتّرتيب الألفبائي كالآتي: 1- أسرة اخذاري (اخضري)، من الشّرفة البوازيد، و هي أسرة عريقة في التّحفيظ القرآني و التّعليم الدّيني، مشهورة بهما في الآفاق، أنجبت أسماء، منها البشير المُتوفّى 1976م، كان ورعا تقيّا، و عبد العزيز الأديب الشّاعر، و محاد السّعيد (محمّد السّعيد) المُتوفّى 1982م، الإمام الخطيب الواعظ، كان فاضلا صالحا، و نجله عليّ المُتوفّى 1997م، و بولنوار (أبو الأنوار) المُتوفّى 2006م، ناظر الشّؤون الدّينيّة لولاية الجلفة في وقت مضى، و بلحاج (بن الحاجّ) الأديب المُناضل. 2- أسرة باكرية، من الدّباز من أولاد لعور بن عيسى. كان فيها الفضل و العلم و الأدب، و قد أنجبت أئمّة، منهم عليّ (بلعاريّة)، و محمّد المُتوفّى 1996 م. و بنفس الخُطى سارت أسرة دحمان، الّتي كانت من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و منها جاء خليفة المُتوفّى 2015م، و السّلامي، و غيرهما. 3- أسرة براهيمي (ابراهيمي)، و هي من الحسينات من أولاد ساعد من أولاد عيفة، كُبرى عروش أولاد عيسى، و قد عُرفت بكثرة القُرّاء و أئمّة المساجد، و لا يزال ذلك مُشاهدا و ملموسا. 4- أسرة بسعود، من أولاد عبد الله بن حمد (أحمد) من أولاد عيفة،كُبرى عروش أولاد عيسى، و قد عُرفت هي الأخرى بكثرة القُرّاء و مُعلّمي القرآن الكريم. و على غرارها كذلك أسرة بوزيدي، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش. 5- أسرة بصري أو بوصري، من سحاري (صحاري) أولاد بخيتة، و هي من الأُسر الّتي حافظت على التّعليم الدّيني بجهتها، منها الفاضل المعروف مُؤسّس زاوية البريجة بلقاسم المُتوفّى 1937م، و بلقاسم بن المختار (المخطار) المعروف بشويحة المُتوفّى 1983 م. 6- أسرة بلحرش (بن الأحرش)، من أولاد القربي (الغربي) من أولاد لقويني بن محمّد (فتحا)، و هي أسرة عريقة و معروفة، ذات أدب و علم و جاه، عرفنا منها الشّريف المُتوفّى 1864م، الّذي كان على جانب كبير من الأدب و العلم، و قد انتهت إليه رئاسة أولاد نايل سنة 1843م، و كان قد أسّس زاوية قُرب مدينة عين معبد تُعرف بزاوية الحُرش، و حفيده المختار المُتوفّى 1953م، الّذي كان لُغويّا بارعا و شاعرا مُجيدا، و قد تولّى خُطّة القضاء، و الأديب الإصلاحي المداني المُتوفّى 2000م، و لهم بقيّة. و قريبا إليها كانت أسرة بن الشّريف، و هي من أصلها ؛ أي من سلسلة النّسب الّتي تنتمي إليها، و قد برز منها الصّوفي أحمد المُتوفّى 1921م، الّذي كان آغا أولاد سي محمّد، و القايد عليّ المُتوفّى 1972 م الّذي قرأ بجامع الزّيتونة، و كان مُؤرّخا نسّابة مُطّلعا على فنون الشّريعة الإسلاميّة. و قريبا منها أيضا و لكن بدرجة أقلّ كانت أسرة لحرش، و هي أيضا من نفس السّلسلة النّسبيّة، و قد أنجبت الشّيخ بلقاسم الّذي بنى المسجد العتيق (جامع الحُرش) بحيّ البرج بمدينة الجلفة، سنة 1863م، و من حفدته الشّريف رئيس جماعة التّبليغ بالجلفة. 