لا تزال إشكالية استغلال الشواطئ المسموحة للسباحة على مستوى ولاية بومرداس تطرح التساؤلات الكثيرة بالنظر إلى الطريقة التي يتعامل بها الخواص مع المصطافين والحدود القانونية المتفق عليها مع المصالح المعنية بالملف من حيث طبيعة ونوع الاستغلال الذي كثيرا ما يحرم العائلات من أماكن عمومية مخصصة للراحة والاستجمام وهو ما يدفع بالعديد منهم وخاصة الشباب إلى التوجه نحو الشواطئ غير المحروسة وأخرى ممنوعة تماما للسباحة مما قد يعرض حياتهم للخطر. إشكالية حقيقية تتكرر كل سنة حيث لم يجد لها مدير الحماية المدنية المقدم زيان خروبي جوابا شافيا خلال الندوة الصحفية المنعقدة بمقر المديرية نظرا لتداخل القضية وتوزعها بين عدة أطراف منها البلدية ومديرية السياحة للولاية التي تتم على مستواها عقود الاستغلال التي تتحول مع الوقت إلى نوع من الاستحواذ غير القانوني لهذه المساحات العمومية والتعدي على الحرية العامة وهي الظاهرة التي تسبب أعباء ايضافية لأفراد الحماية المدنية المكلفين فقط بحماية الشواطئ المسموحة على طول الشريط الساحلي للولاية الممتد من بود واو البحري غربا إلى شاطئ لصالين بدلس على مسافة 80 كلم والمقدرة ب 41 شاطئا منها 22 شاطئا مسوحا للسباحة في انتظار تأهيل ثلاثة شواطئ جديدة هذه السنة مثلما كشف عنه مدير الحماية المدنية وتتعلق بكل من شاطئ قدواري بقورصو وشاطئي أولاد بونوة وعبد الوارث برأس جنات، لتبقى الشواطئ الأخرى مفتوحة على كل الاحتمالات نظرا لتحولها إلى قبلة للمصطافين غير المحظوظين الذين يصطدمون بأصحاب الاستغلال والباحثين عن الربح السريع على حساب المواطن البسيط الراغب في فسحة للراحة وبالتالي هم معرضون للأخطار نظرا لغياب الحماية حيث تسجل عبر هذه الشواطئ عدة حالات وفاة سنويا مثلما حدث السنة الماضية التي سجل فيها أربع حالات وفاة. أما عن تحضيرات هذه السنة ومستوى التجند المسجل على مستوى وحدات الحماية المدنية فقد كشف السيد خروبي عن برنامج طموح يرتكز خاصة على الجانب التوعوي من خلال تنظيم قافلة تحسيسية تمس كل الشواطئ بالولاية المحروسة وغير المحروسة من اجل توعية المواطنين ومحاولة غرس ثقافة في هذا الجانب الذي يعتبر في نظره حساسا وذو أولوية الهدف منه تجنب الحوادث المؤسفة التي تسجل سنويا بالإضافة إلى تنظيم خرجات ميدانية بالتنسيق مع اللجنة الولائية لتحديد الشواطئ المسموحة للسباحة وإعطاء كل الإرشادات للازمة للبدليات بهدف القيام بعملية التهيئة الشاملة من حيث النظافة، الأمن وتحسين مستوى الخدمات، أما عن التأطير البشري للعملية فتم حسبه توظيف 300 عون موسمي بعد إجراء مسابقة تطبيقية حيث ينتظر توزيع 150 عونا على الشواطئ بداية من شهر جوان في انتظار البقية مع تسخير إمكانيات كبيرة للحراسة والإنقاذ وكلها إجراءات تسعى برأيه إلى انجاح موسم الاصطياف لهذه السنة الذي يأتي استثنائيا بالنظر إلى تزامنه مع المونديال وشهر رمضان المعظم وهي تحديات أخرى أمام الهيئة والمشرفين على الموسم ككل حيث يضطر المصطافون إلى تغيير أوقات السباحة إلى ما بعد الإفطار وهي أوقات تنعدم فيها الحماية على اعتبار أن برنامج الحماية المدنية ينتهي عند الساعة السابعة مساء وبالتالي يتطلب درجة عالية من التجند والتكيف مع المستجدات الجديدة.