نرفض اختزال مهمة المنظمات الإنسانية في دور رجل الإطفاء شدّدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، على ضرورة تجند المجتمع المدني والرأي العام ضد الحملة التي تستهدف الجزائر بخصوص الهجرة غير الشرعية، لافتة إلى ضرورة توجيه أصابع الاتهام الى الدول التي دعمت التدخلات العسكرية التي تسببت في هجرة القاطنة من بلدانها الأصلية بعدما أصبحت مناطق توتر، ولم تفوت الفرصة للتذكير بأن هيئات الهلال والصليب الأحمر أعلنت في اجتماعها العام 2016، الجزائر عاصمة للإنسانية، ورئيس الجمهورية في العام 2016 فارس الإنسانية. قالت بن حبيلس لدى تنشيطها أمس فوروم يومية «لو كوريي» بدار الصحافة بالقبة، أن الحملة التي تستهدف الجزائر تحت غطاء الهجرة الشرعية أسبابها واضحة، وذكرت منها مواقفها ومبادئها الراسخة، في مقدمتها حق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض التدخلات العسكرية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، جازمة بأن «الجزائر ضحية أخطاء إستراتيجية تم ارتكابها في المنطقة» في إشارة إلى ضرب الناتو لليبيا. أفادت بن حبيلس في ردها على من يعيب عليها ممارسة السياسة، بأن الكرامة الإنسانية وحقوق لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن حق الإنسان في تقرير مصيره، وهو أبسط الحقوق الذي يكرس حريته، مبدية رفضها لاختزال دور المنظمات الإنسانية في دور رجل الإطفاء، لأن أسوأ مساس بحقوق الإنسان حسبها الحرمان من الحرية. وبعدما ذكرت بأن الجزائر تعدّ مهدا للقيم الإنسانية مستدلة بما قام به الأمير عبد القادر المبادر الأول بحماية حقوق الإنسان، ردا على من يتهمون الجزائر بغلق أبوابها، أشارت إلى أن الهلال الأحمر يتكفل بجميع من يوجد على التراب الوطني دون استثناء أو تمييز مهما كانت ديانته أو جنسيته، مع ضمان العلاج لكن برأيها أنجع الحلول أن تساهم الدول التي تسببت في مثل هذه الكوارث الإنسانية بتدخلاتها العسكرية، من خلال تمويل مشاريع للمهاجرين ببلدانهم الأصلية، بما يحفظ كرامتهم واستقرارهم. واعتبرت الحملة التي تستهدف الجزائر، مجرد استغلال لمأساة المهاجرين غير الشرعيين، وتمّ اتخاذ مواقف ضد الجزائر دونما البحث في عمق الأمور، لافتة إلى أن أبرز التحديات اليوم التوفيق بين الجانب الإنساني وكذلك الأمني، محذرة من مخاطر الظاهرة وظواهر أخرى لا تقل خطورة منها الاتجار بالبشر، وبرأيها، فإن نفس الأطراف التي هاجمت الجزائر في التسعينيات، تقف وراء الحملة المغرضة، ولم تتوان في اتهام بعض الجمعيات وكذلك الأحزاب السياسية، وخلصت إلى القول بأنه لا مصداقية للانتقادات الواهية. وأكدت بن حبيلس على التنسيق المستمر بين الهلال الأحمر الجزائري ونظيره الفلسطيني، وتأسفت لتناسي الصحراويين حتى من قبل المنظمات الإنسانية، لافتة إلى أن التضامن لا ينبغي حصره في المساعدات، وإنما في العمل على تحقيق مكاسب. في سياق مغاير، وردا على العمل التضامني للهيئة خلال الشهر الفضيل، جدّد تأكيد رفض حصر التضامن في هذا الشهر، مؤكدة أنها تعمل منذ العام 2014 على ترسيخ ثقافة التضامن، وثمنت مبادرة رئيس الجمهورية القاضية بتعويض قفة رمضان، لأنها تحفظ كرامة المواطنين، واقترحت بن حبيلس التي رافعت لسجل وطني للمحتاجين، إسناد مهمة تحديد المستفيدين إلى الأئمة وشيوخ الزوايا وكذا الأعيان، لأنهم الأدرى بالمسألة. كما كشفت عن فضاء جديد تم استحداثه ممثلا في «أصدقاء الهلال الأحمر» الذين يمولون مشاريع محلية، وتحدثت عن انطلاق عملية تضامنية خاصة بالعيد بالتعاون مع الإذاعة تحت شعار «لعبة لكل طفل»، فيما تتواصل العملية التضامنية مع البدو الرحل التي رأت النور قبل 4 أعوام.