الندوة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي تندد بتدهور حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة    سبعينية الثورة التحريرية: المسرح الجهوي لتيزي وزو يعرض "سفينة كاليدونيا    نحو 50 شخصية برتغالية تؤكد دعمها لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية    سوناطراك : حشيشي يتباحث بأبيجان فرص الشراكة مع وزير المناجم والبترول والطاقة الإيفواري    باتنة: افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية في طبعته ال13    قسنطينة: دخول عدة هياكل صحية عمومية جديدة ستعزز منظومة القطاع بالولاية    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية    رئيس الجمهورية يعين واليين جديدين لولايتي وهران وسيدي بلعباس    قوجيل: التضامن الثابت والفعلي مع الشعب الفلسطيني هو رهان العالم اليوم ومبدأ وطني للجزائر    سهرة الفنون القتالية المختلطة: عشاق الاختصاص على موعد مع 10 منازلات احترافية الجمعة بقاعة حرشة حسان    افتتاح السنة القضائية الجديدة بولايات جنوب البلاد    الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية تطلق برنامجا وطنيا للنهوض بقطاع المؤسسات المصغرة    مالية: 2025 ستكون سنة تعزيز مسار الرقمنة بامتياز    المشروع سيكون جاهزا في 2025..خلية يقظة لحماية الأطفال من مخاطر الفضاء الافتراضي    ملبنات خاصة ستشرع في انتاج أكياس حليب البقر المدعم في 2025    أشغال عمومية: صيانة الطرقات ستحظى بأولوية الوزارة الوصية خلال المرحلة القادمة    حوادث الطرقات: وفاة 41 شخصا وإصابة 193 آخرين خلال أسبوع    مولوجي تستقبل رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائر تتوج بثلاث ذهبيات جديدة في الجيدو وأخرى في الكرة الطائرة    تدشين "دار الصنعة" بالجزائر العاصمة, فضاء ثقافي جديد مخصص للفنون والصناعات التقليدية    لبنان: إصابتان في قصف للكيان الصهيوني جنوب البلاد في ثاني أيام الهدنة    الحسني: فلسطين قضيتنا الأولى    ركاش يروّج لوجهة الجزائر    الرئيس يُجدّد دعم الجزائر لشعب فلسطين    عطّاف يدعو إلى مبادرات فعلية وجريئة    شركات مصرية ترغب في المشاركة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    معسكر تحيي ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر    الحكومة تدرس آليات تنفيذ توجيهات الرئيس    كأس افريقيا 2024 سيدات/ تحضيرات : فوز الجزائر على اوغندا وديا (2-1)    إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة صالح بوبنيدر ومؤسسة خاصة مختصة في الصناعة الصيدلانية    الارتقاء بالتعاون العسكري بما يتوافق والتقارب السياسي المتميّز    الجزائر تؤكد على حماية العاملين في المجال الإنساني    ميناءا عنابة وجيجل بمواصفات عالمية قريبا    الجزائر مورّد رئيسي لأوروبا بالغاز    الإطار المعيشي اللائق للمواطن التزام يتجسّد    198 مترشح في مسابقة أداء صلاة التراويح بالمهجر    انتقادات قوية لمدرب الترجي بسبب إصابة بلايلي    عطال يتعرض لإصابة جديدة ويرهن مستقبله مع "الخضر"    مدرب فينورد ونجوم هولندا ينبهرون بحاج موسى    فحص انتقائي ل60900 تلميذ    بللو يدعو المبدعين لتحقيق نهضة ثقافية    "فوبيا" دعوة للتشبث برحيق الحياة وشمس الأمل    الجلفة عاصمة للثقافة والتراث النايلي    حرفية تلج عالم الإبداع عن طريق ابنتها المعاقة    إرث متوغِّل في عمق الصحراء    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    نال جائزة أفضل لاعب في المباراة..