أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، أمس على تنصيب اللجنة الاستشارية الإفريقية لمكافحة التصحر، بحضور مسؤولي اتفاقية الأممالمتحدة حول مكافحة التصحر، وممثلين عن الاتحاد الإفريقي إلى جانب مسؤولين مكلفين بالمسائل المتعلقة بالبيئة ومكافحة التصحر وممثلين عن المجتمع المدني الإفريقي وباحثين. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أبرز وزير الفلاحة والرئيس الحالي للمجموعة الإفريقية أهمية اللجنة الاستشارية المنصبة كونها ستضطلع بتحسين أداء كل البرامج لمكافحة التصحر، كما أنها ستعمل على توسيع المعرفة لكل المسؤولين والفاعلين ميدانيا من أجل أن تدمج برامج مكافحة التصحر ضمن البرامج التنموية للدول الإفريقية. وشدد السيد بن عيسى على ضرورة أن يأخذ برنامج مكافحة التصحر، بعين الاعتبار كل التجارب الدولية لأنها عمليات موطنية، مضيفا أنه لابد أن يتدخل كل الفاعلين في برامج المكافحة حتى تأتي بنتائج مستدامة. وسجل وزير الفلاحة وجود تفطن جماعي في هذه الدورة بأهمية مكافحة التصحر، مؤكدا على ضرورة التحرك بشكل عاجل وإعطاء الأهمية والإمكانيات الضرورية لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد حسب الخبراء ما يقارب ثلث الكرة الأرضية. وأوصى السيد بن عيسى بضرورة أن يأخذ برنامج مكافحة التصحر مكانه في النقاش الدولي، وأن تأخذ كل الدول قراراتها في الالتزام الجماعي لمكافحته. وبعد أن ذكر ببرنامج الجزائر في هذا المجال، أكد أن الجزائر ستفعل كل ما بوسعها لتقاسم خبرتها مع كل البلدان الإفريقية لمكافحة التصحر وتهديداته. من جهته، وفي تصريح إعلامي له على هامش حفل التنصيب، كشف ممثل الإتحاد الإفريقي السيد ألمامي ألفا عن مشروع إنجاز سد أخضر الإفريقي على مستوى 19 دولة إفريقية، وهو المشروع الذي مول من طرف الأممالمتحدة بمبلغ 1,4 مليون أورو على أن تساهم البلدان الإفريقية بنسبة 20 بالمائة من القيمة الإجمالية للمشروع الذي سيكلف 636 مليون دولار. وأوضح السيد ألفا أن المشروع شرع في إنجازه على مستوى 8 دول إفريقية منها الجزائر، على أن يوسع ل19 دولة إفريقية أخرى، موضحا أنه يهدف إلى معالجة مشكلات آثار البيئة القاحلة الجدباء، وانخفاض معدل إنتاجية الأراضي والتصحر، وتغير المناخ إلى جانب ضمان موارد معيشة مستدامة في الصحاري وإقليم السهل ودول الساحل والصحراء التي تغلب على أراضيها مناطق جافة. ويتضمن المشروع تحقيق إدارة مستدامة للموارد وإعادة تأهيل الغابات الهشة، وتثبيت الكثبان الرملية والنهوض بإدارة الواحات والأراضي الصالحة للرعي على امتداد الكثير من بلدان إقليم السهل ودول الساحل والصحراء، بدءا من الساحل الأطلنطي ووصولا إلى المحيط الهندي.