احتضنت صبيحة اليوم قاعة الأساتذة بكلية الآداب واللغات والفنون، بجامعة الجلفة، العدد الثاني من "ندوة الأستاذ" والتي كان محورها الاحتفاء بالشاعر الدكتور "محمد السايح بلبقع". الندوة حضرها أساتذة من قسم اللغة العربية وعميد الكلية ومسؤول النشاطات وثلّة من الطلبة. ونشّطها الدكتور "بلخيري عبد المالك" الذي عرّف بمنبر "ندوة الأستاذ" وهو مبادرة قال عنها أنها دورية تهدف الى التأسيس لتقاليد معرفية وبناء مشروع فكري وحضاري يرتقي باللغة العربية في جامعة "زيان عاشور" بالجلفة. وأكّد الدكتور بلخيري على أن العمل بهذا المنبر مفتوح لكافة أفراد الكلية مادام هدفه الأسمى هو الارتقاء بالجامعة من مجرّد مكان لاستهلاك المعرفة الى فضاء لانتاجها. لينتقل الى الاشادة بضيف اليوم "الشاعر الدكتور بلبقع محمد السايح" واصفا شخصه بأنه "مشرّف ومكرّم بلغة الواقع" وأن الاحتفاء بأمثاله هو احتفاء بالنخب الابداعية والأكاديمية. أما الدكتور الشاعر "شعثان الشيخ" فقد فاجأ الحضور وسرّهم حين بدأ كلمته بأبيات شعرية مدح فيها شخص الأستاذ بلّبقع. ليصف الأستاذَ محمد السايح بأنه "شاعر اختزل شعريات هذا القطر قديمها وحديثها ومعاصرها" مستفيضا بالقول "من يريد أن يكون عارفا بالشعر الجزائري فليكن عارفا بمحمد بن الأبقع". وأكثر من هذا، يقول الدكتور شعثان، فالشاعر بن الأبقع قد "درس سيرورة الشعر الى غاية القرن الخامس للهجرة بل واستوعب انتاج شعراء المهجر" ليختتم وصفه بالقول "لقد اختزل الشعرية العربية كلها". ومن جهته، كان الشاعر "محمد السايح ابن الأبقع" كريما على الحضور الى حدّ اضفاء جوّ تفاعلي بينه وبينهم. فقرأ مختارات من أشعاره كشفت عن تعدد أغراض نظمه ما بين وصف الواقع والتعبير عن المشاعر الوجدانية. وقد اختتم الندوة للمرة الثانية الشاعر شعثان الشيخ بقصيدة مدح فيها الشاعر "بلبقع" وأشاد به في أبياتها. والشاعر "بلّبقع" مولود بمدينة زنينة، أو الادريسية، عام 1965 في بيئة شعرية فأبوه شاعر ما ساعده على تلمّس المعنى والمبنى الشعري منذ طفولته. وزاد عليه بأن اشتغل ردها من الزمن أستاذا للغة العربية بالتعليم الثانوي قبل أن يتحصل على شهادات الليسانس والماجستير فالدكتوراه علوم التي ناقشها نهاية ديسمبر 2017 بجامعة الجزائر 02 تحت اشراف الأستاذ الدكتور حميدي خميسي الذي انتُخب مؤخرا أمينا عاما مساعدا لاتحاد الجامعات العربية. وفي لقاء "الجلفة إنفو" بالشاعر "بلبقع" على هامش الندوة سألناه عن مشاريعه المستقبلية. فأجابنا بأنه قد تفرغ الآن لجمع اشعاره بعد أن ناقش رسالة الدكتوراه. فزيادة على ديوانه "على ضفاف المستحيل" المنشور سنة 2007 عن وزارة الثقافة الجزائرية، أسرّ إلينا ابن زنينة أنه سيصدر عمّا قريب ديوانا بعنوان "زهرة الألم" وفيه سيجمع كل مرثياته عن الزعماء ورجالات السياسة والتربية ومنهم الأستاذ "محمد مادني" والمعلم "ابراهيم هيشر" والرئيس "أحمد بن بلة" والطفل الشهيد "محمد الدرّة" والشيخ الشهيد "أحمد ياسين" و"أبو جهاد" والسياسيون اللبنانيون المغتالون "رينيه معوّض" و"رشيد كرامي" و"فاروق الحريري" وغيرهم. وحسب الأستاذ شعثان الشيخ، فإن الشاعر بلبقع بنشره لديوان رثائي سيكون الأول على مستوى ولاية الجلفة بهذا النوع من المنشورات الشعرية ان لم يكن هو الأول أو أحد القلائل على الصعيد الوطني ...