أنيس حاج موسى يثير إعجاب الجزائريين ويصدم غوارديولا    جانت.. أكثر من 1900 مشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الولائية للرياضات الجماعية    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مِن خرائط الإفتاء الحُرّ بِرِحاب سِيدي خالد في القرن العشرين
نشر في الجلفة إنفو يوم 23 - 02 - 2018

الحمد لله الّذي أنزل الكِتاب على عبده مُحمّدٍ، لِيُخرج النّاس مِن الظُّلمات إلى النُّور، و يهديهم إلى صِراط العزيز الحميد، سُبحانه و تعالى عمّا يُشركون، و الصّلاة و السّلام، مَا تعاقب اللّيل و النّهار، على سيِّد الخلق أجمعين، الرّسول النّبيّ مُحمّدٍ، و على جميع آله الأطهار الطّيّبين و صحابته الكِرام المرضيين، و على الجارين على سُنّتهم و طريقتهم الحَسنة المُثلى، إلى يوم الدِّين. و بعد :
لم ينقطع الإفتاء في وسط الأمّة الإسلاميّة و هي في حاجة ضروريّة و ماسّة إليه في كُلِّ حينٍ الّذي هُو إخبارٌ عن الحُكم الشّرعيّ، لِمسألة سواء وقعت، أو لم تقع[1]، و الّذي هُو مِن الوظائف الدِّينيّة الثّابتة، الّتي هي بِمثابة الخُطط الشّرعيّة[2]، مِن لدن استقبالها و اعتناقها و تشرّبها لِهذا الدِّين العظيم، و إلى يوم النّاس هذا، و قد عَرف حتمًا و لِزامًا اختلافًا و تطوّرًا، و مُتَقَلَّبًا و مَثوىً، في أهليته و أهله و صُوره و نماذجه و سِياقاته و أحواله و مآلاته[3]، عبر العُصور و العُهود و الأمكنة. و الزّمان و المكان هُما مِن أهمّ العناصر المُتحكِّمة بلا ريبٍ في الفتاوى[4]و الأقضية، كما قرّر ذلك كُبراء أهل الأُصول[5].
و قد تصدّى لَه أهل العلم، و تحديدًا أهل الفقه[6]، مُنذ الصّدر الأوّل، لِهذه الأمّة، و نُقلت فتاواهم (فتاويهم)، و أحكامهم، و أقضيتهم، مِن طريق الإخبار، و دُوِّنت مِن خلال الكُتب، و ظلّ ذلك سادرًا، يشتدّ حينًا، و يفتر حينًا آخر، مِن مصرٍ إلى مصرٍ، و إلى حاضرنا هذا، و قد بلغنا عنهم مُطوّلات و سلاسل في ذلك، و معايير و ذخائر، ليس هذا موضع الكلام عليها، و التّفصيل فيها...
و كان و لا يزال لِمدينة سيدي خالد العريقة[7]، ذات الغالبيّة النّائليّة[8]، و هي تعريضًا تابعة لِمِنطقة الجلفة الواسعة، بِالقُطر الجزائريّ، مِن الغرب الإسلاميّ الكبير، نصيبٌ مِن هاته الخُطط الشّرعيّة، و مِنها الإفتاء، و حظٌّ مِن هذا الفضل العظيم الّذي فيه بلا شكٍّ منفعةٌ دِينيّةٌ و دنياويّة، لِلنّاس جميعًا، بعد مَا أصابتها جدوى أهداب الإسلام و مزاياه، و تولّاه عبر زمانها و مكانها، شيوخٌ معروفون و آخرون أغمارٌ، و مِن هؤلاء الشّيوخ الّذين برزوا بِها، و جاءوا في القرن العشرين المِيلاديّ المُنتهيّ، و كانوا مِن أهل القِيمة و المَعنى، مَحمّد محِّيّ، الّذي هُو مِن خرائط الخُطط المُومى إليها، و تحديدًا في الفُتيا، على غِرار ليس علمًا و سعة اطّلاعًا، إنّما تشبّهًا و أداءً أحمد بسطاميّ، أو بصطاميّ، المعروف بابن شليحة[9]، و الحاجّ حرز الله، و عبد المجيد حبّة، و نعيم (بالتّصغير) النُّعيميّ. (التّرتيب بينهم ألفبائيٌّ). و هُو يُكافِئ تِرْبَه و شيخه مُحمّد زهانة، المعروف بِحمّة قدّور[10]، مكانةً و بضاعةً، في الفقه المالكيّ. و قد أتى تعريفه على النّسيج الآتي :
