نوَّه ليو يوهي السفير الصيني بالجزائر بنوعية العلاقات الثنائية البالغة مستوى التمايز والنموذجية،التي تعرف رواجا ملحوظا. وقال السفير في تصريح لجريدة "الشعب'' مساء الثلاثاء في حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال 82 للجيش الشعبي الصيني أن القواسم المشتركة الكثيرة بين الجزائر والصين، والنظرة المتطابقة للأمور عززت العلاقات الثنائية، وأعطتها طابع الإستراتيجية، وهي مسألة يحرص عليها قائدا البلدين، مشددين على فعل المستحيل من أجل تأمينها من أي طارئ واهتزاز. وعلى هذا الأساس ظلت العلاقات الجزائرية الصينية في تطور دائم، ضاربة المثل للتعاون المثمر جنوب/ جنوب، المبني على تقاسم المنفعة والمصلحة، في محيط شديد التغير تطبعه أزمة مالية عالمية حادة، تفرض هذا النوع من التقارب والروابط. وعبّر السفير ليو يوهي عن الارتياح من حضور الشخصيات السياسية والعسكرية الجزائرية والأجنبية ورؤساء المؤسسات التي تنشط في الجزائر لحفل الاستقبال بالسفارة الصينية، وقال انه مسرور لوجود أصدقاء جزائريين، لتقاسم نشوة الاحتفال بذكرى الجيش الصيني الذي كان على الدوام في ريادة التغيير، ورافق مسار تطور الجمهورية على مدار السنين والحقب، واضعا في الحسبان مصلحة البلد فوق الاعتبار، حريصا على حماية الوحدة الترابية والسيادة إلى أبعد الحدود. وذكر السفير مطولا بجملة من الأشياء المتقاسمة بين الجيشين الجزائري والصيني، ودورهما الرئيسي في استعادة السيادة والتحرر زمن الحرب، وتعزيزها وقت السلم، بمضاعفة جهود التنمية ومحاربة التخلف والدفاع عن الأمن والسلم في كل جهات المعمورة. وتترجم هذه الجهود ما قام به الجيش الجزائري في عملية إنقاذ وإسعاف المتضررين من زلزال بومرداس والعاصمة، وفيضانات باب الوادي وغيرها من الكوارث الطبيعية، وهو دور أداه على أحسن حال الجيش الصيني أثناء زلزال سيشوان وبعده، وهي وظائف كسب الجيشان منها الاحترام والتقدير من كافة مكونات شعبي البلدين. وعلى هذا الدرب يسير الجيشان في دعم جهود السلم في العالم وفق قاعدة الاحترام المشترك، والأخذ في الاعتبار انشغال الآخر، دون الانفراد بالقرار والرأي وتطبيق القاعدة السلبية "أنا وحدي مالك للحقيقة"، أو "أنا وبعدي الطوفان،" مثلما تتبعه القوى الشمالية الغربية للأسف مهددة بتصرفاتها مكاسب السلم والأمن المحققة بشق الأنفس. ويلمس التقارب الجزائري الصيني وتمايزه في الجانب الاقتصادي، حيث نجح البلدان في إرساء معالم شراكة إستراتيجية تحمل قيمة لا تقدر بثمن، وهي شراكة جاءت وتكرست بفعل سياسة الانفتاح المنتهجة في سبيل رفع الإنتاج وخلق الثروة والقيمة المضافة والعمل. وقال عنها السفير الصيني أنها وليدة النظرة السياسية المتطابقة والإرادة المشتركة، غايتها الاحترام وتقاسم الأعباء والربح والفائدة، وعليها تعمل الشركات الصينية والجزائرية من أجل إقامة شراكة مثمرة في مجالات مفتوحة حولت البلدين إلى ورشتين للمشاريع والرساميل. واعترف بأن الجزائر قامت بجهود كبيرة في مجال تهيئة محيط الأعمال، بإصدار نصوص محفزة للاستثمار أخذتها المؤسسات الصينية في الحسبان، وتجاوبت معها بلا تردد. وانتزعت صفقات مهمة في مشاريع انجاز الطريق شرق غرب، وتأهيل السكك الحديدية وعصرنتها و كهربتها ومجالات أخرى، رافعة حجم الاستثمار الصيني بالجزائر إلى 860 مليون دولار العام الماضي، وهي استثمارات مرشحة إلى الزيادة على ضوء العقود الكبرى التي فازت بها الشركات الصينية مؤخرا وسط منافسة شرسة. فنيدس بن بلة