7- أسرة بلعدل، من الدّلامجيّة من أولاد شيبوط من أولاد سي محمّد (فتحا)، و هي أسرة مشهورة بتعليم الفنون الشّرعيّة، لاسيما منها الفقه المالكي بمُقرّراته المُتداولة (ابن عاشر و الرّسالة و خليل)، حتّى جاء على ألسنة بعض الفُضلاء قولهم (القرآن شُرفي و خليل دلماجي) لشدّة حفظهم له. و قد تخرّج منها فُقهاء و قُضاة، كالطّيّب، و نجله المصفى (مصطفى) المعروف بقاضي الحلفة، الّذي تُوفّي سنة 1886م، و يادم (آدم) المُتوفّى 1922م، و منهم بقيّة صالحة. و على غرارها كذلك كانت أسرة بكّاي، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و قد اشتركا في الجدّ الأعلى لهما. 8- أسرة بيض القول، من أولاد عُثمان من أولاد لقويني بن محمّد (فتحا)، و هي أشهر من أن تُعرّف، منها أصحاب زوايا و فُضلاء و أئمّة و قُرّاء، من أبرزهم عطية الجدّ، و بن عرعار المُتوفّى 1954م، و الّذي تُعرف به أوّل زاوية بولاية الجلفة تأسّست سنة 1780م، و منهم أيضا صاحب زاوية الجلّالية المشهورة عطية بن حمد (أحمد) المُتوفّى 1917م، و منهم أيضا لخضر (الأخضر) مُؤسّس زاوية المقسم، الّذي تُوفي سنة 1975م، و نجله عبد القادر. 9- أسرة حاشي، من أولاد يحيى بن سالم، و هي أسرة أشهر من أن تُعرّف، كانت عندها و لا تزال العناية بحفظ القرآن و تعليم العربيّة و تدريس الفقه (المالكي) قائمة، و قد خرج منها فُضلاء أجلّاء، على غرار عبد الرّحمان المُتوفّى مقتولا سنة 1958م، و المصفّى (مصطفى) المُتوفّى 1980م، و معمّر (امعمّر) المُتوفّى 1914م، و العسّالي المُتوفّى 1997م، و العربي المُتوفّى 2011 م. 10- أسرة حامدي، من الشّنان من أولاد ملخوة من أولاد عيسى، جاء عليها حين من الدّهر كانت فيه مُهتمّة بتحفيظ القرآن و تعليم العربيّة و شيئا من الفقه على تصوّف، و افتتحت مدرسة قُرآنيّة، و دارا للصّلح بين النّاس و إعانة المُحتاجين و المُعوزين، و كذلك إكرام الضّيوف و الوافدين، و قام على شُؤونهما و تسييرهما إلى غاية وفاته الشّيخ الزّبدة. 11- أسرة حُميدة، من أولاد سيدي ناجي من أولاد ملخوة من أولاد عيسى، و هي من الأسر الّتي اُشتهرت بالتّعليم القرآني و ما تبعه من عربيّة و مبادئ الفقه و غيرهما، و فيها وفرة ، و قد أدركنا منها بوبكر (أبو بكر) لبيض و ذرّيته. و على غرارها كانت أسرة بن الشّيخ ، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش. و هي أسرة أيضا عُنيت بتعليم القرآني، و قد عرفنا منها الصّادق المُتوفّى 1926م، و نجليه المخطار (المختار) المُتوفّى 1971م، و عبد الجبّار المُتوفّى 1990 م. و على نفس تقريبا كانت أسرة بشيري، و هي أيضا من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و عُنيت هي الأخرى بالتّعليم الدّيني، حتّى اشتهرت به، و قد عرفنا منها الشّيخين عبد الرّحمان و أخيه عبد الرّحيم. 12- أسرة خليفة، من لحداب (الأحداب) من أولاد سيدي عيسى بن عبد الرّحمان، و هي أسرة مشهورة بينهم، ذات علم و وجاهة، منها المختار المُتوفّى 1901م، صاحب الشّهادات و الإجازات، و له رحلة، و قد أسّس زاوية مشهورة تُدعى زاوية عين قلال (غلال)، و أعقب ذرّية صالحة فيها الأدب و العلم، منها محمّد و بنعزّوز (بن عزّوز)، و من ذرّيتهما محمّد المُتوفّى 1963 م. 13- أسرة دحمان، من أولاد طعبة من أولاد سعد بن سالم، كان فيها التّعليم العتيق ساريا، و برز منها الإمام المعروف حمد (أحمد) بن دحمان المُتوفّى 1978م، و له عقب. * و على شاكلتها كانت أسرة شيهب، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و هي أيضا عائلة طيّبة، خرج