هُو أبو مُحمّد محمّد (فتحًا) بن عِيسى محِّيّ الميمونيّ (نِسبة إلى أولاد ميمون مِن الخوالد، أو الخواليد[11]) الخالديّ (نِسبة إلى سِيدي خالد)، المعروف بِسي مَحمّد بِلمحِّيّ. ازداد خِلال عامّ 1909 م، بِمدينة سِيدي خالد، بالشّرق الجنوبيّ الجزائريّ. نَشأ و تَربّى و تَأدّب و تَعلّم بمقارئِها و جوامعها، في بيئتها ذات العَراقة و الأصالة و القِيم الحِسان، و تلقّى بعد أن جاوز عقده الثّاني مِن العُمر، القُرآن الكريم، و التّفتيق و مبادئ العربيّة و الفقه و الحِساب، مِن نِدِّه سِنًّا[12]الشّيخ حمّة قدّور[13]، و لَازم الشّيخ أحمد بن شليحة، مُلازمة الظِّلّ، و أخذ عنه بعد ما تعلّم مِن لَحظه عَوْمَرَة مِن العُلوم و الفُنون الشّرعيّة، و بخاصّة الفقهيّة المالكيّة مِنها، و دَرس عليه دراسةً متينةً مُتون الفقه المالكيّ المُتداولة، و لا تَزال، كالمُرشد المُعين لابن عاشر، و الرِّسالة لابن أبي زيد القيروانيّ، و المُختصر الفقهيّ لِخليل بن إسحاق، حتّى تفقّه على يديه مَالكيّا، و قرأ عليه أيضًا بقيّة العُلوم اللُّغويّة و الوضعيّة و المدنيّة، و هُو مِن أجلّ شُيوخه و أعلاهم، و كذا الشّيخ مُحمّد بن الزُّبير، و جَالس الشّيخ عبد المجيد حبّة، المعروف بابن حبّة، و هُو أقلّ مِنه سِنًّا، و أفاد عنه، و لا نعلم أحدًا يحضرنا ذكره لقيه الشّيخ بِلمحِّيّ بِهذه المثابة، و رُبّما دخل على غيرهم، و صحبهم مُدّة، و لا ندري متى سمع مِنهم.
ثمّ صلّى لِلنّاس بالصّلوات الخمس و الجُمع و التّراويح، عهدًا طويلاً، و ظلّ يُفتيهم و يُوجِّههم و يَمْحَض لهم النّصيحة، بعد ما غدا لهم وِجهةً و مُستقرًّا و مُستودعًا، بِفقهه و سعة اطّلاعه في الجُزئيات و النّوازل و الحوادث، بِالإضافة إلى متانة دِيانته و تورّعه و خشيته و حُسن خلقه، و هي حُلىً خُلعت عليه و تمتّع بِها، و قد أُذن له مِن قِبل أشياخه[14]، و لا جَرَمَ أنّه كان أهلاً لِذلك و قادرًا عليه، إلى أن غيّبه الفوت غصبًا، و على حِين بغتة، بعد ما استفاد مِنه خلائق لا يُحصون، في يوم الأحد 08 جُماد ثانٍ 1409 ه، المُوافق 15 جانفيّ 1989 م، و عُمره رَبَا على الثّمانين عامًا، و دُفِن في مقبرة مدينة سيدي خالد المعروفة، و قد أعقب أنجالاً، ذكرًا واحدًا، و أَرْبعَ بناتٍ، أو خمسًا، و أشعارًا و أنظامًا و أمداحًا[15] ليست بِالكثيرة، تناثر جُلّها مع تطاول العهد عليها.
و هُو فقيهٌ مُفتٍ قويّ الحافظة سريع الاستحضار، على تشدّدٍ مقبولٍ، حِرصًا مِنه و تمسّكًا، و هُو ذُو ديانةٍ و زهادةٍ و ورعٍ و تقاةٍ، و قد انقطع لِعبادته في صِدقته طوال حياته، الّتي عاشها معلولاً[16] فقيرًا قليلاً في ذات اليد و الجاه، و رُبّما معزولاً، و لم ينضو أبدًا ضِمن السِّلك الدِّينيّ الرّسميّ، حتّى يكون له راتبٌ شهريٌّ مُحترمٌ يكفيه مَؤُونَتَه[17]، و ظلّ حُرًّا في تأدية وظيفته الشّرعيّة، و قد امتهن تجارة المواد الغذائيّة لِزمنٍ[18]، لِينتجع مِنها، و يعتاش عليها، و كان لا يقبل صدقة و لا عطيّة، إلّا مِن أهل الصّلاح و الخير، و لَطالما ردّ كثيرًا مِن ذلك، مِمّن شُوِّهت أموالهم، و دارت حولهم الشُّبهات، و لو كانت لِمامًا و شيئًا يسيرًا[19].
