أحمد الله الّذي نزّل الذِّكر و حفظه على ممرِّ الآونة و الزّمان، حمدًا على تمام الإحسان، و أشكره شُكرًا على كمال الامتنان، و أشهد أن لا إله إلّا الله الملك القاهر الدّيّان، و أشهد أنّ مُحمّدًا العربيّ الأمين عبده و نبيّه و رسوله إلى الخلائق أملاكها و إِنسها و الجان. و أُصلِّي و أُسلِّم عليه، و على آله و صحبه أهل الرِّضى و الاتّباع و العِرفان، و على التّابعين لهم بإحسان، و على كُلِّ مَن حَفِظ الشّريعة بعدهم و صَان، صلاةً و سلامًا دائمين مُتلازمين، ما تعاقب المَلَوَان. و بعد : لقد وفّقني الله لأن أكتب مجموعة مقالات، في شأن تاريخ مِنطقة الجلفة الحبيبة الثّقافيّ الحضاريّ، عرّفت فيها بِشُخوصٍ و رُبُطٍ و زوايا و تَكَايا و مَقارِئ، و ذكرت فيها تواريخ و حوادث و حركات و مُتفرِّقات، و أشرت فيها إلى طُرقٍ و مسارات و رحلات و..... بعين فاحصة مُدقِّقة، و بلسانٍ موضوعيٍّ مُنصفٍ، يحدوني في ذلك قول الله تعالى : (وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ قُلْ تُسْأَلُونَ عَمّا أَجْرَمْنَا و لَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سبأ / 24. 25. و قد شرفت و الحمد لله بطريقة المُحدّثين (شرّفهم الله)، في التّلقِّي و التّمحيص و الفَلْتَرة، و أَنِست إلى منهج الإمام العَلَم الحافظ القَمْقَام الذَّهَبيّ (ت 748 ه) المُتميّز، في التّأريخ و التّرجمة و التّصنيف[1]. و علاوة على ذلك على وجه التّحقيق و التّأكيد تتبّعت المظان المُتوفّرة في هذا الشّأن، و زُرت الأماكن و المعالم و الشّواهد الموجودة، الّتي تُوجّه و تدلّ عليه.. و منها الجُلوس إلى بعض من كان له عناية به و اهتمام[2]. و جليسي في هذه الحلقة المُباركة هُو أبو عطاء الله (عطالله) بن مشيه بن بن عليّة (بنعليّة) بن السّعيد بن بلقاسم[3]بن مشيه الصّدِّيقيّ القوينيّ النّايليّ الإدريسيّ الحَسنيّ. ازداد في يوم السّبت غُرّة جُماد ثانٍ 1375 ه، المُوفق 14 جانفي 1956 م، بجانب زاوية لَمْشَاه، على أرضٍ رابية، بكاف اللّفيعة، بالزدارة (الصدارة)، بزاقز الشّرقي، بالجهة الظّهراويّة (الشّماليّة)، لِلرّبع الجلفاوي (الجلفيّ). و هُو مكانٌ ثَوَى فيه قومه مُنذ قُرون خلت. تأدّب و تعلّم مبادئ العربيّة صغيرًا، على يد والده بنعليّة الّذي قَضَى عليه المَنَى في شِتاء عام 1991 م[4]، ثمّ أتمّ حِفْظ القُرآن، و قرأ شيئًا ليس بالأمر الكافي، من العُلوم الشّرعيّة الرّائج تدريسها[5] حِينذاك بالزّاوية المذكورة آنفًا، على يد الشّيخين الجليلين شويطر الفُضيل (رحمه الله)، و فتيلينة بن عليّة (بنعليّة)، ثمّ انكفأ عن المُزاولة، و اشتغل عن مُواصلة طلب العلم الشّرعيّ زمنًا، و لكنّه بقي مُتعلِّقًا بأهداب التّعليم العتيق، و مُتّبعًا لما كان عليه أجداده، و قد أخذ عنهم خِصال الرُّجولة و الفُحولة و المُروءة و الإقدام و السّخاء و الكرم و البذل و طِيبة النّفس و الحياء و لِين العريكة، و