من أصلابها مُتصوّفة و فُضلاء و مُدرّسون للقرآن الكريم و العربيّة، سمعنا ببعض من برز منها، كابن عبد الله، و أخيه عليّ، و من ذرّيتهما. * 14- أسرة بن دنيدينة (ادنيدينة)، من أولاد سليمان من أولاد شيبوط من أولاد سي محمّد، و قد عُرفت و اشتهرت هي الأخرى بالفُضلاء و حفظة القرآن و مُعلّميه، من بينهم دنيدينة الجدّ صاحب مقرأة الضّريوة، و محمّد و أنجاله، منهم البشير المُهتمّ بالطّبّ، و عليّ الفاضل المشهور مُؤسّس المسجد المعروف بإسمه وسط مدينة الجلفة، و المقرأة الّتي بجواره و قد اندثرت، و إليه تُنسب مقبرة المجحودة، و محمّد و هو مثل أخيه السّابق في الفضل و العلم، و الحاجّ عبد القادر الّذي عُرف بالصّلاح و الورع. * 15- أسرة رابحي، من أولاد جاب الله من أولاد سي حمد (أحمد) بن محمّد (فتحا)، و هي أسرة مُتديّنة و مُهتمّة للتّعليم الدّيني، في تحفيظ القرآن و تعليم العربيّة و تقريب فنون الشّريعة، تُعرف بعائلة بن حمامة، نعرف منها بربيح (ابن ربيح) الإمام الإصلاحي المشهور المُتوفّى 1943م، الّذي تولّى خطابة المسجد الكبير بمدينة الجلفة (جامع الجُمعة)، و المخطار (المختار)، و محمّد، و نجله المسعود، و غيرهم. * 16- أسرة ربيح (اربيح)، من أولاد سالم من أولاد لعور من أولاد عيسى، و هي من الأُسر الطّيّبة السّجيّة و الأعراق، كان لها و لا يزال عناية ظاهرة بالقرآن الكريم (إقراء و تحفيظا)، و بالفقه المالكي في مبادئه (شرحا و تقريبا)، منها المختار المُتوفّى 1999م، و نجله محمّد الإمام الفاضل المُجمع على تواضعه و دماثة خُلقه، و هو القائم الآن على زاوية المُجبارة المعمورة، و بقيّة أخرى تهتمّ بالقرآن و الفقه. * 17- أسرة رحمون، من أولاد سيدي ساعد من أولاد ملخوة من أولاد عيسى، و هي أسرة مشهورة و معروفة، برز منها خُليف، و نجله لخضر (الأخضر) المُتوفّى 1968م، و هو من هو. و نجل نجله عبد الحميد المُتوفّى 1973م، و منهم بقيّة. * و على طريقتها كانت أسرة بن التُّونسي، و هي من نفس الرّفقة و من نفس العرش، و قد علمنا منها السّعدي، المعروف بالحاجّ الطّالب السّعدي، الّذي تُوفّي في حُدود 1928 م، و قد أسّس في نهاية القرن التّاسع عشر الميلادي، زاوية مُتنقّلة، تُعرف بإسمه، بجهته (أطراف جبل بوكحيل)، قرأ بها أقوام، و أنجاله، ساعد المُتوفّى 2013 م، و بن جدّو، و المسعود الّذي أسّس مسجد عُمر بن الخطّاب ( رضي الله عنه ) بمدينة فيض البُطمة، و كلّهم في السّلك الدّيني، و لهم تبع، ناجي، و عبد العزيز المُقرئ . * 18- أسرة بوزيدي، من سحاري (صحاري) لهزال القاطنين بالحدّ، و قد برز منها عطالله (عطاء الله) المُتوفّى 1958م، الّذي أسّس زاوية مشهورة قرب عقلة فقه، تُدعى العطائيّة، و نجله المُعمّر محمّد المُتوفّى 2013م، و حفيده زين العابدين القائم الحالي على شؤون الزّاوية المذكورة آنفا. * 19- أسرة سالت، أو سلت، أو سيلت، من أولاد بُورقبة من أولاد لقويني بن محمّد (فتحا). فيها فُضلاء و حفظة لكتاب الله، منهم محاد بن لخضر (الأخضر) صاحب الزّاوية المُتنقّلة، و ذرّيته المعروفة، و الجابري، و هو فاضل ذائع الصّيت، على أدب جمّ و علم، مرجع الكثيرين من أهل الجلفة. * 20- أسرة السّالمي، من رحمان الهلاليين بالولاء، و ترجع