و هُو عندي نعمةٌ مِن الله تعالى أنعم بِها على أهل بلدة سِيدي خالد، في ذلك الحِين، و أنماطه قليلون في هذا العصر، الّذي ضاعت فيه الموازين و المقاييس، و انفصل فيه العلم عن التّقوى، و كثر فيه المُتفيهقة، و أنصاف المُتعلِّمة، و أشباههم، و الأغرار، و الأحداث، و التُّحوت... و قد زاحموا أهل العلم الوعول، في المظاهر، فاشتبه الأمر على النّاس، و أصبح كثيرٌ مِنهم لا يعرف مِمّن يجب أن يأخذ دِينه، و يلتزم بِفتواه و رأيه، دُون غيره... و الله المُستعان[20].
و الله وليُّ المُتّقين، و الحمد لله ربّ العالمين، و صلّى الله على سيِّدنا مُحمّدٍ، و على آله و صحبه، و سلّم تسليمًا كثيرًا مُباركًا فيه.
الشيخ محمد بلمحي 1909- 1989‎
هوامش
1 و قال آخرون هُو الإجابة عن المسألة المُستعصية. و الله أعلى و أعلم.
2 كإمامة الجامع، و الخطابة على النّاس، و الوعظ فيهم، و كقراءة الكُتب و المُقرّرات و شرحها، و إيقاد القناديل بالمساجد، و غيرها... و هي وظائف مُقسّمة بين المُنتسبين إلى السّلك الدِّينيّ. و الله أعلى و أعلم.
3 لِلفقه مقاصد و مآلات و مُوازنات و أولويات و اختلافات، بِالإضافة إلى فقه العصر، و فقه الواقع. و لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون. و الله أعلى و أعلم.
4 و مُفردها فتوى، و يُعرِّفها أهل العلم بأنّها إخبارٌ بِحكمٍ شرعيٍّ مِن غير إلزامٍ، و قال الآخرون بالإلزام. و يرى بعضهم و هُو الرّاجح أنّ المعنى الاصطلاحيّ لِلإفتاء هُو المعنى اللُّغويّ لِهذه الكلمة، لكن بِقيدين، و هُما أن تكون المسألة ضِمن المسائل الشّرعيّة، و أن يكون حُكمها المُراد معرفته، هُو حُكمٌ شرعيٌّ. و هي تتضمن تلقائيًّا عِند أهل الاصطلاح، وُجود مُستفتٍ و مُفتٍ و إفتاء و فتوى. و المُفتي في عُرفهم هُو المُخبر عن حُكمٍ شرعيٍّ في المسألة المسؤول عنها لا على وجه الإلزام. و الأقضية على وجه الإلزام بِقوّة السُّلطان. و الله أعلى و أعلم.
