دراسات متنوّعة تقترحها المجلّة الدّولية للاتّصال الاجتماعي إلى روح الفقيد أ.د.زهير إحدادن، رُفع العدد الثالث عشر من «المجلة الدولية للاتصال الاجتماعي»، الصادرة عن مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية بجامعة مستغانم. وقد أهدي هذا العدد إلى روح «أيقونة الإعلام والاتصال بالجزائر» نظير «مسيرة ونضال وعطاء نهل منه الطلبة والأساتذة في الجامعة الجزائرية والوطن»، يقول رئيس المخبر د.العربي بوعمامة، فيما وصفه أ.د.عبد الرحمن عزي بأنه «قدوة أصيلة للأجيال بحكمته واتساع معارفه»، أما د.بوعلي فاعتبر أن ما قدمه إحدادن لن يفنيه الزمن. في كلمته التأبينية، وصف الصحفي السابق والأستاذ بجامعة الشارقة د.نصير بوعلي، فقدان أ.د.زهير إحدادن بأنه «رحيل مبدع في التاريخ الإعلامي الجزائري»، ولقّبه ب «شيخ الإعلاميين في الجزائر والمجاهد الفذ والرمز الوطني». وقال في معرض كلمته: «تشرّفنا نحن الطلبة من جيل الثمانينيات بالاغتراف من معينه التاريخي النقي، فتعلمنا من محاضراته عبر مدرجات الجامعة ومن خلال كتاباته التاريخية والإبداعية الرزينة أبجديات وأصول الصحافة والإعلام بكل حكمة واقتدار من الأستاذ المرحوم». كما استعرض د.بوعلي محطات هامة في مسيرة المرحوم المهنية والعلمية والإنسانية. من جانبه، أكد صاحب نظرية الحتمية القيمية في الإعلام، أ.د.عبد الرحمن عزي عبد الرحمن، في كلمته التأبينية، أن الفقيد كان «مناضلا مخلصا وعالما متواضعا وإنسانا اجتمعت فيه قيم النزاهة والشجاعة والعزة والكرامة، وكل من عرفه أحبه وتعلق به، فكان قدوة أصيلة لأجيال بحكمته واتساع معارفه ولغاته وتجاربه وحسه السياسي النابض ووعيه الأخلاقي الراقي وتعامله الإنساني البسيط مع من كان حوله، فكان بذلك خير خلف لخير سلف». جاء ذلك في العدد الثالث عشر من «المجلة الدولية للاتصال الاجتماعي»، الذي تضمّن كذلك مقالات علمية متنوعة، هي في أغلبها دراسات ميدانية في مجال الإعلام والاتصال، لباحثين من داخل الوطن وخارجه، على غرار مقال «الشباب الجامعي بين الصحافة الورقية والإلكترونية: دراسة في عادات القراءة أثناء زمن المكاشفة وأنماطها لدى عينة من طلبة جامعة الشارقة»، للدكتور نصير بوعلي الأستاذ الجزائري بجامعة الشارقة، وتبحث هذه الدراسة الميدانية في مآلات الصحافة الورقية في ظل التطورات المتسارعة للصحافة الإلكترونية وانفجار أنماط جديدة لاستهلاك المواد الخبرية من قبل المستخدمين، ومقال «دور القنوات الفضائية المحلية في تعزيز اللغة العربية لدى الشباب الإماراتي: دراسة ميدانية علي عينة من طلبة جامعة الشارقة» للدكتورة فوزية آل علي رئيسة قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الشارقة، وتستعرض هذه الدراسة أهمية البرامج التلفزيونية في الحفاظ على الموروث اللغوي وتلقين العربية للمشاهدين، في ظل مختلف التحديات كالتعددية الألسنية في القنوات والمحتويات المتدفقة. أما الأستاذة كهينة بركون من جامعة بجاية فتقترح علينا دراسة بعنوان «المنظومة التعليمية لعلوم الإعلام والاتصال في الجزائر قراءة تاريخية ونقدية»، تركز فيها على خصوصيات تعليمية مساقات الإعلام والاتصال في الجزائر، وجدلية التكوين الأكاديمي والتطبيقي في مختلف الأطوار مقارنة مع سوق الشغل والاحتياجات الفعلية. كما تقدّم لنا المجلة دراسات أخرى نذكر منها «الإعلام الجديد ودوره في التغطية الإخبارية» للدكتور علاء مكي الشمري من جامعة الشارقة، «الإذاعات المحلية الجزائرية والاندماج الاجتماعي: نحوبناء مجتمع المواطنة» للدكتورة قجالي آمنة من جامعة قسنطينة 3، «أثر وسائل الإعلام على سلوك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة» للدكتورة إيمان متولي محمد من جامعة طيبة بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، «المنطلقات النظرية للتربية الإعلامية في عصر وسائط الإعلام الجديد» للدكتور هارون منصر من جامعة تبسة، ودراسة باللغة الإنجليزية عنوانها «Mass communication Ethics: An Islamic Perspective and an Islamic code of ethics for communicators» للدكتور سليمان سالم صالح سالم من جامعتي القاهرة وطيبة، وتبحث الدراسة في أخلاقيات الاتصال الجماهيري من منظور إسلامي.