ضبطت لجنة تسهيل ظروف استقبال الجالية الوطنية بالخارج في اجتماعها الأول، يوم الخميس، بمقر وزارة الخارجية برنامج عمل لموسم الاصطياف لهذه السنة الذي يتوقع فيه توافد الكثير من أبناء الجزائر لقضاء عطلة مريحة وسط العائلة والاستمتاع بواجهة الوطن السياحية الآية في الجذب والإغراء، وهو موسم يحاول فيه أبناء الجالية الوطنية تغيير الجو والهروب من حرقة الغربة وكوابيسها وضغوطها وبعض حملاتها العنصرية المتنامية هنا وهناك بسرعة غير مسبوقة. وكشف عن مضمون البرنامج الذي لم تكتمل فصوله وينتظر مزيدا من الإثراء في اجتماع اللجنة الثاني في بحر الأسبوع الجاري، السيد حليم بن عطا الله كاتب الدولة لدى وزارة الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، أول أمس، في ندوة صحفية، مذكرا بالأسباب والدوافع والغايات، مستندا إلى توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في هذا الأمر. وقال بن عطا الله في هذا الشأن، إن البرنامج الذي سطرته اللجنة التي يرأسها ، حريص على مرافقة الجالية في العودة إلى أرض الوطن للاستمتاع بعطلة مريحة هادئة غير مثقلة بالهموم والأتعاب المألوفة في حقب سابقة، وهي حالة تعمل اللجنة المشكلة من مختلف القطاعات الوزارية والهيئات على تجاوزها عبر التكفل الجدي والجاد بمشاكل الجالية الآنية وتخفف عنها ضغط الرحلة وطول الانتظار وملل الطوابير بالموانئ الجزائرية والمطارات عند نقطة الوصول. وتولد هذه الوضعية حالة من النفور لدى جاليتنا التي تريد تسهيلات في نقط التفتيش الجمركي والأمني أثناء العبور بدل قضاء ساعات وساعات في الانتظار الممل، أكد على ضرورة تجاوزه بأسرع ما يمكن كاتب الدولة بن عطا الله في أكثر من مرة بالقول الحاسم للصحافة: إن اللجنة تريد أن تكون للجالية نِعم المرافق، يجيب على استفساراتها ويتدخل لتسهيل لها مأمورية العودة إلى الأهل والديار في جو من المودة دون ترك أحد وشانه أسرى الطوارئ والمشاكل''. وفي هذا الإطار اتخذت ثلاث إجراءات أساسية لتهيئة مناخ عودة الجالية هذه الصائفة، بتجاوز ما جرى في فترات آنفة، أولها إنشاء خلية متابعة وصول أبناء الجزائر، يشرف عليها كاتب الدولة المكلف بالملف عطا الله شخصيا، وثانيها قرار متابعة يومية لهذه المسألة عبر كافة ربوع الوطن، وثالثها، وضع خط أخضر لتلقي الاستفسارات والانشغالات وإعطاء أجوبة فورية. لكن الخط الأخضر الذي يربط جاليتنا بلجنة تهيئة ظروف الاستقبال ليس معناه حمل الانشغالات التي تتولاه مصالح القنصلية المختصة والمؤهلة أكثر. وذكر بهذا الأمر عطا الله قائلا، إن الخط الأخضر ليس البديل للمصالح القنصلية في شيء، فهو يهتم بالمشاكل اليومية للجالية عند الوصول إلى أرض الجزائر أو عند نقط العبور بالمطارات والموانئ التي تعرف من حين لآخر اضطرابات وطوارئ ناجمة عن إضرابات واحتجاجات تعطل رحلات الجالية وتتركها حبيسة وضع ليس لديها فيه أية مسؤولية، وهذا ما يفرض تدخل اللجنة للتكفل بالجالية في عين المكان واتخاذ التدابير الاستعجالية التي تساعدها في تجاوز الأزمة. ومثلما تتدخل اللجنة وتتخذ الإجراء الأنسب والأريح للجالية عند حالات تأخر الرحلات الجوية والبحرية، تتدخل لوضع حد للطوابير بالمطارات أو الموانئ المسجلة بسبب وصول باخرة أو أكثر في آن واحد، فارضة بعض البطء في عمليات الجمركة والتفتيش والإجراء السامح بالعبور، ولهذا فكرت اللجنة بوضع نهائي لاستقبال السفن في حالات من هذا القبيل لتسهيل عملية الدخول لأفراد الجالية وتجنبهم مرارة الانتظار وحرقة الطوابير. المهم في التدابير المتخذة لفائدة الجالية الجزائرية بالخارج وعددها 3 ملايين نسمة أن المشاكل التي تعترضها وقت العودة والرحيل يتم التكفل بها فوريا من قبل الإطارات والأعوان المجندة من أكثر من قطاع وفق تقاسم وظيفي لا يسمح بالخلل وتطبيق القاعدة السلبية «تخطي راسي». لكن يبقى على أفراد الجالية من جهتهم التمتع بروح المسؤولية وترتيب أمورهم بدقة قبل السفر، وتسوية المشاكل الكبرى التي تقع على عاتق القنصليات. وبهذا السلوك العملي تظهر الجالية الوطنية بحق جانب من التمدن والتحضر دون ترك كل شيء على لجنة تهيئة ظروف استقبال حسنة، التي لها وظيفة محددة تشرع في الكشف عنها والتعريف بها للملأ بصفة مفصلة لا تترك أية فجوة من خلال الومضات الاشهارية بدءا من هذا الأسبوع.