فواضل أُخرى..... و هُو يقول الشِّعر الملحون، و شعره جيّد، و يحفظ كثيرًا من أشعار آبائه و أجداده و بعض الزُّهّاد و الصّالحين الّذين سمع عنهم، و قد كان والده و جدّه و جدّ والده، من الشّعراء المُجيدين، على الطّريقة الحَسّانيّة. كما أنّه طاف كثيرًا من الأماكن و المُدن و القُرى، و له مُحبّون و أَوِدَّاءُ، من جميع القبائل و الأعراش. و قد تولّى شُؤون الزّاوية، بعد وفاة والده، و رَحل عنها ما بين سنتي 1994 م، و 2005 م ؛ لِأسباب أمنيّة عَصيبة، و سَكن مدينة الجلفة، بحيّ بُوتريفيس، لِيعود إليها آهلاً سنة 2006 م، و هُو لا يزال عليها قائمًا إلى يوم النّاس هذا[6]. و من خِلال ما تحدّث به إليّ عن تاريخ هذه الزّاوية، تبيّن لي من غير شكٍّ، أنّها كانت مقصدًا و محجّة و مُنتجعًا للدّوافّ من النّاس، من القبائل المُجاورة[7]و الغير المُجاورة[8]، و بخاصّة في السّنوات العجاف، الّتي أصابتهم، على غرار سنة 1917 م، و 1919 م، و 1920 م، و 1927 م، و 1929 م، و 1940 م، و 1945 م، و غيرها من قبل، أو من بعد. و في هاته السّنوات الّتي ذكرت، كانت تُعطى لِلزّاوية المُنوّه بها، بتوجيهٍ و تقديرٍ من آل الحُرش قادة[9]أولاد سيدي نايل و السّحاري (الصّحاري) في ذلك الحين، ما مِقداره عشرة (10) قناطير (قناطر) من القمح الصّلب، تمويلاً و دَعمًا لها، يستلمها الخَدَمة (الخُدَّام) عند محطّة القطار بالبرّاكة، ثمّ ينقلونها إلى مقرّ الزّاوية على ظُهور البغال و الحمير (الزّوامل)، أين يُطعم و يُوزّع منها، و قد يُدّخر بعضها لِأجل الضّرورة أو الدّافّة. و قد أفادني أنّه كان بالزّاوية فُرنٌ بدائيٌّ، مصنوعٌ مِن الطُّوبِ و الآجُرِّ (الياجور)، تهدّم بفعل الظّروف، في بداية السّبعينيات، من القرن المُنقرض، يُطهى فيه خُبز الرّغيف[10]، من الحجم الصّغير، بأعدادٍ وفيرة، و يُقسّم على الطّلبة و المُريدين و الحاضرين و المُنتجعين[11]، و قد لا يكفي، لِكثرة الموجودين و الوافدين، أو لِقلّة مادة العجين... قال الشّاعر : فإذا هُم رأوا الرّغيف تطرّبوا... طَرَبَ الصِّيَام إلى أذان المغرب و هُو يتذكّر جيّدًا ما حكاه له والده بنعليّة، عن تلك الواقعة الّتي شاهدها صغيرًا[12]، بأمّ عينيه، رُفقة والده السّعيد، بعين شنّوف شمالي مدينة الجلفة، و تحديدًا عند شرقي حيّ البرج العتيق، بين الطّريق الوطني، رقم (01)، و واد ملّاح، سنة 1917 م، حينما رأى النّاس يمشون كالضّفادع كما وصف هُو من شدّة الجوع و الخَوَى، و هم يبحثون عن بقايا القمح و الشّعير، من أرواث ذوات الحافر، كالأفراس و البِغال و غيرها. و قد صادف بحثهم هذا أنّ البغل الّذي كان يمتطيه سي السّعيد راث فجأة، فتوجّهوا إلى بقاياه. و هذه الحادثة الأليمة المُكفهرّة تُظهر مدى ما عَاناه شعبنا العزيز في سِني الفقر و المجاعة. و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله. و في توجّهٍ آخر سألته عن طريقة الإقراء الّتي كانت مُتّبعة لدى الزّاوية، فذكر أنّها كانت على المشهور و المُتّبع عند باقي رباطات و زوايا التّعليم القُرآني بالقُطر الجزائريّ..