هاهو اليوم العالمي للصحافة و حرية التعبير 03 ماي يطل هلاله علينا للمرة الألف و رغم ذلك ما زالت مشاكل رجال الإعلام و الصحافة تراوح مكانها رغم تطمينات المسؤولين المتكررة و رغم الوعود التي يحرص هؤلاء على تجديدها كل مرة . عدم إنشاء دار للصحافة بكافة الولايات بداية نجد المشكل أو المطلب الأول الذي يطالب به رجال الصحافة و بالأخص رجال الصحافة المحلية إنشاء دار الصحافة على مستوى كافة الولايات و رغم الوعود التي يطلقها الولاة بإفتتاح دار للصحافة لتسهيل العمل الصحفي لطواقم الصحافة المحلية إلا أن هاته الوعود ما زالت تراوح مكانها فيما نجد ولايات تعد على الأصابع تتمتع بدار للصحافة دون باقي الولايات على غرار قسنطينة ، سكيكدة ، تيارت ، غليزان ، سعيدة ، مستغانم ، سيدس بلعباس ... النظرة السلبية و المعاملة الغير لائقة لرجال الصحافة ربما من الدواعي التي من أجلها تم تسمية عمل رجال الصحافة بمهنة المتاعب هي المعاملة السيئة و الغير أخلاقية التي يتعرض لها الصحفيون في كثير من المرات سواء من طرف المسؤولين أو حتى من المكلفين بالحراسة و الأمن و كذا من بعض المواطنين الذين يمنعون في العديد من المرات المواطن من حقه في المعلومة من خلال منع التغطية الإعلامية للتظاهرات و التجمعات ، و مختلف الأحداث و المناسبات... و تصل في بعض الأحيان المضايقات إلى الإعتداءات اللفظية و الجسدية . اضطرار الأقلام الصحفية إلى عدم الحياد في آرائها و خصوصا السياسية منها نجد أن العديد من الصحفيين لا يستطيعون حتى إبداء آرائهم أو التمسك بالإتجاه و الرأي الشخصي لهم في العديد من القضايا و بالأخص القضايا السياسية فتجد الصحفي ملزم بإتباع النهج العام الغير معلن لجريدته سواء "مع" أو "ضد" النظام، خوفا من فقدان منصبه، فيكفي تصفح أغلب الجرائد أين نجد كل أقلامها تصب في نفس الإتجاه سواء "مع" أو "ضد"، و منها يضطر الصحفي أن يستسلم للضغوطات الممارسة عليه، فالطرح و الرأي الذي يقدمه الإعلامي للقراء ليس بالضرورة عن اقتناع، بل تجده في قرارة نفسه مرات عديدة مخالفاً للرأي الذي يكتبه هو شخصيا. عدم قيام الخلايا المكلفة بالإعلام بأغلب المؤسسات العمومية بعملها نجد أن العديد من الخلايا المكلفة بالإعلام و الإتصال على مستوى مختلف المؤسسات و الإدارات العمومية لا تعمل و لا تؤدي عملها و المتواجدة على مستوى مقرات الولاية و الجامعة ومديرية التربية ودار الثقافة، الأمن الوطني، الدرك الوطني ، القضاء، الحماية المدنية و غيرها، حيث نجد أن العديد منها لا تقوم بدورها في إعلام الصحفيين بمختلف المناسبات و التظاهرات المقامة و مختلف الأحداث و المعلومات و الإحصائيات التي تفيد الجمهور... و إن قامت بذلك ينحصر دورها الإعلامي على بعض الصحف دون غيرها يتحجّج بها مع كل شكوى "شفوية" أو تظلم يقوم بها الصحفيين أسباب واهية و ساذجة لعدم تسلم الدعوات و عدم إعلامهم بمختلف النشاطات المقامة، فتجد الصحفي يعتمد على أساليبه الخاصة في الحصول على المعلومة، كما يتم إبعاده عن الكثير من التظاهرات و المناسبات بسبب عدم قيام العديد من المكلفين بتسيير خلايا الإعلام و الإتصال بعملهم كما ينبغي ، و قد طالعتنا العديد من الجرائد تذمر الصحفيين المحليين لولاية الأغواط عن تهميش مصلحة الإعلام و الإتصال بالولاية لهم، مما جعلهم يلجأون إلى صفحات جرائدهم للتعبير عن إستيائهم و تذمرهم الشديدين . الضرب و السجن...القتل و التصفية مصير الكثير من صحفيي العالم يتعرض العديد من الصحفيين إلى التصفية الجسدية أثناء آدائهم لتغطياتهم الصحفية و بالأخص في بؤر التوتر و الإستعمار كالعراق و فلسطين و أفغانستان و ليبيا، إضافة للمصورين المرافقين للصحفيين الذين يتعرضون بدورهم إلى الإضطهاد و الضرب و الإعتداءات بل يصل الأمر إلى القتل مثل ما حدث مع مصور التلفزيون الجزائري بغزة حيث قامت سلطات الإحتلال بتصفيته جسديا . و لعل اشهر صحفيي 2008 هو الصحفي منتظر الزيدي الذي تعرض لأشهر إضطهاد في العالم حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية كيفية ضربه أمام الملأ و سجنه و تعذيبه نظير قيامه برمي فردتي حذائه في وجه الرئيس الإمريكي جورج بوش تنديدا بالسياسات الإستعمارية التي أرساها بوش و منها الإتفاقية الأمنية بين العراق المحتل و الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تم توقيعها في ذلك اليوم . فحادثة رمي فردتي الحذاء من طرف منتظر الزيدي في وجه بوش و تلقيه للضرب تجسد الإضطهاد الذي يعانيه الصحفيين عبر العالم