كثر الحديث هذه الأيام عن التمثيل النسوي، في المجالس المنتخبة، وراح كل واحد يمدح ويمجد الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع.. الى درجة يجعلونك تشعر وكان المرأة مهمشة مهضومة الحقوق المدنية والسياسية، مع أنها موجودة في كل منصب وموقع تخطط وتسير، تنصب وتنهي المهام، تجازي وتعاقب.. ولايوجد أي مانع إداري او سياسي يحول دون مشاركتها في العملية السياسية. واذا كان رئيس الجمهورية قد أوصى بالمرأة خيرا واشراكها في الحياة السياسية لتتبوأ مناصب ومقاعد في الهيئات والمجالس المنتخبة، فانه لايقصد بذلك فرضها بالتعيين دون انخراطها ونضالها في الاحزاب السياسية.. لانه ليس من مصلحة أي حزب ترشيح نساء ليس لهن تكوين سياسي، ولا يحملن بطاقات نضال تثبت انهن ملتزمات بمبادىء واهداف الحزب.فالكفاءة الثقافية والسياسية والاقدمية في النضال والالتزام، شروط ضرورية يجب ان يتحلى بها المترشحون (نظريا فقط!) وعلى اساسها يتم الترتيب في القوائم الانتخابية، فكل حزب يخرج «شجعانه» لمبارزة منافسيهم في اليوم المشهود،، والغلبة دائما ستكون للأقوى والأصلح. ولئن كانت بعض الاحزاب السياسية تعجز عن ايجاد مرشحين، وتقف حائرة، فتلجأ الى «إعارة» مرشحين من أحزاب أخرى وتستعين في حالات كثيرة بإدراج مواطنين عاديين في قوائمها لاتربطهم اي علاقة بالاحزاب، وهو ما أثر سلبا على العمل السياسي،، فهل من اليسير على الأحزاب إيجاد نساء تتوفر فيهن الشروط لادراجهن في قوائم الترشيحات؟. ان النضال تضحية بالوقت والجهد ونكران للذات، وهو فعل حر، يمكن للجنسين ممارسته دون تمييز، وابواب الأحزاب مفتوحة، للجميع دون استثناء،، وما على المرأة اذا ارادت ان تتصدر القوائم الانتخابية، ماعليها إلا ان تنخرط في العمل السياسي وتفرض وجودها كما فرضته في المجال الاداري والصحي والتربوي والثقافي وحتى الرياضي.. لان العضوية في الهيئات السياسية والمجالس المنتخبة لاتنالها بالرحمة والشفقة أو بالقوانين والتعليمات والمذكرات.. والمرأة الحرة لاتقبل الصدقة..! فلا قيمة لأي شيء يناله المرء دون تضحية او جهدٍ ملحوظ او صبرٍ كصبر أيوب..!