أبدى السفير الصيني بالجزائر، السيد ليو يوهي، حالة من الارتياح في تقييمه للعلاقات الجزائرية الصينية التي ظلت في تطور مستمر ولم تتاثر بأي طارئ. وقال السفير في الذكرى ال61 لتأسيس الجمهورية على يد الزعيم التاريخي ''ماو تسي تونغ''، الذي أرسى معالم مجتمع جديد متفتح في ظل الأصالة والهوية، أن الجزائر والصين قريبان في كل شيء رغم بعد المسافة الجغرافية، وقد نجحا في مد جسور التواصل واضعين شراكتهم المبنية على تقاسم المصالح محل الاهتمام. وتحدث السفير في حفل الاستقبال المقام، أول أمس، في تصريح ليومية '' الشعب'' عن مشاريع الاستثمار المقدرة بمليار دولار التي تنجز في الجزائر، مؤكدا الارتياح الكلي للأشغال المنجزة من صينيين يساهمون في بناء البلاد وفق مواصفات ومعايير تبقي على قيمتها الجمالية وبعدها الحضاري الذي لا يهتز. ويعد الطريق السيار شرق غرب المنجز من قِبَل الصينيين بدءا من برج بوعريريج إلى الغرب مرور بالشلف، في صدارة المشاريع التي تسابق الشركة الصينية الزمن لانجازها في موعدها بلا تأخر ومراجعة تقنية. وهناك مشاريع أخرى في مجالات متعددة اثبت الصينيون من خلال انجازها، أنهم أكثر الشركاء وفاء للخدمة والثقة الممنوحة فيهم، وتشكل رأس المال الثابت في علاقات البلدين التي ولدت من رحم الثورة وحملت التطلع لبناء مجتمع آخر يحمل مواصفات الخصوصية والتمايز ولا يقبل الانسلاخ عن هويته وانتمائها مهما كانت الظروف. من هذه المشاريع ما يجري تنفيذه في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من قبل شركات صينية فرضت نفسها في خارطة الأعمال الجزائرية، منتزعة صفقات وسط منافسة محتدمة مع كبريات الشركات وأكثرها نفوذا، وتجربة كهواوي الشريك المهم لاتصالات الجزائر الذي يعرض آخر جيل التكنولوجية والرقمية في مجتمع افتراضي قاهر الحواجز والحدود محول العالم إلى قرية واحدة شفافة. وتوقف السفير ليو يوهي عند هذه المحطات الاستثمارية مطالبًا في سبيل تعزيز الشراكة الثنائية، التي لا ينبغي أن تنسى نتائجها الجيدة، مواصلة الجهد نحو استحقاقات أخرى في هذه السنة التي تصادف الذكرى ال52 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين. ويدخل في هذا الإطار زيارات مسؤولي البلدين الكثيفة في الآونة الأخيرة، وكلها تترجم الإرادة السياسية في الذهاب إلى الأبعد في تعزيز الروابط الثنائية وعدم إبقائها محصورة في مجال دون آخر. فقد زار عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الصين، واطلعا على مجريات المعرض العالمي 2010 لشنغهاي. وزار داي بينغو مستشار الدولة الصينية ويانغ جويشي وزير خارجيتها الجزائر. وقررت وزارة الثقافة والسفارة الصينية تنظيم معرض صور حول تظاهرة شنغهاي العالمية نهاية الشهر الجاري بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالقبة، وهو معرض يدشن على الساعة السادسة زوالا من خليدة تومي وزيرة الثقافة والسفير الصيني ليو يوهي. مع العلم، أن معرض شنغهاي الذي مر على افتتاحه 150 يوما قد زاره 55 مليون يكشف حقيقة عظمة الصين التي قيل عنها ذات يوم '' حينما تنهض يهتز العالم''. وها هي الصين تشق طريقها نحو التقدم اعتمادا على تجربتها الاشتراكية المستمدة من الواقع المتغير مكنتها من تسجيل نمو 11,1 خلال السداسي الأول من العام الجاري، محافظة على التوازن والاستقرار في وقت تسقط نماذج الدول الأكثر تصنيعا كأوراق الخريف كاشفة عن محدوديتها في أن تكون الوصفة الآمنة للإقلاع والتطور.