ينتظر أن تتحوّل شعبة إنتاج الزيتون وزيت الزيتون إلى أحد الأنشطة الفلاحية الرئيسية بولاية بومرداس من حيث المردودية والأهمية الاستراتيجية مقارنة مع باقي الشعب الأخرى، على غرار إنتاج عنب المائدة التي تمثل حوالي 40 بالمائة من المساحة الإجمالية الصالحة للزراعة، وأزيد من 2 مليون قنطار لكن دون فعالية اقتصادية لا من حيث المردود الداخلي ولا من حيث إمكانية تصدير الفائض مقارنة مع ما تمثله شعبة الزيتون من مكانة اقتصادية استراتيجية. على مساحة ممتدّة لأزيد من 8200 هكتار تنتشر زراعة أشجار الزيتون من أعالي تيجلابين مرورا ببني عمران وعمال وصولا إلى بلديتي تاورقة واعفير بأقصى شرق الولاية، أغلبها منتشرة في السّفوح الجبلية وبوسائل عمل وإنتاج لا تزال تقليدية، وهو ما أثّر بشكل سلبي على المردودية وتذبذب الإنتاج السنوي الذي لم يخرج عن سقف 2 مليون لتر من زيت الزيتون سنويا، رغم القدرات الكبيرة التي تميز الولاية والإقبال المتزايد على هذا النوع من النشاط من قبل العائلات وبعض المؤسسات المصغرة والمستثمرين، الذين أرادوا خوض تجربة في هذه الشعبة بما فيها إنشاء معاصر زيتون عصرية بواسطة الدعم الفلاحي نظرا لما أصبح يمثله هذا النشاط من مردود اقتصادي هام بسبب ارتفاع نسبة استهلاك زيت الزيتون الحاضرة يوميا على الموائد الجزائرية. كما أظهرت المداخلات المقدّمة خلال اللّقاء التّحسيسي الذي نظّم بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الزيتون ببومرداس من طرف مصالح مديرية الفلاحة، أن الشعبة محاصرة بعدة عقبات في الميدان، ولا تزال عرضة لظاهرة الحرائق السنوية. وقد كشف رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني رشيد مسعودي متحدثا ل «الشعب»، أن «أزيد من 12 ألف شجرة زيتون على مساحة تقدّر ب 140 هكتار قد أتتت عليها النيران الأخيرة»، وهو ما يعني صعوبة استرجاع هذه المساحة وإعادة غرسها رغم استفادة 200 فلاح من قرارات تعويض عن الخسائر بغرض تشجير المساحات المتضررة، مرجعا سبب ذلك «إلى طبيعة النشاط والفترة الزمنية الطويلة التي تأخذها شجرة الزيتون حتى تصل مرحلة المردودية الكاملة»، وعليه فإن وضعية الشعبة تستدعي وضع استراتيجية شاملة ومتكاملة من قبل كل الفاعلين في الميدان لترقية النشاط وتوسيع المساحات المغروسة أو على الأقل تعويض الأشجار المتلفة، والتي انتهت دورتها في الحياة والعمل على إدخال التقنيات الحديثة في عملية الاستغلال الأمثل، ومرافقة الفلاحين بتقديم يد العون والقروض البنكية ووسائل العمل الضرورية، مع تشجيع المتعاملين الاقتصاديين للاستثمار في هذا القطاع والاتجاه نحوإنشاءات وحدات للتعبئة للوصول إلى مرحلة التصدير، وكلها انشغالات طرحت خلال اللقاء لخّصها رئيس المقاطعة الفلاحية للثنية الوناس عفرة، «في استمرار نزيف المساحات المغروسة وتوزعها بين الورثة الأمر الذي تسبب في ضياع عشرات الهكتارات نتيجة الإهمال بالشجرة، غياب عملية التلقيم والمبيدات، صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية لانعدام المسالك، عدم فعالية طرق التخزين لدى المنتجين وأصحاب المعاصر، حيث تضيع كميات كبيرة من زيت الزيتون وغيرها من العقبات المطروحة التي كان بالإمكان تداركها ومعالجتها إن وجدت الإرادة الحقيقية لذلك من أجل جعل من هذه الشعبة رافدا اقتصاديا مهما للقطاع الفلاحي بولاية بومرداس، وثروة مضافة ومستدامة مقارنة مع باقي الشعب الأخرى التي تبقى ظرفية ومقتصرة على الاستهلاك المحلي دون تقديم إضافة للاقتصاد الوطني.