الطّلبة (القناديز) يحفظون القُرآن بقراءة نافعٍ[13]، ثمّ يُحلّونه بالعُلوم اللُّغويّة و الشّرعيّة، و رُبّما بالعُلوم الوضعيّة أيضًا. و قراءة القُرآن تكون رسمًا و ضبطًا و تجويدًا. و الأدوات المُستعملة في ذلك هي اللّوح الخشبيّ، بأحجامٍ مُتفاوتة، حسب أعمار التّلاميذ (الطّلّاب) ؛ فمن من سنّ ستّ (06) سنوات، أو قبلها بقليلٍ، إلى تسع (09) سنوات، يكون حجم اللّوحة عادة 32 سم على 18 سم. و من سنّ عشرة (10) أعوام، إلى أربعة عشر (14) عامًا، يكون حجم اللّوح المُستعمل هُو 42 سم على 28 سم. و من سنّ خمس عشرة (15) سنة، ما فوق، فحجم اللّوح هُو 52 سم على 38 سم، و قد يزيد[14]. بالإضافة إلى الأقلام المصنوعة من القصب[15]، أو الرِّياش. و الدّواة (المِحْبَرَة)، أو الدّواية الّتي تحمل المِدَاد، أو الحِبْر، أو مُا يُعرف عندنا بالسّمق، و هُو يُصنع من بقايا الصُّوف الغير النّظيف، الّذي يُحرق و يُضاف إليه الماء القليل، أو غيره. و الصّلصال (الصّيصال)، و هُو الطِّين اليابس، الّذي تُطلى به الألواح. و عندما تُمحى الألواح بالماء، مِمّا كُتب على ظهرها من قُرآنٍ كريمٍ، في مكانٍ مخصوصٍ لِذلك، تُصبّ بقايا ذلك الصّلصال المُختلط بالماء و المِداد، في وجهةٍ مُعيّنة لا يتخطّاها أحدٌ ؛ لِحُرمة ما فيها. و الطّلبة الّذين لا يقدرون على الكتابة، لِصغر سنّهم، أو لِعدم دِرايتهم، أو قلّة معرفتهم بفنّ الكِتابة، يُخصّص لهم من ينوب عنهم و يكتب لهم، و يُسمّى في عُرف الزّاوية " مُكتِّبًا ". و الجدير بالقول في هذا الخِضم أنّ الكُتّاب القُرآنيّ عُرف و اُشتهر مُنذ الصّدر الأوّل من تاريخ الإسلام، و قد شهدت مكّة المُكرّمة أثناء البعثة المُحمّديّة، و جَهْرِ النّبيّ (صلّى الله عليه و سلّم) بالدِّعاية إلى الإسلام، دارَ الأرقم بن الأرقم، الّتي كان يُتلى و يُتعلّم فيها ما كان يتنزّل على رسول الله (صلّى الله عليه و سلم) من سُورٍ و آيات. و أمّا المدينة المُنوّرة فقد فازت بهذا الأمر، حينما أرسل إليها رسول (صلّى الله عليه و سلّم) قبل هِجرته إليها، مُصعب بن عُمير العبدريّ[16] (رضي الله عنه)، شهيد غزوة أُحد، الّذي أنشأ بها دارًا، عند سعد، أو أسعد بن زُرارة (رضي الله عنه)، عُرفت بدار القُرآن، و سُمّي هُو بالمُقرِئ، و هي أوّل تسمية له في الإسلام في ما أعلم، و قد تخرّج بها القُرّاء الأُول من الأنصار، و عند انطلاقة الفتح الإسلاميّ في الخافقين، كان في مدينة رسول (صلّى الله عليه و سلّم) وحدها، عشرة (10) كتاتيب، أو أكثر، كما أحصى ذلك مُؤرِّخو المُدن الإسلاميّة. و تلقّى المغاربة من إِخوانهم المشارقة[17]، من خِلال التّعارف و الاحتكاك و التّشاور، سُبلَ و مناهجَ التّعليم القُرآنيّ، و نقلوها إلى أوطانهم و مكان إقامتهم، و أسّسوا مساجد، و شيّدوا