مدرسة لتهذيب النفس وترويضها عن كل الملذات التي في متناولها، والمسموح به لها على مدار السنة، كما أنه محطة للإرتقاء بالروح عن كل جواذب هذا العالم المشحون والمفتون المغري للعين بزخارف الرؤى، وأول فتنة المرء هي تلك النظرة التي تحيله على العالم، وما حوى لتجعله منقادا، ومندفعا نحو زخارف الألوان والملذات. الصيام هو مدرسة لضبط الطباع ومطالب الجسد المفتون، كما أنه لجم للنفس وترويضها عن كل إغراء وميل لكي ترتدي ذلك الجمال الذي يليق بها. هو أن يغمر الروح ذلك الإيمان الرباني، أن يتجدد بها في كل مرة، وأن يرتقي أكثر في هذا الشهر الفضيل، الذي منحنا الله فضله ليبث العزم والعطاء في النفوس. فلنكن كما نحب أن نكون عطاءً ، وأن نكون أرقى بقدر هذا الشهر الكريم.