يسعى المشاركون في الندوة حول تطوير كرة القدم الجزائرية التي انطلقت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات « عبد الطيف رحال «، و التي تجري تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية ، إلى إيجاد الحلول الميدانية التي تساهم في ترقية هذه الرياضة الشعبية رقم واحد في بلادنا . عرف افتتاح أشغال الندوة حضورا كبيرا من عائلة كرة القدم الجزائرية في جو تنظيمي محكم و ترتكز فعاليات هذه المحطة الهامة على مداخلات مباشرة الى جانب قيام 8 ورشات بالعمل خلال يومين للخروج باقتراحات عملية . و أكد وزير الشباب و الرياضة الهادي ولد علي في كلمته أمام الحضور : « أن هذا الملتقى يعد بمثابة وقفة لإعادة النظر في بعض الأمور التي لابد من إصلاحها من أجل الوصول الى الامتياز في كرة القدم .. و بهذه المناسبة من الواجب التذكير الالتزام الدائم و المستمر لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لاهتمامه و دعمه و مرافقته من أجل تطوير كرة القدم و انعقاد هذه الندوة تحت رعايته لدليل على ذلك « . و من جهة أخرى أوضح الوزير : « علينا مواكبة التطورات الجارية في العالم و ذلك بتضافر جهود الجميع ووضع إستراتيجية فعالة لترقية كرة القدم الجزائرية من خلال التركيز على انتقاء المواهب و الاعتماد على التكوين «. في حين أن رئيس الفاف خير الدين زطشي أكد : « الواقع المر الذي تعيشه كرة القدم الجزائرية يجبرنا على تنظيم هذه الندوة لتكون وقفة لتشخيص الداء بفحص عميق لإيجاد الحلول الناجعة التي تسمح لنا بترقية مستوى هذه الرياضة « . و حضور عدد كبير من المعنيين بكل الجوانب المتعلقة بكرة القدم سيقدم إجابات عملية لكل المشاكل المطروحة ، من خلال إعداد خارطة طريق يمكنها إعطاء الإضافة اللازمة لسير شؤون هذه الرياضة الشعبية . زطشي : « وضعية كرة القدم الجزائرية جد حرجة» و بالموازاة مع عمل الورشات ، فان الأشغال تواصلت يوم أمس على مستوى قاعة الجلسات الكبرى بمناقشة عدد من القضايا حيث أوضح رئيس الفاف أن « وضعية كرة القدم الوطنية جد حرجة حيث أننا لم نعط الأهمية للتكوين و أصبح السباق على الألقاب و النتائج الآنية لدى كل الأندية و لا نهتم بتكوين المواهب « .. فهذا الواقع المر مجسد من خلال تضاؤل عدد اللاعبين الدوليين الذين يمونون المنتخب الوطني الأول ، و يكون من الضروري إيجاد الآليات التي تسمح برسم خارطة طريق التي تمكن من استغلال المواهب المتوفرة و إعداد خطة تمكنها من الوصول الى مستويات أفضل . سعدان : « لا يمكننا السير على هذا المنوال» كما أن المدير التقني الوطني رابح سعدان سار على نفس المنوال في تدخله أمام الحضور حين قال : « صراحة وضعية كرة القدم الجزائرية سيئة جدا ، و لا يمكننا مواصلة السير على هذا المنوال ، لا بد من اقتراح حلول ميدانية و خطة واضحة و التي تأتي بثمارها بعد سنوات قد تصل الى 4 أو 5 أعوام « . و تحدث الناخب الوطني السابق عن الفريق الوطني ، و قال : « أثّرنا على المنتخب الوطني بشكل سلبي و ساهمنا في تدني مستواه نتيجة التغييرات المتكررة للطاقم الفني و حدث عدم الاستقرار .. لكن أنا متفائل بعد تعيين رابح ماجر الذي يحوز على الامكانيات التي تؤهله لاعادة القطار الى السكة بعد فترة ، رغم الانتقادات التي سمعناها أقول أن الناخب الوطني الحالي قادر على ايجاد الحلول بالنسبة ل « الخضر « لنتركه يعمل « و اعطى سعدان بعض النقاط التي تصب في ضرورة التنسيق في العمل بين عدة أطراف من أجل الوصول الى تكوين لاعبين على مستوى الأندية و كذا الفريق الوطني من خلال تشجيع الرياضة المدرسية التي ستكون الخزان الحقيقي لمختلف المنتخبات