أُصولها إلى مدينة لقواط (الأغواط)، أنجبت أسماء كان لها دور في تحفيظ القرآن الكريم، و ترسيخ اللّغة العربيّة، و تسهيل الفقه الإسلامي (المالكي)، منها الحاجّ سالم، و ولده السّلامي المُتوفّى 1927م، الّذي أسّس زاوية تُعرف بإسمه، قُرب مدينتي عين وسّارة و بنهار، و حفيداه عبد العظيم المُتوفّى 1939م، و محمّد المُتوفّى 1977. * 21- أسرة سعيد، من أولاد عُثمان من أولاد سعد بن سالم، و هي أُسرة مُحافظة و مُتديّنة ذات تقاليد و آداب، برز فيها حفظة و مُدرّسون و أئمّة، علمنا منهم، البشير المُتوفّى 1960م، و العلمي المُتوفّى 1980م، و حمد (أحمد) و هو فاضل كبير ماتع الحديث، على تصوّف نقيّ. * و على غرارها كانت أسرة محفوظي، و هي من نفس الرّفقة و من نفس العرش، فقد كان منها بولرباح (أبو الأرباح) المُتوفّى 1885م، و هو مُؤسّس الزّاوية المحفوظيّة الشّهيرة، قُرب الدّويس، الّتي مازال بها التّعليم القُرآني و ما يتبعه قائما إلى يوم النّاس هذا، و نجلاه محمّد المُتوفّى 1889 م الّذي أشرف على الزّاوية المُتنقّلة (سي عليّ بن سي محمّد)، و المصفى (مصطفى) المُتوفّى 1942 م القائم على الزّاوية القارّة (سي حمد ، أحمد المغربي) في حينه، و له عقب طيّب في تسيير الزّاوية المذكورة و شؤونها. * 22- أسرة سليم (اسليم)، من أولاد بُوخلّط (الخلالطيّة) من أولاد ملخوة (أم الإخوة) من أولاد عيسى، و هي من الأُسر الّتي عُرفت عنها العناية بالقرآن الكريم و بعلوم الشّريعة، أدركنا منها لخضر (الأخضر)، و هو نحويّ أديب مُشارك على استواء في المنهج، تولّى التّدريس بزاوية المعلبة، من تاريخ تأسيسها إلى تاريخ إغلاقها، و شيخه ساعد أحد أئمّة مساجد مدينة الجلفة، و شيخ زاوية قيد الافتتاح، ببنات بلكحل، و عليّ و هو كذلك إمام بأحد مساجد المدينة المذكورة. * 23- أسرة بن سليمان، من سحاري أولاد سيدي يونس، و هي أسرة اهتمّت و اشتغلت بالتّعليم الشّرعي، من تحفيظ القرآن و تعليم العربيّة و تدريس الفقه المالكي و الفرائض، كابرا عن كابر، عرفنا منها أحمد الجدّ المُتوفّى 1876م، و هو مُؤسّس الزّاوية المعروفة بضاية البقر، قرب مدينة بن يعقوب، و كذلك نجله محمّد المُتوفّى 1957م، و حفيديه بلقاسم الإمام الفاضل المعروف المُتوفّى مقتولا مظلوما سنة 1961م، و التّلّي المُشرف الحالي على الزّاوية، و من ذرّيته أحمد و هو من مُعلّمي القرآن و العربيّة. * 24- أسرة بن الشّيخ (ابن الشّيخ)، من أولاد خُناثة من أولاد سعد بن سالم، منها حملة لكتاب الله و مُدرّسيه، بالإضافة إلى تدريس الفقه (المالكي) و الفرائض و غيرها من العلوم الشّرعيّة، و قد عرفنا منهم حمد (أحمد)، و نجله محمّد المُتوفّى 1932م، و حفيديه الأكبر حمد (أحمد) المعروف بسي الشّيخ المُتوفّى 1974م، و بوبكر (أبوبكر) المتوفّى 2011م، الّذي أعقب ذرّيّة صالحة، منهم اللّغويّ الأديب الإسلامي محمّد. و قد تفرّع عن هذه الأسرة عائلة بن زاهية، و هي كذلك معروفة بالعناية بالقرآن الكريم و تعليمه. * و كان على نسقها تقريبا أسرة رحماني، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، جاءت بموسى الّذي كان عالما، و قد درس بزاوية زمّورة ببلاد القبايل الصّغرى، و أشرف على الإقراء و التّدريس بمقرأة الحاجب، إلى