بِجوارها كتاتيب تابعة لها، تُعنى بتحفيظ القُرآن و تدريسه، ثمّ انطلقوا في توسيع دائرة هذا التّعليم الأصيل، فافتتحوا رُبطًا و زوايا و تَكايا و مقارِئ، يُدوّى فيها بالقُرآن و عُلوم الإسلام، كدويّ النّحل، و في ذلك عزّ الإسلام و المُسلمين. و في نفس التّوجّه سألته أيضًا عن المغاربة الّذين أَقَرَأُوا[18]و درّسوا بها، فقال لي أتذكّر منهم حسب ما نُقل إليّ الشّيخ سي عبد الملك، الّذي دام بقاؤه بها مُقرِئًا و مُدرِّسًا و مُفتيًا، مُدّة أربعة عشر، أو خمسة عشر عامًا، و ذلك قبل سنة 1920 م[19]، و كان صاحب صوتٍ جَهْوَريٍّ رخيمٍ. و من اللّطائف الّتي أَنْبَأَنِيهَا بطربٍ و تلذّذٍ، هي تلك الشّذرات الّتي رواها عن حياة الفاضلة فاطنة بنت أحمد بن بلقاسم بن مشيه الشّيخ المُؤسّس، المعروفة بفاطنة بنت النّبيّ. و هي امرأةٌ صالحةٌ أديبةٌ حافظةٌ راويةٌ مُؤرّخةٌ، و قد أدركت جدّها المذكور سالفًا المُتوفّى 1880 م، و أخذت عنه و أفادت، و كتب الله لها أن تعيش سِنين عددًا، فقد تُوفّيت سنة 1974 م، أو بعدها بقليلٍ[20]، و عُمرها مئة و سبعةٌ و عشرون (127) عامًا، و هي في كامل إِدراكها و وَعيها، و دُفنت في جبّانة الزّاوية القديمة قُرب الكاف المُسمّى اللّفيعة. و من جميل ما قاله عنها أنّها كانت منجمًا خامًّا، من المرويات و السّمعيات و الحِكايات و المحفوظات، الّتي لِلأسف الشّديد لم تُكتب و لم تُدوّن و لم تُحفظ، بسبب الإهمال و اللّامُبالاة، هذا من جهة، و من جهة الأخرى قلّة التّقدير و الإدراك و المعرفة بماهية الأمور و مآلاتها. أمّا مكتبة الزّاوية، المنشور مِنها و المخطوط، فقد وقعت أثناء أزمة التِّسعينيات، من القرن الفائت، الّتي أتت على الجزائر، عُرضة لِلنّهب و الحرق و التّلف، و لم يسلم منها شيءٌ، إلّا القليل القليل. و العِياذ بالله. و هذا مِمّا يتقطّع له نِياط الفُؤاد غيظًا و كمدًا. و أثناء تِعدادي لِشيوخ مِنطقتنا، الّذين رَأوا الشّيخ مُحمّد بن أبي القاسم الهامليّ (ت 1897 م)، صاحب زاوية الهامل، و أخذوا عنه، عَقَّب عَليّ بقوله لقد أسقطت رقمًا، من هؤلاء الشّيوخ. فقلت له : من ؟ فقال لي : الشّيخ سي الهادي، صاحب المقبرة المشهورة بمدينة حاسي بحبح. فقلت له هذا الرّقم لم يكن خافيًا عليّ إسمًا، و لكنّي لا أعرف تاريخه و لا علاقته بالشّيخ الهامليّ. فذكر لي شيئًا خفيفًا عن سيرته.. جاء فيه : هو أبو خير الدِّين عبد الهادي شتّوح، المعروف بسي الهادي، أو الشّيخ بُوعُمُود. أصله من أولاد العارية، من أولاد القويني، من أولاد سيدي نايل. قرأ و تعلّم على الشّيخ محاد بلقاسم بزاويته المشهورة، و أذن له في تأسيس زاوية بموطنه، و قد أسّسها بمكان يُدعى الوتيدات، قُرب جبل الفايجة الّذي يُعرف بإسمه (سي الهادي)، شرقيّ مدينة عين معبد، و انضمّ إليها عددٌ لا يُستهان به من القناديز، و أثناء ثورة التّحرير المُباركة توقّفت عن أداء رِسالتها، ثمّ اندرست و ذهبت