خمسة مقاطع، يتجاوز طول كل منها 3 كلم، عبارة عن طريق ترابية يصعب السير عليها ويتصاعد الغبار منها ... بعض المقاطع ما تزال على حالها و لم يتم اعادة ترميمها... جسور صرف المياه مازالت عبارة عن ورشات أشغال مفتوحة ... هذه هي الصورة التي يوجد عليها الطريق الوطني رقم 40 منذ أن أطلقت مديرية الأشغال العمومية لولاية الجلفة أشغاله في الصائفة الماضية. و هي الأشغال التي طال أمدها و صارت محل تذمر من المواطنين بسبب أن السنة الثانية صارت على الأبواب. "الجلفة إنفو" قامت بجولة استطلاعية من أجل الوقوف على مدى تقدم أشغال اعادة تهيئة الطريق الوطني رقم 40 باعتباره يشكل حاليا الشريان الحقيقي للنقل عبر منطقة الهضاب العليا و الولايات الداخلية من الشرق نحو الغرب. حيث كانت بداية جولتنا الاستطلاعية من أقصى شمال غرب ولاية الجلفة على بعد 170 كلم عن عاصمة الولاية، و بالضبط عند الحدود مع ولاية تيارت عبر بلدية الرشايقة. كل من يدخل الى ولاية الجلفة من أقصى شمالها الغربي سوف يقرأ عبارة "ولاية الجلفة ترحب بكم"، و لكن كان من الأجدر أن يوضع معها لافتة "أغلقوا نوافذ سياراتكم و سيروا بسرعة 10كلم/ الساعة !!". و هذا راجع الى أن السائق عليه أن يستعد لسلسلة من الانحرافات التي تجبره على أن يسلك مجموعة من المسالك الإجتنابية التي تم استحداثها عبر تسوية الأرضية الترابية بمادة التيف. غير أن هذه المسالك صارت تشكل جحيما لا يطاق بالنسبة لمستعملي هذا المحور الطرقي الهام. اذ صارت مصدرا للخطر على المركبات بسبب نتوءاتها الكثيرة و عدم صلاحيتها فضلا عن كونها مصدرا للغبار و الأتربة المتصاعدة التي صارت تجبر أصحاب السيارات على غلق النوافذ في عز الحر. و من خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها لاحظنا أن عدد المسالك الإجتنابية يقدر ب 05 مسالك من بلدية عين وسارة الى غاية الحدود مع ولاية تيارت مرورا ببلديتي سيدي لعجال وحاسي فدول. حيث أن هذه الطريق التي تمتد على مسافة حوالي 70 كلم عبارة عن ورشات كبيرة. و حسبما أفصح عنه مستعملو هذاالطريق ممن التقتهم "الجلفة إنفو"، فان أصحاب السيارات المتجهين الى عاصمة الولاية من الولاياتالغربية صاروا مجبرين على أن يتجهوا من مدينة تيارت الى بلدية آفلو مرورا ببلديات "السوقر" و "عين الذهب" و "قلتة سيدي ساعد" بزيادة 50 كلم. في حين صار الكثير من أصحاب مركبات الوزن الثقيل مجبرين هم الآخرين على التوجه الى بلدية "بوقزول" مرورا ببلدية "الشهبونية" و تحمل التكاليف المترتبة عن الزيادة في المسافة. و بالنسبة لطبيعة الأشغال التي تتم على مستوى ذات الطريق ، فقد لاحظت "الجلفة إنفو" أن هناك مقاطع من الطريق مازالت على حالتها القديمة في صورة تعطي انطباعا بأنها غير مبرمجة أو أن دورها لم يحن بعد. كما لاحظت "الجلفة إنفو" أن المقاطع التي تم تزفيتها و اصلاحها لم تنته بها الأشغال كون جانبي الطريق لم يتمّ تسويتهما بمادة "التيف" مع الزفت الذي تم وضعه على الطريق. أما بالنسبة لمنشآت تصريف المياه الأنبوبية فهي مازالت عبارة عن ورشات مفتوحة تم غلق الطريق بسببها في عدة نقاط.، و هي الأشغال التي تضع رهان الإنتهاء منها محل شك قبل الموعد الذي حدده الوالي في زيارته الأخيرة إلى عين وسارة و هو تاريخ 05 جويلية 2013. و في ذات السياق، أكد لنا بعض أصحاب سيارات الطاكسي أن الخط الرابط ما بين ولايتي الجلفة و تيارت مغلق منذ ما يزيد عن السنة بسبب صراعات بين نقابتي سائقي الطاكسي، غير أن حالة الطريق الوطني رقم 40 تعتبر "من الأسباب غير المباشرة التي لا تشجع على فتح هذا الخط " على حد تعبير سائق سيارة طاكسي. و هو ما يجعل المواطن مجبرا على دفع الثمن بكثرة التنقلات و التوقفات بين المحطات من أجل الوصول الى غايته.