الحدث بولاية الجلفة لا تصنعه فقط أخبار الكورونا والحالة التي اكتُشفت بعين وسارة ... بل صار يصنعه والي الولاية والسلطات المعنية كونهم لا يقدمون تصريحات يومية تتعلق بالوباء لوضع الرأي العام أمام الصورة الحقيقية لما يحدث. ورُغم أن شبكات التواصل الاجتماعي قد عجت منذ الساعات الأولى لنهار اليوم بأخبار عن تأكيد حالة كورونا لطبيب مغترب نزل بعين وسارة، الا أن السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي (الموقع الرسمي، الصفحة الرسمية للولاية) لم يقدموا أي بيانات تجلي الغموض حتى يكون هناك رد فعل مبكر من المواطنين والتزام أكبر بالتعليمات والحجر الاختياري وتعليق التنقلات والنشاطات التجارية. وإذا كان والي الولاية سيتحجج بأن التصريح ليس من صلاحياته بل من صلاحيات اللجنة الوطنية التي يرأسها الدكتور فورار، فإن هذه اللجنة خارج نطاق التغطية والمعلومة لأنها لا تقدم سوى موجزا اخباريا يوميا غير مفصل ... والأدهى والأمر أن الخريطة الوبائية والبيانات المنشورين على موقع وزارة الصحة غير مُحيّنين ... رغم أن الحد من انتشار من هذا الوباء يعتمد بصورة أساسية على اليقظة واعلان بؤر تفشيه لمحاصرتها وتفعيل الحجر سواء كان اجباريا أم اختياريا ... وفي ظل غياب السلطات الرسمية عن اعطاء المعلومة الرسمية بخصوص حالة عين وسارة كان الفايسبوك هو المصدر مع ما صاحب ذلك من تشكيك لأن سكان الجلفة عاشوا مع خبر كاذب الأسبوع الماضي عن حالة لطبيبة قدمت هي الأخرى من فرنسا ليتضح أن المعنية في بسكرة. مع العلم أنه الى حد الساعة لا الوزارة ولا لجنة "فورار" ولا الموقع الرسمي لولاية الجلفة ولا صفحتها الرسمية ولا موقع مديرية الصحة ولا إذاعة الجلفة ولا مستشفى "النقيب المجاهد سعداوي المختار" بعين وسارة ولا "المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة" قدموا بيانا رسميا للسكان !! وقد أثبتت الكورونا بالجلفة أنه يجب على الوالي والسلطات أن يتحركوا من منظور اليقظة على غرار ما يحدث بالولايات عبر الوطن مثل ديوان والي ولاية باتنة الذي نشر بيانا يوم أمس عن حالة كورونا مع كل التفاصيل ... على الوالي أن يعي أن المعلومة الرسمية ليست حقا للمواطن بل هي أيضا وسيلة للوقاية ... لأن الكورونا يستفيد من الوقت للانتشار!!