أن تُوفي في نهاية القرن التّاسع عشر، و نجله الفاضل مُحاد (محمّد) المُتوفّى 1904م، و لهما عقب خير. * و قريب منهما كانت أسرة طعيبة (اطعيبة)، و هي أيضا من نفس السّلسلة النّسبيّة، كانت ذات جهد في التّعليم العتيق، منها بلخير المُتوفّى 1935 م الّذي أسّس مقرأة بمنطقة النّثيلة ببادية أولاد سعد بن سالم الواسعة، و تبعه من بعده نجله لمخلّط. * و على مسلكهم كانت أسرة بوشمال، و هي من نفس الأصل النَّسَبي، و قد زُوّدنا بأخبار عن جدّها الأعلى سيدي بنداود (بن داود)، و هو من أقران محفوظي بولرباح ( 1790 م 1885 م )، و قد درس بزاوية عليّ بن عمر بطولقة، و جاهد مع الأمير عبد القادر، و كان على شيء، و عن نجله الأوّل محمّد ( فتحا ) الّذي كان على علم و فضل معا، و تُوفي و لم يُعقّب، و عن نجله الثّاني مصطفى الّذي ورث مهام الزّاوية، و لهم تبع صالحون، منهم بنداود. و أسرة رابحي الخُناثيّة السّعداويّة، منها برّابح ( بن رابح ) بن بنداود، و أولاده السّتّة، كُلّهم يحفظون كتاب الله العزيز، و قد علّموه بين ظهراني عرش الحرازليّة، مُدّة 32 عاما دون انقطاع، و منهم خلف. * 25- أسرة صادقي، من أولاد معيلب (امعيلب)، من أولاد سي حمد بن محمّد، و هي أسرة شهيرة بالأدب و العلم و الفضل و الكرم البالغ، تُعتبر من الأسر الكبرى بعرش أولاد سي حمد، برز منها قرُّاء و حفظة و أئمّة، من أشهرهم، الصّادق الجدّ، و حمد بن حمد المعروف بالكبير، و حمد بن الصّادق المعروف بالصّغير، و البشير، و بلعبّاس. * و على غرارها كانت أسرة قويدري (اقويدري)، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و قد عرفنا منها بلقاسم المُتوفّى 1897 م بالقاهرة بمصر، الّذي كان يُدرّس برواق المغاربة بالأزهر الشّريف، و شقيقه المُعمّر المصفى (مصطفى) المعروف بالوكيريف المُتوفّى 1914م، الفقيه الفاضل الّذي أنجب أولادا ساروا على نهجه، المخطار (المختار) و الطّيّب و الصّادق، و بقيتهم الصّالحة اللّغوي الأديب محمّد الطّيّب. * 26- أسرة طاهري، من أهل زنينة (الإدريسيّة حاليا)، فيها التّصوّف و الصّلاح، و قد برز منها الشّيخ المعروف عبد القادر بن مصطفى المُتوفّى 1967م، المُؤسّس للزّاوية المشهورة بتلك الجهة، و له بقيّة. * 27- أسرة طهيري (طاهيري)، من الصُّلّح من أولاد لعور من أولاد عيسى، و هي من الأُسر العريقة العتيدة، فيها أصحاب زوايا و صالحون و زُهّاد و مُّقرئون، و قد عرفنا منهم الطّاهر المُتوفّى 1891م، و المُؤسّس لزاوية الطّهيريّة الأولى، و أخاه يوسف الصُّوفي الثّائر المُتوفّى 1917م، و عبد الرّحمان بن أحمد المعروف بعبد الرّحمان بن الطّاهر المُتوفّى مقتولا 1931م، و المُؤسّس لزاوية الطّهيريّة الثّانية، الإمام الشّائع الذّكر و الخصال، و من ذرّيتهما المخطار (المختار) المُتوفّى 1951م، و محمّد الطّيّب المُتوفّى 1969 م. * و على طريقتها و لكن بصورة أخفّ، كانت أسرة بن عطيّة، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، فقد تخرّج منها قرُّاء و حفظة و أئمّة، منهم حمد (أحمد) الإمام المشهور في وقته بمدينة مسعد. * 28- أسرة بوعبدلي، من أولاد حمد بن بُوذن، من أولاد عبد القادر بن محمّد، الّتي أنجبت صالحين و فُضلاء و قُرّاء، من أبرزهم