الوطنية . و من جهة أخرى ، أكد مراقب الشرطة عيسى نايلي مدير الأمن العمومي بالمديرية العامة للأمن الوطني : « أنه لم يتعلق يوما بانسحاب الشرطة من الملاعب و إنما قامت بإعادة الانتشار و التموقع لمرافقة الأندية و المسؤولين على الملاعب في الجانب التنظيمي .. كما تم تكوين 33000 عون ملاعب لحد الأن « . و يظهر جليا أن مختلف الخبراء و المعنيين بشؤون الكرة سوف يدرسون العديد من القضايا التنظيمية و الفنية التي سيتمخض عنها اعداد توصيات و مقترحات عملية التي تمكن من السير في الاتجاه الايجابي الذي يعيد البريق لهذا الاختصاص الذي يعاني منذ عدة سنوات من عدد من النقائص التي أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين و كذا الأندية .. و مشاركة عدد كبير من المسيرين و الحكام و اللاعبين و المؤطرين من مختلف الأجيال سيقدم أرضية لهذا العمل الكبير ، لا سيما على مستوى الورشات التي ستتطرق لمواضيع محددة ، و هي على النحو التالي : 1 – التكوين و التطوير 2 – الاحتراف ، التمويل ، الرعاية و حقوق النقل التلفزي 3 – التحكيم 4 – أخلقة كرة القدم و محاربة العنف 5 إشكالية المنشأت 6 – الاصلاحات القانونية و العلاقات مع وسائل الاعلام و الهيئات 7 – الطب في كرة القدم و محاربة المنشطات 8 – كرة القدم للهواة . و للاشارة ، فان أشغال هذه الندوة تتواصل طيلة هذا اليوم و تختتم في المساء بالخروج بتوصيات من أجل ترقية كرة القدم الجزائرية . قالوا عن الندوة : زبير باشي ( لاعب دولي سابق ) : « الندوة تعتبر محطة لابد منها من أجل تشخيص بعض الأمور لا سيما الأشياء التي لم تسر في الاتجاه الايجابي ، لا سيما بالنسبة للأندية المحترفة التي تجد صعوبات كبيرة في تسييرها بالنظر للمشاكل المالية التي تتخبط فيها .. و من المنطقي أن ندرس من هذه المسائل و محاولة ايجاد حلول لها . و من جهة أخرى تعتبر نقطة التكوين من القضايا الجوهرية في كرة القدم الجزائرية حيث أن الأندية تناست هذا الملف و لا يمكننا تطوير كرة القدم دون الاعتناء بالتكوين . عبد الرحمان مهداوي ( ناخب وطني سابق ): « أظن أن غياب الثقة و التنسيق بين الفاعلين في كرة القدم الجزائرية أثر بشكل مباشر على مستواها في السنوات الأخيرة .. و لم يمكن من الحصول على جو مشجع للعمل في وسط مريح كما كان في الماضي .. و أظن أن هذه النقطة مهمة للغاية لا بد من التطرق لها خلال هذه الندوة « . عمار بهلول ( عضو المكتب الفيدرالي للفاف ) : « انها وقفة لتقييم وضعية كرة القدم ، لكي نخرج بمشروع حقيقي و تنفيذ التوصيات ، و أقول لك بصراحة أنا جد متفائل بنتائج أشغال هذه الندوة حيث أن الشئ الايجابي الأول هو الحضور المكثف لكل المعنيين بالشأن الكروي حيث أن الكل محفز للعمل في صالح كرة القدم الجزائرية و معالجة النقائص الموجودة « محفوظ بوقلقال ( رئيس نادي أولمبي المدية ) : « هذه الندوة كانت منتظرة ،لكي نعرف لماذا تعيش كرة القدم الجزائرية هذا الوضع الصعب حيث أن الأندية تعاني و تسير على وقع هاو .. و أقول أننا نريد نهضة حقيقية للأندية المحترفة . فلا بد أن تكون كرة القدم صناعة حقيقية الى جانب دورها الترفيهي .. و بالتالي أتمنى أن تجسد توصيات الندوة على الميدان .. كما أن نقطة عدم توفر المنشأت بمقاييس من مستوى عال يؤثر على المستوى « الطاهر قرعيش ( رئيس نادي دفاع تاجنانت ) : « سنخرج بنتائج ايجابية من هذه الندوة ان شاء الله حيث لا بد من التركيز على تكوين المدربين و كذا انشاء مراكز للتكوين .. الى جانب التطرق لنقطة التمويل حيث أن العديد من الفرق ليست لها امكانيات تمكنها من تسيير شؤونها بالشكل الموفق و يؤثر على استقرارها «.