جدد السفير الصيني لدى الجزائر السيد ليو يوهي رغبة بلاده الشديدة في تطوير العلاقات البينية مع الجزائر في شتى الميادين، واعتبر أن إحياء الجزائر والصين الشعبية للذكرى 52 لإقامة العلاقات الدبلوماسية هذه السنة هو تأكيد على ترسخ علاقات الصداقة والأخوة في إطار جنوب جنوب، مشددا على أن بلاده لم ولن تترك الجزائر في أي ظرف، وأن آلاف المشاريع الضخمة سترى النور في المستقبل القريب، كما كانت المناسبة سانحة ليدعو الرجل الجزائريين إلى زيارة الصين التي تتطور دون أن تهمل الجانب الاجتماعي، التعليم الأساسي والعالي وتكوين اليد العاملة الماهرة والاستثمار في العنصر البشري كأهم قاعدة لأي تطور مستقبلي. وجاءت هذه التصريحات في الخطاب الذي ألقاه أمس سعادة السفير الصيني لدى الجزائر السيد ليو يوهي في حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الصينية بالجزائر احتفالا بالعيد الوطني ال61 لقيام ثورة 1 أكتوبر العام 1949 والتي قادها الزعيم ورمز الثورة الصينية ماوتسي تونغ، حيث أكد أن بكينسعيدة لما تحقق في السنوات الأخيرة من تطور جودة العلاقات الجزائرية-الصينية. كما سجل المتحدث أن بكين قد فعّلت في المدة الأخيرة رغبتها في تعزيز هذا التعاون لاسيما مع الزيارة التي قادت وزير الخارجية الصينية مطلع هذا العام وزيارات الدولة التي قادت كل من السيد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل زيارة معرض شنغهاي بالإضافة إلى الزيارة التي أداها رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح إلى الصين الشعبية. وفي هذا الصدد جدد سفير الصين الشعبية دعوته لرجال الأعمال الجزائريين للمشاركة في معرض الصين العالمي الذي سيقام في شنغهاي، وأفاد السفير أنه وخلال 149 يوما الماضية تم تسجيل 55 مليون زائر. وأشار إلى أن الصين تهتم وتبذل قصارى جهدها لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لقضية الشرق الأوسط بغية تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الهامة. من ناحية أخرى، وحول الإنجازات التي حققتها الصين، قال ليو ''في الأول من أكتوبر عام ,1949 أعلن الرئيس الراحل ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، بما فتح صفحة جديدة للأمة الصينية، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة''. وتابع أن الصين حققت تقدما اقتصاديا واجتماعيا هائلا في ال61 سنة الماضية، خاصة في 30 سنة الأخيرة منذ تطبيقها سياسة الإصلاح والانفتاح، التي وضعها السيد دنغ شياو بينغ في عام .1978 وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني في العام الماضي يساوي 77 مرة عما كان عليه في عام ,1952 كما ازداد نصيب الفرد من الناتج المحلي في العام الماضي 32 ضعفا عما كان عليه في عام ,1952 وقفزت الصين من صفوف الدول الأكثر فقرا إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم. وأوضح أن الصين حققت تحسنا مرموقا لمستوى معيشة الشعب وارتفاع معدل عمر مواطنيها من 35 سنة في عام 1949 إلى 73 سنة في عام ,2008 لكن في نفس الوقت، يبلغ عدد السكان 1.3 مليار نسمة والنصيب الفردي للناتج المحلي الإجمالي لم يبلغ إلا 3000 دولار أمريكي، عليه فإن الصين ما زالت وستظل دولة نامية ولمدة طويلة. وجدد السفير ليو أن الصين بصفتها أكبر دولة نامية وعضوا دائما في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ظلت تنتهج السياسة الخارجية القائمة على التنمية السلمية، وتتخذ الإستراتيجية الانفتاحية المعتمدة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، تسعى للتعاون الودي مع كافة دول العالم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة وتعمل على صيانة سلام العالم ودفع تطور اقتصاده وإنشاء نظام دولي جديد يتسم بالعدالة والإنصاف. يشار إلى أن الحفل حضره عدد كبير من المسؤولين الجزائريين والشخصيات الكبيرة من مختلف الأوساط الجزائرية السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والدينية والإعلامية والعسكرية وكذلك من الجالية الصينية في الجزائر وأغلب سفراء الدول المعتمدة بالجزائر.