أكد لييو يوهي السفير الصيني بالجزائر أهمية العلاقات الثنائية التي بلغت مستوى من الرواج والتطور محل التقدير والإشادة. وهو تطور وضعها في حالة المرجعية والمثالية يقتدى بها في كل الظروف. وذكر السفير يوهي في حفل استقبال أقامه أول أمس بالسفارة الصينية حضرته شخصيات سياسية وإعلامية ووجوه من مختلف الأطياف، بالقواسم المشتركة للدبلوماسية الجزائرية الصينية، ومناصرتهما القضايا العادلة والتحرر الوطني في أكثر من بقعة. وهي مبادئ تستند إليها سياسة البلدين المتشبعة بالقيم الثورية والرغبة في بناء مجتمع جديد مستقل متحرر من كل تبعية، يبني نفسه اعتمادا على مدخراته ومقوماته، مكسرا الوصاية والاملاءات الخارجية . وليس بمفاجأة على احد التأكيد بان العلاقات الجزائرية الصينية التي تعززت على الدوام وكسبت المتانة والقوة، صورة نموذجية للتعاون جنوب - جنوب ارتسمت معالمه في مؤتمر باندونغ أيام المد الثوري والتحرر ضد استعمار طويل لاكثر من دولة في العالم الثالث. وهي مسالة حرص عليها رئيسا البلدين السيد عبد العزيز بوتفليقة وهو جينتناو على الدوام مشددين على علاقات إستراتيجية متميزة. وتستند على الركيزة التاريخية المتينة التي رسخت صداقة لا تتزعزع منذ الاستقلال. وقوت روح الإرادة السياسية في تعاون نوعي على مر الأيام والحقب، مضرب المثل، يطبعه الوفاء للقيم المشتركة والثقة المتبادلة والمصالح المتوازنة. وترجم هذا التوجه رسائل التهاني المتبادلة بين رئيسي البلدين في ذكرى 50 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية التي وقعت في 20 ديسمبر 1958 ببكين. وشدد السفير الصيني في تقييمه لحصيلة الانجازات التي حققتها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين طالبا المزيد من الجهد في توظيف الإمكانات والفرص في سبيل بناء شراكة مثمرة في مجالات السكن والعمران والبناء والقواعد الهيكلية والطاقة والمناجم والاتصالات وغيرها من القطاعات المفتوحة للاستثمار انتزعت فيها المؤسسات الصينية عقود انجاز مشاريع من الوزن الثقيل وسط منافسة حادة. وأعطى السفير يوهي أمثلة حية عن أنشطة شركات العملاق الأسيوي التنين الأصفر بالجزائر التي تحولت إلى ورشة كبرى للإصلاح والتغيير، وقبلة للمستثمرين. وذكر بالتبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ حجه 76,3 مليار دولار خلال الشهور العشرة الأخيرة، وسجل 8,3 مليار دولار العام الماضي بعدما كان في حدود 290 مليار دولار سنة .2001 وتكشف حالة رواج العلاقات الجزائرية الصينية، كثافة الروابط الاقتصادية والعقود المبرمة المقدرة في ظرف ثمانية أعوام ب 300 عقد قيمتها الاستثمارية 18 مليار دولار. ويجب التذكير بان هذا العام يصادف أيضا الذكرى ال 45 لأول بعثة طبية صينية إلى الجزائر. وهي محطة تكشف بالملموس كم هي قوة الروابط الجزائرية الصينية في هذا المجال. وكم هو مهم الوقوف عند الانجازات التي حققتها الجزائر في مجال الصحة العمومية بمرافقة دائمة للصين الشعبية. لقد أرسلت الصين للجزائر 22 فريقا تعداده 2800 طبيبا في مختلف التخصصات. وكونت 113 طالبا جامعيا في شعب تراهن عليها الجزائر وتعمل المستحيل لإقرارها بأسرع ما يمكن لتبوء موقعا يليق بمقامها وطموحها في عصبة الأمم. وهي في هذه المعركة المصيرية يمكنها الاتكال على العملاق الأسيوي الذي يشد على يدها ويرافقها إلى ابعد الحدود. ------------------------------------------------------------------------