بجبل حوّاص نظمت جمعية "شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان" بالجلفة يوم أمس رحلة ترفيهية إلى جبل "حوّاص" لفائدة 21 مريضا ومريضة، حيث تعتبر هذه الرحلة المبادرة الرابعة المبرمجة في إطار الأعمال الخيرية للجمعية، و هذا بمشاركة رئيس جمعية المودة و الرحمة الإمام "لخضر بن شريط" و الفوج الكشفي "العيون" بقيادة العميد "زرنوح أحمد" ، وكانت "الجلفة انفو" قد تقربت خلال الرحلة من بعض حالات مرضى السرطان الذين نجحوا رغم معاناتهم في مواجهة المرض الذي حصد الكثير من الأرواح بالجلفة و مازال ينهش في الكثير منهم حسب آخر إحصائيات قدمتها جمعية شعاع الأمل حيث تم تسجيل 42 حالة جديدة منذ بداية سنة 2014. الإمام لخضر بن شريط : "مريض السرطان إنسان مبتلى عليه أن يرضى بقدره" من جانبه أكد رئيس جمعية المودة و الرحمة الشيخ "لخضر بن شريط" أن مثل هاته الجلسات ستُعطي للمريض شيئا من طمأنينة النفس، لأن الإنسان أيا كان هو شخص مبتلى والدنيا هي دار الابتلاء، يجب على المؤمن أن يكون فيها في تواصل دائم مع الله سبحانه و تعالى و تقبل قضاءه و قدره ، من جهة أخرى ، نشط أعضاء الفوج الكشفي "العيون" نشاطا تفاعليا و تواصليا مع الأطفال المشاركين في الرحلة. من رحم معاناة المرض يُولَد الصبر طيلة الرحلة، تحدثنا مع مرضى اعتبرهم فريق جمعية شعاع الأمل نموذجا في التحدي و الصبر و مواجهة المرض الذي أنهكم، كما كانت هناك حالات أخرى أنهكتهم الحياة الاجتماعية على غرار المرض، كحالة السيدة "تيوة خضرة" التي تبلغ من العمر 30 سنة، مطلقة و أم لطفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، تحدثت بتأثر عن قصة مرضها و عن زوجها الذي تخلى عنها بعد أن عرف بحالتها و هي منذ 4 سنوات تقريبا تكابد كي تكون بأحسن حال، فالمرض بعد أن أصابها في إحدى فقرات ظهرها بدأ ينتشر بعض الشيء في جسمها لينتقل الى صدرها و أيضا الى رجليها، و رغم ذلك تحمد الله تعالى على قضائه و فضله، فقد تحدث "خضرة" بكل هدوء ووثوق بنفسها و في الله تعالى . أما "سفيان عزوزي"، 28 سنة، فقد عرف بحالته منذ سنة 2010 عندما كان في جلسة مع أصدقاءه و انتبه أحدهم الى انتفاخ رقبة "سفيان"، ليسارع في الذهاب الى الطبيب ويكتشف مرضه على يد أحد الأطباء المحليين بالجلفة، ليردف متأسفا " لقد كان الطبيب غير متحضرا معي و هو يخبرني بمرضي، فمن دون مقدمات اخبرني بأن حالتي سيئة و علي بالاستعجال للبدأ في العلاج ". لكن سفيان لم ييأس ولم يفقد ثقته بنفسه لينطلق في رحلة العلاج إلى الجزائر العاصمة بمساعدة جمعية شعاع الأمل التي ساندته في التنقل دائما...و يروي "سفيان" كيف أن مرضه جعل البعض يبتعد عنه مخافة العدوى، لتبقى عائلته الشمعة التي أنارت طريق الأمل لديه خاصة أمه التي صعب عليها في بداية الأمر تقبل فكرة مرضه كما يقول، الى أن إصرار "سفيان" على الشفاء جعله من بين أكثر المرضى بالجمعية انضباطا بمواعيد العلاج الكيميائي الذي غيّر شكله بالكامل، ليعود اليوم إلى سابق عهده لكن بحذر شديد . و غير بعيد عن "خضرة" و "سفيان" ، فقد كانت "يزة صفية" 38 سنة، و هي امرأة متزوجة و أم لطفلتين في أحسن أحوالها و هي تتحدث بمرح كبير عن حالتها عندما اكتشفت المرض بعد انتفاخ في الرقبة ونقص مفاجئ في الوزن في فترة قصيرة جدا و في ظروف أيضا صعبة و تقول و هي تضحك "تقبلت المرض بعد أن تأكدت منه، و أذكر أن اليوم الذي كشف لي الطبيب فيه عن حالتي قلت الحمد لله على كل حال و ذهبت مباشرة الى أحد المطاعم مع أني لم أدخل في حياتي الى مطعم " فصفية كانت من بين المرحات اللواتي كن يتحدثن عن أنفسهن برضاء كبير و بنفسية عالية جدا . رئيس الجمعية "محمد عبيدي" : "مريض السرطان يحتاج للرأفة في التعامل" و حسب تصريحات رئيس جمعية شعاع الأمل السيد "عبيدي محمد" فإن الهدف الأساس من مثل هذه المبادرات هو الترفيه النفسي على مرضى السرطان و التعارف فيما بينهم و ذلك بحضور مختصين في الجانب النفسي الذي يلعب دورا هاما في مختلف مراحل العلاج. و لأن حديثنا مع المرضى جعلنا نستنتج أن رحلة علاج السرطان تتطلب الكثير من طول النفس و المال، و حسب متابعتنا لعناصر القافلة، فإن المرض ينهش الطبقات الفقيرة و المعوزة بشكل كبير جدا ! فقد وجّه ذات المتحدث رسالته عبر "الجلفة إنفو" إلى ضرورة توفير الشروط اللازمة في المصالح الاستشفائية لمساعدة حالات مرضى السرطان، خاصة من هم في مراحل متقدمة و متأخرة كثيرا في المرض، فمريض السرطان –حسبه- يحتاج الى الرأفة في التعامل و عناية طبية خاصة و ضمان رحيلٌ رحيمٌ من الدنيا.