5 الفتوى تتغيّر بِتغيّر الزّمان و المكان ليس على إطلاقه تمامًا، و المُراد مِنه ما كان مُستصحبة فيه الأُصول الشّرعيّة، و العِلل المَرعيّة، و المَصالح الّتي جِنْسُها مُراد الله تعالى و رسوله (صلّى الله عليه و سلّم)، لِأنّ هُناك فرقًا شاسعًا بين الفتوى، و بين الحُكم، و مسألة ذلك كُلِّه مُرتبطة بأصولٍ و بأحكامٍ شرعيّة قطعيّة ثابتة لا تتغيّر... و قد قال المُحقِّقون مِن أهل العلم أنّه مَا دامت المصلحة و العلّة و الحكمة مراعاة، فإنّ تغيير الفتوى جائزٌ، بل قد يكون ضروريًا، بل يظهر في ذلك حكمة عظيمة من حُكم التّشريع، و هو أنّ الله سبحانه و تعالى قد جعل هذا الكتاب مُحكمًا و جعل أحكامه محكمة، فتحقيق المصلحة في أيّ حالٍ كانت، و في أيّ ظرفٍ كانت، و في أيّ زمانٍ و مكانٍ كانت، فإنّه حيثما كانت المصلحة فثمّ شرع الله، و ليس معنى هذا أن يأتي واحد فيقول : مصلحة النّاس في أن يأكلوا الرّبا. فنقول له : لا، فما نّص الشّرع على تحريمه فهو مفسدة، لا مصلحة فيه بأيّ حالٍ من الأحوال. لكن في الأمور المُتغيّرة المُتجدّدة الحادثة حيثما كانت المصلحة فثمّ شرع الله، و علينا أن نجتهد، و أفقه النّاس في ذلك أكثرهم و أوسعهم اجتهادًا. و الله أعلى و أعلم.
6 قال أهل العلم بِالصّحيح لا ينبغي لِلرّجل أن يُنصِّب نفسه لِلفتوى، حتّى يكون فيه خمس خِصالٍ. أما أوّلها : فأن تكون له نيّة، فإن لم تكن له نيّة، لم يكن عليه نُورٌ، و لا على كلامه نُورٌ. و أمّا الثّانية : فيكون عليه حلمٌ و وقارٌ و سكينةٌ. و أمّا الثّالثة : فيكون قويًّا على ما هُو فيه، و على معرفته و علمه بِه. و أمّا الرّابعة : فالكفاية، و إلّا مضغه النّاس. و أمّا الخامسة : فمعرفة النّاس. و نخشى أنّ لا نجد في المُتصدِّرين لِلفُتيا، في حَاضرنا هذا، واحدة مِنها، و لكنّ الأمرَ إن شاء الله نسبيٌّ. و الله أعلى و أعلم.
7 راجع مقالنا المُعنون بِ " مدينة سيدي خالد إرثٌ إسلاميٌّ زاخرٌ "، المنشور عبر الجلفة إنفو، بِتاريخ 11 نُوفمبر 2016 م.
8 مِن أولاد حركات، و أولاد خالد، و أولاد رابح (و هُم قلّة)، و أولاد رحمة، و أولاد ساسي. (التّرتيب بينهم ألفبائيٌّ). و مدينة سِيدي خالد يقطنها بالإضافة إلى الخوالد، و هُم السّكّان الأصليون فيها، و أولاد سيدي نايل، البوازيد الأشراف (نسبة إلى سيدي بوزيد بن عليّ الشّريف)، و المخاليف الغير الأشراف (نسبة إلى سيدي مخلوف). و الله أعلى و أعلم.
9 راجع مقالنا المُعنون بِ " نموذجٌ من المُتصوّفة المُنصفين... الشّيخ "أحمد بن شليحة "، المنشور عبر الجلفة إنفو، بِتاريخ 21 ديسمبر 2016 م.
10 راجع مقالنا المُعنون بِ " الشّيخ " حمّة قدّور زهانة "... العلّامة الفقيه "، المنشور عبر الجلفة إنفو، بِتاريخ 27 نُوفمبر 2016 م.
11 و هُم أمشاجٌ مِن الأدارسة و بني سُلَيْم و بني هِلال من عرب المعقل. و الله أعلى و أعلم.
12 لِأنّ الشّيخ حمّه قدّور أيضًا مِن مواليد 1909 م. و الله أعلى و أعلم.
13 و قد يكون تلقّى ذلك مِن الشّيخ أحمد بن المُختار بن لَزْنك، المعروف بابن حوّاء (حوّى)، و ليس بين أيدينا مَا يكفي لِإثبات ذلك، أو نفيه. و الله أعلى و أعلم.
14 لقد استأذنهم و أخذ مشورتهم، في تقدّمه لِلصّلاة لِلنّاس و أمّهم، و التّدريس و الفُتيا لهم، بِجوامع و مساجد و مُصلّيات بلدة سِيدي خالد، و كان قد قارب عُمره الخمسين عامًا، و قد طلب العلم كبيرًا، حينما تجاوز سنّه العشرين عامًا، أو يزيد، كما أنبأنا بِذلك الشّيخ الأديب الرّاوية أحمد الخالديّ (رعاه الله و أبقاه ذُخرًا)، و لو أنّه سمع العلم صبيًّا صغير السِّنّ، و اعتنى به و عالجه، لكان حظّه فيه أكثر مِمّا كان عليه. و الله أعلى و أعلم .
