تتواصل أزمة العطش ببلدية ميلة، لليوم الثالث على التوالي، بما فيها البلديات الشمالية الأخرى المرتبطة بقناة الرواق الأول الممون لهذه البلديات بمياه الشرب، انطلاقا من سد بني هارون ، بحيث شهدت معظم أحياء المدينة رحلة بحث عن الماء من طرف مواطنين وجدوا خزانات المياه بمنازلهم خاوية على عروشها بين عشية و ضحاها، و لجاؤا إلى إحضار مياه الصهاريج و الآبار للتزود بالماء المخصص للغسيل و شراء المياه المعدنية للميسورين، فيما أصبحت المياه العذبة القادمة بواسطة شاحنات الخواص مخصصة للزبائن، و لم تعد تصل كالمعتاد إلى الأحياء الشعبية بسبب كثرة الطلب عليها في هذه الأيام العصيبة على الناس، الذين ابتهجوا بامتلاء سد بني هارون، ووصوله إلى حد 1 مليون متر مكعب، خلال شهر مارس الماضي. أصبحت أزمة انقطاع مياه الشرب بعاصمة الولاية، كابوسا في عز موسم الصيف و شهر الصيام، كما شهدت منطقة مارشو في أعالي المدينة طوابير غير منتهية للسكان، الذين توجهوا بسياراتهم صوب هذه المنطقة و المعروفة بعيونها الطبيعية المتدفقة للتزود بالماء الشروب، وهذا المرة الثانية التي تحدث فيها أزمة مياه الشرب بميلة بعد انكسار القناة الرئيسية الممونة، انطلاقا من محطة المعالجة الكائنة ببلدية عين التين في منطقة المخوض على بعد 5 كم من عاصمة الولاية، و التي غالبا ما تتعرض إلى الانكسار بفعل انزلاق التربة بالمنطقة بطول 40 مترا . في هذا الصدد، كشف مدير الجزائرية للمياه بميلة، في تصريح صحفي عن أن أزمة مياه الشرب بالولاية ستعرف انفراجا وشيكا خلال 24 ساعة المقبلة، مضيفا أن كل الإمكانيات المادية و البشرية قد تم تسخيرها من اجل إصلاح العطب بمنطقة المخوض، وستكون المياه بالحنفيات في اقرب الآجال مؤكدا أن مصالحه قامت بتوفير صهاريج المياه للمواطنين خلال فترة الانقطاع . كما أبدى المدير تفهمه لمطالب السكان للإسراع في إصلاح القناة المنكسرة، و توفير هذه المادة الحيوية خاصة و نحن في شهر رمضان الكريم و المتزامن مع حلول فصل الصيف الحار.