الحاجّ عبد القادر المُتوفّى 1915 م صاحب المقبرة المشهورة، بمرحات الدّوسة، الّتي تبعد عن مقرّ بلدية حاسي العشّ، بمسافة 09 كلم، من الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة لها. كان رجلا زاهدا ورعا تقيّا كريما جوادا شجاعا ذا مُروءة، و نجله إبراهيم، و حفيده عبد الحميد الإمام الفاضل المعروف المُتوفّى 2012م، و قد تبعته ذريّة صالحة تحفظ القرآن الكريم و تفقه شيئا كثيرا من علوم اللّسان العربي و فنون الشّريعة. * و على نفس الوتيرة كانت أسرة شرّاك، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و قد اشتهرت هي الأخرى بالتّعليم العتيق، و تخرّج منها عليّ المعروف بالحاج عليّ القاضي، و هو قاض نسّابة على اطّلاع ببعض فنون الشّريعة، درس بجامعة بغداد، و أنجال الشّيخ المسعود، كالنّعّاس و هو عميد الأئمّة بدائرة باب الواد بالجزائر العاصمة، و غيره. * و كانت على طريقتها و لكن بشكل أخفّ أسرة مزارة، و هي أيضا من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، فيها فُضلاء و صالحون و مُهتمّون بالقرآن و تعليمه. * 29- أسرة بن عطالله (بن عطاء الله)، من عرش المويعدات أو المواعدة القاطنين بالبيرين، و هي من عوائل التّعليم العتيق، برز منها حفظة و مُدّرسون و فُضلاء، منهم عطالله (عطاء الله)، و نجله مُحاد المُتوفّى 1965 م الإمام، و محمّد (فتحا) و عبد القادر المُدرّسان الشّرعيّان، و مصطفى الأديب و الكاتب الباحث و أحد رجال التّعليم بتلك الجهة. * 30- أسرة عقّوني، من أولاد عبد السّلام من أولاد شيبوط من أولاد سي محمّد، و هي أسرة مُهتمّة بالقرآن الكريم و العربيّة و الفقه، و قد عرفنا منها بوعكّاز المُتوفّى في حدود 1927 م بالقاهرة بمصر، أثناء مُواصلة دراسته الشّرعيّة العُليا بالأزهر الشّريف، و كذلك ابن عمّه محمّد مُعلّم القرآن الكريم، و صاحب الخطّ الجيّد، المُتوفّى في السّبعينيات من القرن الميلادي المُنصرم، و عمر الّذي وافته المنيّة سنة 2012م، و كان فاضلا حافظا للقُرآن، و على شيء من الثّقافة العربيّة و الشّرعيّة، و قد مارس التّعليم الحكومي ردحا، و أحمد بن بلقاسم الرّاوية، صاحب الأخبار و اللّطائف. * و مثيلتها أيضا أسرة هزرشي، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة)، و من نفس العرش، و قد رأينا فيها الاهتمام بالتّعليم الشّرعي، و عرفنا بعضا من أسمائها، كمحمّد (فتحا) الّذي كان من أتباع جمعيّة العلماء الإصلاحيّة السّلفيّة، و نجليه عطية الّذي كان يحفظ القرآن و يُعلّمه، و كان كريما شُجاعا مقداما، و عمر و هو من الفُضلاء المعروفين، تولّى التّدريس و الخطابة بجهته إلى أن تُوفّي سنة 1956م، و منهما خلف صالح. * 31- أسرة عمّاري، من أولاد جدّي من أولاد عبد القادر بن محمّد، كان بها الاهتمام قائما بالقرآن و الشّريعة، منها عمر بن عبد الله القاضي المُتوفّى 1904م، و له تبع صالح. * 32- أسرة قُوريدة، من أولاد شريك ( اشريك) من أولاد سي حمد، و هذه العائلة لها اهتمام واضح و محبّة كبيرة للتّعليم الدّيني، و قد برز منها حمد (أحمد) المعروف بالكوّاش المُتوفّى 2002م، مُعلّم القرآن المشهور، و ابن أخيه محمّد صاحب الفضل، من رجالات التّربية و التّعليم، في وقت