15 اطّلعنا على بعضها، في مَا يخصّ أسماء الله الحُسنى، و هي لا بأس بِها. و الله أعلى و أعلم.
16 كان بِه مرضٌ لازمة إلى غاية آخر لحظة له، في هاته الدُّنيا الزّائلة الفانية، و كان نحيف الجسم ضامرًا. و الله أعلى و أعلم.
17 يُحتمل و يُرجّح أنّه أقبل على هذا الفعل عملاً بِمذهب عدم جواز أخذ الأجرة على تلاوة القُرآن و تعليمه، و لا على الأذان و الإمامة.. استناداً إلى حديث عبد الرّحمان بن شبل (رضي الله عنه) أنّه سمع رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) يقول: (اقرأوا القُرآن و لا تأكلوا به و لا تستكثروا به و لا تجفوا عنه و لا تغلوا فيه) رواه أحمد و الطّحاويّ و ابن أبي شيبة و أبو يعلى و الحاكم و وافقه الذّهبيّ، و صحّحه الحافظان الهيثمي و ابن حجر. و حديث النّبيّ (صلّى الله عليه و سلّم) لِعثمان بن أبي العاصّ (رضي الله عنه) : (أنت إمامهم و اقتد بِأضعفهم و اتخذ مُؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا) رواه أحمد و أبو داود و النّسائيّ و التّرمذيّ و قال حديث حسن صحيح، و ابن ماجة و البيهقيّ، و قد ضعّفه بعض أهل التّحقيق. و الّذين يُجوِّزون ذلك يستندون إلى حديث ابن عبّاس (رضي الله عنهما) أنّ نفرًا من أصحاب النّبيّ (صلّى الله عليه و سلّم) مَرُّوا بماءٍ فيه لديغٌ أو سليمٌ، فعرض لهم رجلٌ من أهل الماء، فقال: هل فيكم مِن راقٍ، فإنّ في الماء رجلاً لديغًا أو سليمًا، فانطلق رجلٌ مِنهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ، فبرأ، فجاء بِالشّاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، و قالوا : أخذت على كتاب الله أجرًا، حتّى قدموا المدينة، فقالوا : يا رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) أحذ على كتاب الله أجرًا، فقال رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) : (إنّ أحقَّ مَا أخذتم عليه أجرًا كتابُ الله) رواه البُخاريّ. و الله أعلى و أعلم.
18 بلغنا أنّه حينما كان يُعافس هاته التِّجارة، كان يتورّع كثيرًا في تأديتها.. فكان مثلاً قبل أن يزن السّكر لِطالبه (مُشتريه)، يزن الظّرف الّذي يُوضع فيه، و عادة يكون ذلك الظّرف المُستعمل، في ذلك الحِين، من الكاغط، أو الورق الخشن، أمّا في العُهود الأخيرة فأصبح يُستعمل مِن البلاستيك (النِّيلو). و هذا التّصرّف مِن تمام إيمانه، و شدّة تمسكّه بِدينه، و ابتعاده عن المُحرّمات و الشُّبهات. و الله أعلى و أعلم.
19 مُعظم هاته المعلومات أفادنا بِها ابن مدينته و عرشه المُجاهد المُناضل المعروف المُثقّف أحمد عليّات، المعروف بِالخالديّ (سلّمه الله و عافاه)، عبر الهاتف المحمول، مساء (ليلاً) يوم الأربعاء 28 جُماد أوّل 1439 ه، المُوافق 14 فيفريّ 2018 م. و أحمد عليّات هذا كُنّا قد خصصناه بِمقالٍ دُبِّج بِ " الأديب الرّاوية الإخباريّ أحمد الخالديّ "، و نُشر عبر إنفو جلفتنا، بِتاريخ 02 أفريل 2017 م.
20 جاء في الأثر : (لا تقوم السّاعة حتّى تظهر التُّحوت و تهلك الوعول). و الله أعلى و أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.