تحت الرعاية السامية لمعالي وزيرة الثقافة والسيد والي ولاية عنابة ، نظمت مديرية الثقافة بالتنسيق مع دار الثقافة لبونة ملتقى أيام بونة للكتاب والفنون في دورته الرابعة من 4 إلى 14 ماي .2009م بدار الثقافة ، حيث تزامن الإفتتاح الرسمي للملتقى الأدبي مع معرض الكتاب .. الملتقى الأدبي الذي انطلقت فعاليته عشية الإثنين 4 ماي 2009م بحضور السيد الوالي دون كلمته والسلطات المدنية لبونة ، ويستمرهذا العرس الأدبي إلى الخميس 7 ماي 2009م : فالقاعة قد عجت بموج عارم من جمهور غير منتظر والسبب قد يعود من جهة إلى افتتاح معرض الكتاب ومن جهة أخرى الحضور الجدي للسلطات وكذا لكوكبة المنظمين .. وانطلقت فعاليات الملتقى بالنداوات القييمة أولها تدور حول المقروئية والنشر في الجزائر .. وقد أدارها ونشطها كل من الدكتور المتمرس سعد بوفلاقة أحد أبناء عنابة المتمكنين إلى جانب الدكتور شرف الدين شكري .. ذلك الأديب المثقف .. المرح من الزيبان والدكتور المبتسم دوما بوعلام الدلباني هذا الذي أخذ حصة الأسد في المداخلات والتنشيط ، كما نشطت ابنة مدينة الورود الدكتورة ليلى مخلوفي ندوة تتكلم من خلالها عن الموسيقى في تنمية القدرة الجمالية والإبداعية ، وللأديب الأنيق إدريس بوذيبة ماقد أضافه إلى الملتقى ، وللقراءات الشعرية أيضا نصيبها في هذا العرس الأدبي الكبير حيث تداول على المنصة أسماء لها صيتها في الجزائر وفي الوطن العربي ، بداية بالشاعرة رجاء الصديق التى جاءت حبلى بعطر السواحل إلى الشاعرة الرائعة صاحبة القلب الكبير مي غول من تيهرت .. نزلت من بوابة الغرب الجزائري هذه المرة لتتفجر قصائد شعبية في غاية الجمال والشاعر طبيب شتات عدي الذي اتخذ من الفن طبا لأبناء جلدته ، إلى الشاعر بن عمر مداني من واد سوف جاء يحمل شموخ النخيل ويتأبط قصائد من دبسه ، والشاعر حمدان من فلسطين الحبيبة ويحضر أيضا صاحب الإبتسامة العريضة الشاعر سعد الحرير وعلى محياه طيبة الوادي وكرم أهله ، ومن قالمة يأتي الشاعر أحمد عاشور بصمته الذي وراء إحترامه حد القداسة من طرف الجميع ، والشاعر عبد الكريم قادري من طارف ، ثم ببرائتها حضرت الفراشة عدالة عساسلة وفي نواياها أن تضيف شيئا لهذا العرس الأدبي من رحيق ، ومن عاصمة أولاد نائل حضر الأديبان .. سعدي صبّاح وهيثم سعد زيان هذا الأخير الذي تكلم عن غزة الحبيبة في قصيدته الرائعة وتكلم مرافقه سعدي صبّاح لجمهوره عن رحلته إلى كوينين من خلال قصيدة شعبية يوصف فيها جمال الحراء وكرم أهل الوادي إيمانا منه بان القصة في هذا العرس ينبغي أن تنام ، كما لا ننسى الشاعرة الناشئة نصيرة مصباح التي أتحفت الجمهور بمقاطع شعبية متوغلة في الصور الشعرية حد دهشة ... وكذا الشاعر والباحث محمد الزين ربيعي الذي من على الجمهور بما جادت به القريحة كما نشط السهرة الفنية والأدبية بالإقامة الجامعية للبنات ، أين حضرت الدبكة للأخوة الفلسطنيين واهتزت القاعة المترامية الأطراف وولن حرائر بونة احتفاءا بلقاء الجميل ، وحضر أيضا الأستاذ الشاعر طارق ثابت من باتنة معبئا بالطرفة والملحة حقيقة كان وراء ترك الملل .. إلى جانب سيف الدين من عنابة والشاعرة كنزة مباركي إبنت عنابة والشاعر عمر بوشموخة وجلاب من بونة ، وحضرت صاحبة الطلعة المتميزة الشاعرة فهيمة بلقاسمي من عنابة والشاعرة حنين عمر لها ماقالته على منبر التغريد وتركت انطباعا جميلاً في نفوس الأدباء والشعراء .. أخريات وأخرون من صناع الكلمة ، إلى هنا ألتمس العذر من بعض الإخوة الذين سقطوا سهوا أو غابوا عن الملتقى فحجتهم معهم وأعرج أخيرا إلى بعض العوامل التى أراها في نظري وراء نجاح الملتقى أولها يتمثل ربما في الأسماء الحاضرة ، ثانيا الجدية والإخلاص عند لجنة تنظيم ، توفير وسائل الراحة للأدباء والشعراء ... ضيوف بونة الجميلة الذين كانت إقامتهم الطييبة بفندق رائع بحجم الصفصاف وما يحتويه من مستلزمات تليق بصناع الكلمة ... الجلسات الحميمية والسهرات الفنية الراقية وما إلى ذلك ، فأشكر كل الساهرين على إنجاح الملتقى ومحبتي التي لا تشيخ للأساتذة الأجيلاء الذين يحترقون من أجل الكلمة التي تسافر إلى بعيد ويتعبون ويبذلون إلى أن يزدهر الأدب العربي في بلادنا وتولد منه المتعة وأثمن ماقامت به مديرية الثقافة لولاية عنابة فيما يتعلق بحق الطريق .. شكرا . القاص سعدي صبّاح [email protected]