الدولة عازمة على تشجيع الإنتاج الوطني والرقي به نحو التصدير قال وزير التجارة سعيد جلاب، خلال ندوة صحفية - عقدها على هامش إشرافه أول أمس الخميس بوهران على افتتاح الطبعة الخامسة للصالون الوطني «منتوج بلادي» المنظم بقصر المعارض بالمدينة الجديدة، أن دائرته الوزارية تراقب بدقّة أسعار السيارات لدى المنتجين والبائعين، وحتى بقاعات العروض، على خلفية الارتفاع الجنوني الذي يشهده في الآونة الأخيرة السوق الجزائرية. وبرّر وزير التجارة لجوء الحكومة إلى منع بعض المواد من الاستيراد بأنّ «النظام الجديد لتأطير عمليات الاستيراد، يهدف إلى حماية المنتوج الوطني وتعويض المواد الممنوعة من الاستيراد بمنتوجات محلية الصنع». وتابع جلاب، مؤكدا أن قائمة المواد التي تمّ تعليق استيرادها هي قائمة مؤقتة بصدد التحيين بما يتلاءم و الديناميكية الاقتصادية للبلاد، كما أنّ تحديد قائمة المنتجات جاء مراعاة لطلبات المتعاملين الاقتصاديين الذين اشتكوا من تأثير هذه المواد على المنتوج المصنع محليا. وقال جلاب، أنّ هذا الإجراء، يخضع لتأطير نوعي لمختلف وسائل التجارة الخارجية لحماية الإنتاج الوطني وتفادي ارتفاع جديد لفاتورة الواردات، وذلك من خلال تحسين تنافسية المنتجات المحلية مقارنة بنظيرتها المستوردة وإعطاء المنتجين المحليين هامشا لخلق قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني، إضافة إلى رفع الرسوم الجمركية لتعزيز الإيرادات المالية المحصلة من عمليات استيراد بعض المنتجات الكمالية، مضيفا بأن هذه الخطوة تلجأ إليها الحكومات في حال تسجيل عجز في ميزان المدفوعات. في سياق آخر، فنّد نفس المسؤول تسجيل أي ندرة في مادة الحليب وأكّد دعم الدولة لهذه المادة الاستهلاكية الحيوية التي يكثر الطلب عليها والتي أصبحت في المدة الأخيرة تشهد تذبدبا كبيرا في عملية التوزيع، بحكم محدودية التوزيع، بالإضافة إلى المضاربات واستغلال الفرص. وأوضح الوزير بأن التعديلات التي طرأت على قانون حماية المستهلك ومشروع ممارسة الأنشطة التجارية، من شأنها أن تساهم في تعزيز مكانة المستهلك من خلال فرض الرقابة المباشرة على المنتجات. أكّد أن التعديلات الجديدة التي طرأت على قانون حماية المستهلك تهدف أساسا إلى «تعزيز الإطار التشريعي للمنظومة القانونية لحماية صحة المواطنين، كما ستعمل على تقوية الاقتصاد الوطني وتأتي نزولا عند انشغالات المواطنين من خلال فرض الرقابة على التجار وهو إجراء يُعمل به لأول مرة». أما بخصوص تعديل قانون ممارسة الأنشطة التجارية، فقال وزير التجارة إنه «سمح بفتح بوابة إلكترونية تتيح للمستهلك الجزائري متابعة الأنشطة التجارية وإخطار الجهات المختصة في الرقابة سواء يكون التبليغ إلكترونيا أو من خلال الحضور الشخصي». وكان وزير التجارة سعيد جلاب، الذي تمّ تعيينه مؤخرا على رأس القطاع، قد أشرف أول أمس الخميس رفقة والي الولاية السيد مولود شريفي على افتتاح الطبعة الخامسة للصالون الوطني، «منتوج بلادي» بقصر المعارض بالمدينة الجديدة الممتد على مدار ثلاثة أيام بمشاركة 153 عارض والذي عرف لأول مرة مشاركة وزارة الدفاع الوطني، كضيف شرف ممثلة في 7 مؤسسات تابعة لمديرية الصناعات العسكرية. كما تمّ بالمناسبة قراءة الفاتحة والترحم على أرواح شهداء سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك في ولاية البليدة، العسكرية، وذلك قبل أن يتفقد الوزير رفقة الوفد المرافق له مختلف أجنحة المعرض التي عرفت عرض منتوجات محلية الصنع. وفي هدا الإطار، أشاد وزير التجارة بالدور الهام الذي تقوم به الدولة وعزمها المتواصل على تشجيع الإنتاج الوطني والرقي به نحو التصدير، من خلال دعم ومرافقة المستثمرين والمنتجين. كما صرّح بأنّ المعرض يعد فرصة للتعريف بالمنتوج الوطني وبحث كيفية تصديره نحو الخارج لإبرازه، كما تعدّ التظاهرة فرصة للقاء العارضين والاحتكاك فيما بينهم والمساهمة في خلق أفكار وآراء من شأنها تساهم في ترقية المنتوج الوطني.