اندلعت مواجهات في أكثر من عشرين موقعا في الضفة الغربية أمس في اليوم التاسع من الاحتجاجات والغضب الفلسطيني على اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت مصادر فلسطينية إن المواجهات اندلعت عقب صلاة الجمعة عند خطوط التماس مع الاحتلال في ختام مسيرات انطلقت في العديد من المدن والبلدات بالضفة، فضلا عن تنظيم مظاهرات في 14 نقطة في قطاع غزة تنديدا بالقرار الأميركي. ورشق الشبان الفلسطينيون بالحجارة قوات الاحتلال على الحواجز التي تقطع الطرق وتسد مداخل المدن والبلدات، في حين قصفتهم قوات الاحتلال بقنابل الغاز المدمع والأعيرة المطاطية. وكانت قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية وشرطية إلى مدينة القدسالمحتلة ومداخل مدن الضفة الغربية. وأفادت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني بأن العشرات أصيبوا بجروح وبحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز الذي استخدمته قوات الاحتلال لقمع المحتجين الفلسطينيين. إصابات بالرصاص الحي والمطاطي وبالاختناق وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صحفي، إن طواقمها قدمت العلاج ل 23 مصابًا، بينهم جريح بالرصاص الحي، و9 بالرصاص المطاطي، و13 بالاختناق. وأوضح البيان، أن الإصابات وقعت خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، على مدخل مدينتي رام الله والبيرة (وسط)، وبلدة قطنة شمال شرق القدس. وفي هذه الأثناء، أصيب شرطي إسرائيلي بجراح طفيفة بعد طعنه في منطقة بيت إيل، فيما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على شاب فلسطيني بشكل مباشر، بعد محاولته تنفيذ عملية طعن. وأَضاف الشهود، أن الشاب نقل لمجمع فلسطين الطبي في رام الله. ولم يتسن التأكد من طبيعة إصابة الشاب الفلسطيني. إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد في بيت لحم وقال مراسلون إن مواجهات اندلعت قرب بيت لحم بين عشرات الشبان الفلسطينيين وعساكر الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق المسيرات، في المقابل أشعل المحتجون الإطارات المطاطية وألقوا الحجارة على قوات الاحتلال التي انتشرت بشكل مكثف، وأصيب العديد من الفلسطينيين باختناقات في المواجهات. وأدخل الاحتلال وحدة المستعربين لقمع المحتجين لإحداث بلبلة داخل الفلسطينيين وهو ما يؤشر على استنفاد ه الوسائل الأولية للقمع. وبسبب الظروف الحالية، تقرر إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد في بيت لحم، التي تنطلق في ليلة 23 ديسمبر الحالي. وتقول مصادر فلسطينية والهلال الأحمر إنه منذ قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، سجلت ثلاثة آلاف إصابة مختلفة في صفوف الفلسطينيين، واعتقال ثلاثمئة فلسطيني، أغلبهم في القدس والخليل. كما أندلعت مواجهات عند حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين رام اللهوالقدس بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي تواجدت بقوات كبيرة، وأطلقت قنابل الغاز والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين، ونقلت سيارات الإسعاف عددا من المصابين باختناقات. وعبر المحتجون عن رفضهم القرار الأميركي بشأن القدس، وبعثوا رسالة تحدٍ في اليوم التاسع من المواجهات والاحتجاجات للمطالبة بإلغاء قرار ترمب. 30 ألفا أدوا صلاة الجمعة بالأقصى وفي مدينة القدسالمحتلة، انطلقت مسيرة داخل الحرم القدسي عقب صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى التي أداها 30 ألف مقدسي. وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في ساحة باب العامود، ونشرت سواتر حديدية للحيلولة دون اعتصام الفلسطينيين في أدراج باب العمود كما حدث في الأيام الماضية. وقال مراسون إن مواجهات اندلعت بين الاحتلال وفلسطينيين داخل البلدة القديمة للقدس. وفي غزة، أقيمت مظاهرات دعت إليها كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية للتعبير عن رفض القرار الأميركي بخصوص القدس، وانطلق الفلسطينيون من كافة مساجد القطاع وتجمعوا في 14 نقطة للمشاركة في المظاهرات على امتداد شارع صلاح الدين، الذي يربط شمال القطاع وجنوبه. ومن بين المسيرات المنظمة مسيرة في حي الشجاعية (شمالي القطاع)، وألقت في المسيرة قيادات فلسطينية كلمات، وانطلق المشاركون في المسيرة بعد انتهائها إلى المناطق الحدودية لمواجهة قوات الاحتلال، وذكر مراسلونة بغزة أن منظمي الاحتجاجات في غزة أرادوا بعث رسالة مفادها توحد مواقف الفصائل بشأن القدس بوصفها عاصمة الدولة الفلسطينية.