سيكون ملعب «كريتوفسكي» بمدينة سان بيترسبورغ الروسية، بداية من الساعة السابعة مساء بالتوقيت الجزائري، مسرحا لإجراء مباراة نصف النهائي الأول من مونديال روسيا 2018 التي ستجمع الجارين فرنسا وبلجيكا في مباراة قوية بين المرشحين فوق العادة للتتويج باللقب العالمي للطبعة ال 21 من منافسة كأس العالم لكرة القدم. تعيش فرنسا وبلجيكا على حمى الداربي رقم 74 الذي سيجمع البلدين في نصف نهائي كأس العالم، وخاصة على الحدود البرية بين البلدين وفي المخيمات الصيفية، وذلك منذ يوم الجمعة الماضي، بعد تأهل المنتخبين في الدور ربع النهائي أمام المنتخب الأوروغوياني والبرازيلي على التوالي. نصف نهائي كأس العالم الذي سيجمع «الديوك» ب «الشياطين الحمر» سيكون اللقاء الثالث بين المنتخبين في منافسة كأس العالم بعد اللقاء الأول الذي جمع بين البلدين في مونديال الطبعة الثالثة بفرنسا سنة 1938 في الدور ثمن النهائي، وكانت الغلبة فيه يومها لأصحاب الأرض بثلاثة أهداف لهدف واحد، أما المواجهة الثانية التي كانت بمونديال مكسيكو 1986 في اللقاء الترتيبي فرجعت فيها الغلبة إلى المنتخب الفرنسي الذي فاز بنتيجة ( 4 – 2 ) وخطف المرتبة الثالثة في الترتيب العام. ولو أن الغلبة تعود للديوك في المباريات المونديالية، إلا أن تاريخ المواجهات بين البلدين ترجح فيه الكفة بلغة الأرقام للشياطين الذين تمكنوا من الفوز في ثلاثين مناسبة مقابل 24 انتصارا للفرنسيين خلال 73 مواجهة، آخرها كانت بتاريخ ال 7 جوان المنقضي في لقاء ودي تحضيري للمونديال الروسي التي فاز بها رفقاء القائد «إيدين هازارد» بأربعة أهداف مقابل ثلاثة بملعب «سان دوني» بفرنسا. المواجهة السادسة في تاريخ الديوك في الدور نصف النهائي من منافسة كأس العالم، ستكون تاريخية للجيل الحالي المميز من اللاعبين الذين أبهروا المتتبعين بقوة أدائهم خلال خرجاتهم الخمسة الأولى من المونديال، التي فازوا خلالها في أربع لقاءات كاملة أمام كل من استراليا والبيرو والأرجنتين واليوروغواي وتعادلوا في واحدة ضد المنتخب الدنماركي العنيد خلال الدور الأول، وسيكون لقاء الدور نصف نهائي كأس العالم الأول بالنسبة لرفقاء صاحب ال 19 ربيعا «كيليان مبابي» ورفاقه الذين سيعملون بقوة على تجاوز عقبة المنتخب البلجيكي والتأهل لأول مرة في تاريخهم إلى نهائي كأس العالم والعمل على التتويج باللقب العالمي الثاني للديكة، وتجاوز نكسة أورو 2016 التي فشلوا فيها في حصد أول ألقابهم مع المنتخب، لكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب بجوار جيل الأسطورتين «بلاتيني» و «زيدان» ورفاقهم الذين قادوا فرنسا للتتويج بأولى ألقاب «الزرق» في المنافسات القارية. «ديدي ديشون» وأشباله الذين انهالت عليهم الصحافة الفرنسية وكل عشاق المنتخب الفرنسي بالانتقادات قبيل المونديال بسبب تراجع نتائج المنتخب خلال المباريات الودية التحضيرية، سيرفعون لواء التحدي مجددا أمام أفضل هجوم في المونديال ب 14 هدفا، لمواصلة رحلة البحث عن اللقب العالمي الثاني وكتابة اسمهم بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب الفرنسي وتدعيم رصيدهم من الألقاب، لكن مأموريتهم لن تكون سهلة قط أمام منتخب بلجيكي الأقوى خلال مونديال الدب الروسي بهجوم ناري ضبط عقاربه القناص الفرنسي وأفضل هداف لكل الأوقات للديكة المهاجم «تيري هنري» الذي سيكون في منافسة تاريخية ضد منتخب بلاده لأول مرة كمدرب مساعد. المنتخب البلجيكي الذي أذهل عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم وكسب تعاطف وود كل محبيها، بعدما سحق منافسيه الخمسة خلال المونديال، هو الذي فاز في الدور الأول على بنما وتونس وكذا المنتخب الانجليزي المرشح للتتويج باللقب، وبعده أضاف المنتخب الياباني والبرازيلي إلى قائمة ضحاياه، لا يريد التوقف في الدور نصف النهائي الثاني الذي سيخوضه في تاريخ مشاركاته بالمونديال، وسيبحث عن مواصلة حلم التتويج بلقبه الأول ولعب أول نهائي له في التاريخ، لكتابة عهد جديد لكرة القدم العالمية بأقدام بلجيكية، لجيل ذهبي يصنع أفراح كبرى الفرق الأوروبية، وسيعتمدون في ذلك على قوة هجومهم المكون من ثاني أفضل هدافي المونديال بأربعة أهداف «روميلو لوكاكو» وقائد الأوركيسترا «إيدين هازارد» والمحرك «كيفين دي بروين» والأنيق «ناصر شادلي»، لبتر حلم الفرنسيين والبحث عن معادلة رقم جيرانهم في الألقاب العالمية، خصوصا أنهم سيخوضون هذا اللقاء بمعنويات جد مرتفعة وبثقة كبيرة في النفس وهم الذين لم يسيرون في سلسلة غير منتهية من الانتصارات، منذ أوت 2017، خلال كل مباريات ال 14 الرسمية والودية منها التي خاضوها.