معالمها، و الطّريق المُؤدِّية إليها طريقٌ غير سهلة، عبارة عن ممرٍّ (سَلّاليّة)[21]. و في الخِتام أقول أنّه مِمّا لا شكّ فيه، أنّ الأمّة الإسلاميّة، و منها الأمّة الجزائريّة، مازالت و ستظلّ في حاجّة ماسّة و مُهمّة إلى التّعليم الأصيل، فهو مشروعها الإصلاحيّ و الحضاريّ، لِذا يجب العناية به و الاشتغال عليه، و تجديده، و بعث النّفس فيه مِن جديدٍ، على طريقةٍ مُتأصّلةٍ و مُتجذِّرةٍ و مُحافظةٍ و مُتحضِّرةٍ و مُستشرفةٍ إلى المُستقبل، بها يُحفظ، و بها يُصفّى ممّا خلطه و عَلِق به و كدّره، من شوبٍ و هنات و ترّهات و قِباحٍ و.....، و بها يُبعد عنه الثُّول، و مَنْ ليس له فيه أهليّة، أو أحقّيّة، أيّان ذاك نكون قد حقّقنا نهضة دِينيّة و عِلميّة و ثَقافيّة محمودة. و هذا، و قد تحقّق و تتطابق ما جاء في هاته الجلسة باقتضاب. و الحمد لله في الأُولى و الآخرة، و الصّلاة و السّلام الأتمّان الأكملان على سيّدي و قائدي و مولاي و شفيعي و حبيبي مُحمّدٍ رسول الله، و على آله الأطهار و صَحبه الكِرام جميعًا. الباحث سعيد هرماس رفقة بن مشيه بن مشيه
والد بن مشيه بن مشيه هوامش 1 في تعاطيه مع المذاهب و الفِرق و الطّوائف و أهل الملل و النّحل و الأهواء... 2 هذا لا يُناقض و يُخالف أبدًا ما أنا عليه من عقيدةٍ و منهجٍ و سُلوكٍ. و الله أعلى و أعلم. 3 الشّيخ بن مشيه بلقاسم (1806 م 1880 م)، أحد فُضلاء الجلفة، و قد أدرجنا إسمه في كِتابنا الموسوم " مِن فُضلاء منطقة الجلقة ". له من الوَلَد (بالتّرتيب الألفبائيّ) : أحمد، و السّعيد، و سليمان، و مُحمّد، و المُختار (المُخطار)، و مُصطفى (المصفى)، و يعقوب، و يُوسف، و له غيرهم. و هؤلاء النّفر الّذين ذكرت، كُلّهم حفظوا القُرآن، و درسوا على والدهم، ثمّ انتقلوا إلى زاوية الشّيخ المُختار (المُخطار)، بأولاد جلّال. كما أنبأني بذلك حفيدهم صاحب الجلسة الشّيخ بن مشيه، إبّان اجتماعي به، صبيحة يوم الثّلاثاء 03 ربيع المولد 1439 ه، المُوافق 21 نُوفمبر شهر الثّورة 2017 م، بمضيفة (صَالة) الزّاوية. و الله أعلى و أعلم. 4 هُو من مواليد عام 1910 م، أمّا في الوثائق الإداريّة فهو من مواليد سنة 1914 م. و الله أعلى و أعلم. 5 كالآجرّوميّة في العربيّة، و ابن عاشر في الفقه. 6 راجع مَقَالي بخصوص ذلك " زاوية اللّفيعة بزاقز الشّرقيّ تستأنف طريقتها الأُولى "، المنشور عبر الجلفة إنفو، بتاريخ 12 / 07 / 2017 م . و الله أعلى و أعلم. 7 كأولاد بُو عبد الله، و أولاد القويني، و الموامين، و أولاد يُونس. ( بالتّرتيب الألفبائي). و الله أعلى و أعلم. 8 كالزّناخرة، و لَحْدَاب، و أولاد سي محمّد (بالفتح) بن يعقوب، و أولاد مَعرَّف، و المويعدات (المواعدة). ( بالتّرتيب الألفبائي). و الله أعلى و أعلم. 9 مُفردها قائد، و هُو الحاكم و الإمام و الزّعيم. أمّا مُصطلح القايد فهو كلمة ترُكيّة تعني الوسيط بين الأهالي و السُّلطة العثمانيّة، و ظلّ استعمالها إلى غاية عهد الاستدمار الفرنسيّ ؛ حيث جُعلت بعض العائلات الميسورة في ذلك الوقت وسيطًا بين الأهالي و الإدارة الفرنسيّة. و الله أعلى و أعلم. 10 رغيفٌ. جمعها أَرْغِفَةٌ، و رُغْفَانٌ. و رغائف جمعٌ بعيدٌ. و الله أعلى و أعلم. 11 الطّعام الّذي يُقدَّم في الزّوايا يُدعى (يُسمّى) العَيَّاد، أو العيش. و الله أعلى و أعلم. 12 عُمره وقتذاك سبعة أعوام، أو يزيد. و الله أعلى و أعلم. 13 لِلأمانة العلميّة أقول : لقد كانت ببلدنا الحبيب الجزائر زوايا مُختصّة في تدريس القُرآن و عُلومه ؛ من رسمٍ و قراءات و تفسيرٍ (دراسات قُرآنيّة)، بالإضافة إلى عُلوم اللُّغة العربيّة ؛ من نحوٍ و صرفٍ و بلاغةٍ و عروضٍ، على غِرار الزّوايا الّتي كانت موجودة ببلاد زواوة و بني ورثلان و ريغة و زمّورة و غيرها. أذكر منها تحديدًا زاوية عبد الرّحمان اليلولي، أو الأيلولي (ت 1105 ه / 1694 م)، بجبال جرجرة، الّتي كان فيها تحفيظ القُرآن ( ترتيلاً و تجويدًا) بقراءاته السّبع، و حتّى العشر، قائمًا، و ظلّ سادرًا فيها إلى غاية سنة 1261 ه / 1847 م ؛ حينما طرأ على برنامجها تعديلات أدخلها القائمون عليها في ذلك الحين. و الله أعلى و أعلم. 14 هاته المَقاييس، أو المَقاسات، أو القِياسات الّتي ذكرها غير مُجمعٍ عليها، على حدّ علمي، إنّما هي اجتهاد. و الله أعلى و أعلم. 15 القلم لا يسيل الحبر على سِنّه إلّا وقت الكِتابة. و الله أعلى و أعلم. 16 نسبة إلى بني عبد الدّار، و يُقال له الدّاريّ أيضًا. و الله أعلى و أعلم. 17 كُنت قد تعرّضت إلى مسار انتقال العُلوم الشّرعيّة و اللّغويّة، و ما يتبعها، من المشرق إلى المغرب، في مقالي المُعنون ب " تاريخ العُلوم العربيّة الإسلاميّة بمنطقة الجلفة... و ذِكرٌ لِلإجازات ذات السّند المُحصّلة من طرف أهل العلم و الفضل بالمنطقة "، الّذي نُشر في الجلفة إنفو، بتاريخ 11 نُوفمبر 2017 م. و الله أعلى و أعلم. 18 و يصحّ كتابتها : أَقَرَؤُوا، على اعتبار أنّ الهمزة الموجودة فيها هي همزة مُتوسِّطة، فيُطبّق عليها قانون الهمزة المُتوسِّطة.. و هُو قانون الحركة الأقوى , و الهمزة مضمومة فلابدّ أن تُكتب على الواو. أمّا إذا كانت هذه الهمزة الموجودة فيها، في الأصل مُتطرّفة، فيُطبّق عليها قانون الحركة المُتطرّفة، فتكتب على الألف، على أساس أنّ ما قبلها مفتوحٌ، و هُو ما أثبتناه في المتن. و الله أعلى و أعلم. 19 لقد زوّدني في ما مضى بأنّ زمان مُكوثه بالزّاوية، يكون في بداية القرن العشرين الميلاديّ، أو قَبلها بقليلٍ. و الله أعلى و أعلم. 20 أُرجّح أنّ وفاتها كانت في سنة 1980 م، و حِينئذٍ يكون مِيلادها في سنة 1853 م، اعتبارًا بِعُمُرها 127 عامًا، و يكون عُمُر جدّها بلقاسم إذاك قد قارب الخمسين، و يصلح أن يكون جدًّا. و الله أعلى و أعلم. 21 سأفرد لَه و لِزاويته، في طالع الأيّام مَقالاً مُختصرًا، تنشره إدارة الجلفة إنفو في حِينه. إن شاء الله.