ما يزال عبد القادر علولة يجمع حوله رجالات ومحبّي المسرح، حتى بعد مضيّ 24 سنة على اغتياله.. من الأمثلة على ذلك اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية الثقافية “سيرتا” أمس السبت بدار الشباب بيسّر ولاية بومرداس، وحضره جمع من أعلام الركح الجزائري، قادمين من وهران، مستغانم، سكيكدة، تيزي وزو والجزائر العاصمة، ليستذكروا خصال الرجل، الذي كان في حدّ ذاته مشروعا فكريا وثقافيا متكاملا. بداية اللقاء، المندرج كانت بعرض شريط وجيز أخرجه علي عيساوي للتلفزيون الجزائري، بعنوان “وقفة خاصة للفنان الراحل عبد القادر علولة”، جمع فيه أصواتا مسرحية مغاربية وعربية، أثنت على عبقرية علولة وتفرّد مسرحه. وبعد قراءة شعرية “رحّب” فيها عمر فطموش بعلولة، في نص جمع أعمال الفقيد وعددا من شخصياته المسرحية، قدّم أحمد بن عيسى مداخلة/شهادة أعطى فيها لمحة عن عمله مع علولة، الذي كان “رجلا وطنيا ملتزما، حمل مسرحه طابعا سوسيولوجيا”، وقد نجح في أن يجعل مسرحه في متناول الجميع (المسرح الشعبي)، يقول بن عيسى، مؤكدا أن الهجرة كانت في متناول علولة ولكنه أصرّ على البقاء في بلده. وكان النقاش بين الحضور مفتوحا، مباشرا، ومفيدا، أكد فيه الغوثي عزري على أهمية التعرّف على علولة بسؤال من عايشه من فنانين جزائريين، وهو ما ذهبت إليه فضيلة حشماوي بقولها: “هناك جامعيون يبنون أبحاثهم عن علولة من الكتب فقط ولا يسألوننا ولا يتصلون بنا”. من جهته، اعتبر د.عبد الكريم غريبي أن كل مسرحيات علولة، من الألف إلى الياء، تشكل عملا مسرحيا واحدا. كما أن علولة في حد ذاته مشروع ثقافي فكري شامل، يفرق بين اللغة كلسانيات واللغة كخطاب منتج للمعرفة والوعي. كما أكد الأكاديمي عبد المالك بن خلاف أن الدراسات حول أعمال علولة تحتاج إلى تعمق أكبر. شهدت الفترة المسائية التحاق زياني شريف عياد، وبعد مداخلة لعمر فطموش حول “الجستوس” لدى علولة، ومداخلة أخرى لغوثي العزري حول الإخراج وتوجيه الممثلين عند علولة، أدّى ممثلو تعاونية أول ماي بوهران، فضيلة وإبراهيم حشماوي، وعبد القادر بلقايد، قراءة مسرحية من “الأجواد” دامت 45 دقيقة. ليبقى واجبا التنويه بجمعية “سيرتا” وعلى رأسها المخرج محمد دلسي، لحرصها من خلال مقهاها الأدبي على خدمة الذاكرة المسرحية الوطنية رغم بساطة الإمكانيات والموارد.