مضى، مشهود له بالنّزاهة و العمل، و هو الآن القائم على تبعات مسجد قرية الطّريفيّة، و معه خيّرون آخرون، منهم ابن عمّه البشير. * 33- أسرة قويني (غويني)، من أولاد قويسم من أولاد ملخوة من أولاد عيسى، و هي من الأُسر المشهورة بحفظ القرآن و تحفيظه في الأوساط العيساويّة، منها المسعود المُتوفّى 1975م، و نجله الشّيخ الفاضل المعروف و الذّائع الصّيت بالتّصوّف و الورع بن ناجي، صاحب الأنظام و الشّروح. * 34- أسرة قيرش، من ذرّية عبد العزيز الحاجّ (العبازيز)، فيها صالحون و قُرّاء و قُضاة. * 35- أسرة القيزي، من أولاد عربيّة من أولاد لقويني بن محمّد،كانت فيها العناية الكبيرة و الظّاهرة بالتّدريس الشّرعي (تحفيظ القرآن و تعليم العربيّة و تدريس مبادئ الفقه)، و قد أنجبت رجالا اضطلعوا بهذه المهمّة الشّريفة، منهم عبد الرّحمان صاحب زاوية الدّخبانة، و نجليه عبد الحفيظ الفاضل الكبير المُتوفّى 1984م، و البشير إمام مسجد الحُرش بالبُرج بمدينة الجلفة في وقته، و المُتوفّى سنة 1999م، و حفيده بلقاسم. * و كذلك كانت الحال، و لكن باختلاف يسير بالنّسبة إلى أسرة شويحة، الّتي هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، فقد كانت لها مُساهمات في الأدب و الفضل و النّضال، و خرج منها حفظة و قُرّاء و أئمّة و كُتّاب. * 36- أسرة لخذاري، من أولاد عبد الرّحمان من أولاد شيبوط من أولاد سي محمّد، و هي من الأُسر العلميّة الّتي اهتمّت للتّعليم العتيق، في تحفيظ القرآن و إقرائه، و تدريس النّحو و الصّرف، و أحكام العبادات ، و الفرائض ، و قد خرج منها الحاجّ عليّة الّذي كان من أهل الورع و الصّدق و الزُّهد، و قد أسّس في نهاية القرن التّاسع عشر، أو في بداية القرن العشرين، زاوية بقديد أولاد أمّ هاني، و لم تُعمّر كثيرا، و نجله الأديب الطُّلعة القاضي عبد القادر المُتوفّى 1968 م. * 37- أسرة محفوظي، من أولاد لخضر (الأخضر) من أولاد ملخوة من أولاد عيسى، و هي أُسرة عُرفت بحفظ القرآن حفظا جيّدا، مع تعليمه و تدريس ما يتبعه من العلوم الدّينيّة، و قد عرفنا منها المبروك الّذي تُوفّي سنة 1946م، و أدركنا نجله الحافظة الفقيه المُفتي عامرا المُتوفّى 2009 م. * 38- أُسرة بن مرزوق، من رحمان الهلاليين، خرج منها الشّيخ المُعمّر محمّد المُتوفّى 1911م، و هو مُؤسّس زاوية بنهار، و نجله عبد القادر المُتوفّى 1957م، و حفيده منصور المُتوفّى 1970م، و منهم بقيّة منها رابح بن لطرش المُشرف الحالي على الزّاوية المذكورة . * 39- أسرة مسعودي، من أولاد دنيدينة (ادنيدينة) من أولاد بو عبد الله بن محمّد، و قد برز منها الإمام المشهور الفقيه المُفتي كُبّارة المُتصوّفة في وقت مضى عطيّة المُتوفّى 1989م، و هو وحده يُمثّل أسرة، و أخوه عبد الهادي المعروف بالهادي المُدرّس بزاوية الجلّاليّة في وقته، و من بقيّتهما يحيى بن عطيّة الأديب و الشّاعر و الكاتب المعروف. * و على شاكلتها تقريبا كانت أُسرة الجرو، المعروفة بأسرة الكلبي، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، و قد أخرجت أحمد، و نجله السّعيد الفاضل المعروف المُتوفّى 1945 م، و حفيده لزهاري ( الأزهري ) المُتوفّى 1982 م الّذي درّس ردحا بالزّاوية النّعّاسيّة، و تولّى