المرحوم كان يخاف ركوب الطائرة و لا يسافر إلا برا أشاد المشاركون في الحفل التأبيني لفقيد الجزائر زهير احدادن الذي نظم أمس بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم بمناقب هذا المجاهد والباحث الذي وافته المنية في 20 جانفي الفارط عن عمر يناهز ال 89 سنة والذي ترك من خلفه بصمات خالدة سواء في الحركة الثورية أو في مسار التنمية بعد الاستقلال. هذا الملتقى الذي احتضنته قاعة المحاضرات بكلية العلوم الاجتماعية عرف حضور كوكبة من الأساتذة و رفقاء الفقيد و ممثل عن سلطة الضبط السمعي البصري و مديرة المجاهدين لمستغانم و رئيس كلية الإعلام بجامعة مستغانم العربي بوعمامة و جمع من الطلبة بالإضافة إلى مفتش بمديرية الشؤون الدينية لمستغانم الذي استهل المداخلات بإلقاء كلمة تحدث من خلالها عن قيمة العلماء في المجتمع الإسلامي مؤكدا أن موت عالم ليس كموت أي احد بما أن العلماء هم ورثة الأنبياء قبل أن يحيل الكلمة لممثل كلية العلوم الاجتماعية الذي أكد أن الجزائر فقدت احد إعلام الإعلام و أستاذ في المراجع و ذكر الحضور بالكلمة التي قالها المرحوم عن الصحافة و هي "الصحفي ليس كاتبا فحسب و إنما يؤمن بما يكتبه.." أما ممثل عن رئيس سلطة الضبط فقد عدد خصال احدادن و وصفه بالمؤرخ و المجاهد والصحفي مشيرا بأنه ضحى بحياته من اجل تطور و وحدة البلاد. من جهتها ، سارت مديرة المجاهدين لمستغانم حذو المتدخلين من حيث الإشادة بمناقب زهير احدادن حيث قالت : " كم هي قاسية لحظة الوداع والحزن ونحن نودع شخصية كانت علامة متميزة في الصعود العلمي واحد منابر الفكر ونجم من نجوم المعرفة ..هو زهير الملائكة كان قدوة ومثالا يحتدى به في الأخلاق الفاضلة والتسامح." أما تلميذه البروفيسور نصير واعلي فقد بعث رسالة من الشارقة الإماراتية ذكر فيها بأنه تعلم من محاضرات الفقيد في الثمانينات أبجديات فصول الصحافة و الإعلام مضيفا بان احدادن كان القلم الصحفي المجاهد في عهد الاستدمار الفرنسي و انه يعد الأب الرائد في تاريخ الإعلام و الذاكرة و المصدر و المرجع ومؤكدا انه اتصف بالتواضع و كان يساعد كل من طلب منه ذلك. في حين ذكر الأستاذ ساحي من جامعة الجزائر انه كان حاضرا في مستشفى عين النعجة بعد العملية الجراحية التي أجراها المرحوم و انه و هو على فراش المرض كان يحتفظ بذاكرة قوية و سألني حينها عن أخبار المعهد الإعلامي و أضاف أن ابن بجاية كان مهتما بتاريخ الصحافة الجزائرية وهو يتقن الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية كما انه حافظ لكتاب الله و يعتبر احد مؤسسي الاتحاد العام للطلبة المسلمين إبان الاستعمار الغاشم و عمل في جريدة المقاومة برفقة علي هارون و كان صديقا مقربا للوزير محمد الصديق بن يحي و كان يعتبر الصحافة الجزائرية و الاستعمارية مصدرا من مصادر كتابة التاريخ المعاصر. إلى جانب هذا كله ، عرف الفقيد بخوفه الشديد من ركوب الطائرة بسبب تذكره استشهاد أخيه في حادثة سقوط الذاكرة فكان يفضل السفر برا على ركوب الطائرة.