الكتابة لدى القضاء الشّرعي بمدينة الزّعفران. * 40- أسرة بن مشيه (امشيه)، من أولاد الصّدّيق من أولاد لقويني بن محمّد (فتحا)، و هي من الأُسر المعروفة، ذات المجد و السُّؤدد، أنجبت فضلاء و صالحين و قرُّاء، من أسيرهم طريقة في ما نعلم بلقاسم المُتوفّى 1880م، الّذي أسّس زاوية مشهورة، انتسب إليها خلق لا يُحصون، و كانت بها مكتبة ضخمة، اندثرت مع مرور الوقت عليها، و قد خرجت من صُلبه ذُرّية صالحة، منهم السّعيد و النّذير و بن علية، و آخرهم بن مشيه (إسما لا لقبا) مازال على ذلك الدّرب سائرا، مُحافظا على خطّ جدّه الأوّل، و لكن بخُطى أبطأتها الظّروف الغير مُسعفة. * 41- أسرة النّعّاس، من أولاد العقّون من أولاد بو عبد الله بن محمّد، و هي أسرة مشهود لها بالفضل و البذل و العطاء، خرج منها صالحون و زُهّاد و أفاضل، من بينهم الإمام المشهور عبد الرّحمان المعروف بالمرابط المُتوفّى 1907م، و المُؤسّس لزاويتهم المعلومة بدار الشّيوخ، و كذلك نجله محمّد المُتوفّى 1946م، و حفيده الشّريف المُتوفّى إثر حادث سير سنة 1969م، و عليّ بن عبد الله النّاشط في إحياء التّراث الصُّوفي بمنطقة الجلفة. * و على غرارها أيضا كانت أسرة طالب، و هي من نفس الرّفقة (الفرقة) و من نفس العرش، منها محمّد برّابح الّذي تُوفّي بعد سنة 1907م، و قد أسّس زاوية تُعرف بإسمه، قُرب الرّيّان بالجهة الجنوبيّة الغربيّة ببادية حاسي العشّ، و له عقب. * 42- أسرة وحشي، من المرازيق من أولاد سي حمد بن محمّد، فيها الصّلاح و الفضل، و قد جاء منها بوبكر (أبوبكر) المُتوفّى 1930م، مُؤسّس الزّاوية الموجودة بجهتهم و صاحب المكانة الرّوحيّة بينهم، و نجله حمد (أحمد) المُتوفّى 1976م، و حفيده بوبكر ذلك الرّجل الطّيّب. * * و بعض هذه الأُسر الّتي ذكرنا قد اندرس دورها الثّقافي و العلمي؛ و ذلك لأسباب مُختلفة منها المُنغّصات و الفتن و هزيع الجهل و العوادي و تبدّل الأحوال و الصُّروف. و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله. و من ضروري القول أنّ هناك بعض الأُسر العلميّة الّتي وفدت على ولاية الجلفة، قُبيل و بعد الاستقلال، كأسرتي القاسمي من أشراف البوازيد ببوسعادة، و هي تبع لولاية المسيلة، و مُختاري من بني عبد الرّحمان بن خليفة الأشراف بأولاد جلّال، و هي تبع لولاية بسكرة، و هما أشهر من أن يُعرّفا. و صلّى الله و سلّم على قُبّة الفلك سيّدنا و مولانا محمّد و على آله الطّيّبين و صحابته الميامين المرضيين أجمع . * * هوامش: * 1 في القرن الرّابع الهجري أُضيف إلى العلوم الشّرعيّة الّتي كانت تُدرّس في الجوامع و المدارس الإسلاميّة مادّتي الكلام و التّصوّف ، و هما مادتان لهما علاقة و ارتباط بالشّريعة ، من حيث أنّ الأولى تُعنى بالاعتقاد ، و الثّانية تُعنى بالسّلوك ، و إن كان فيهما جانب كبير من الفلسفة . و الله أعلى و أعلم . * 2 وضع الألقاب (النّكاوي) بمنطقة الجلفة كان ببعض مناطقها سنة 1929م، و ببعضها الآخر كان سنة 1930م. و الله أعلى و أعلم. (*) الكاتب و الباحث "أبو محمد سعيد هرماس" له العديد من الشهادات و الإجازات العلمية، و صدر له عدد من المؤلفات... لتفاصيل عن سيرته الذاتية راجع موضوع: من هو الشيخ أبو محمد سعيد هرماس..؟