أعلن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي أنّ بلاده تعتزم تنظيم مؤتمر لبحث سبل تحقيق الاستقرار في ليبيا التي تعد نقطة مغادرة رئيسية للمهاجرين نحو أوروبا. وقال كونتي في لقاء صحفي بالبيت الأبيض عقب اجتماع مع الرئيس الأمريكي: «بالاتفاق مع الرئيس ترامب أعتزم تنظيم مؤتمر بشأن ليبيا، نود التعامل مع كل القضايا المتعلقة بالشعب الليبي ومناقشتها، ويشمل ذلك كل الأطراف المعنية والفرقاء في منطقة البحر المتوسط برمّتها». وأوضح أنّ ترامب وافق على أن إيطاليا ستصبح «مرجعا في أوروبا والمحاور الرئيسي بخصوص القضايا الأساسية التي ينبغي التصدي لها في ما يتعلق بليبيا بشكل خاص». وأضاف أنّ المناقشات ستهم «الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة حماية الحقوق المدنية ومشكلة العملية الدستورية، وسن وإقرار القوانين من أجل تمكين ليبيا على وجه الخصوص من الوصول إلى انتخابات ديمقراطية في حالة من الاستقرار التام». وتريد إيطاليا خلق أرضية دولية موازية لاجتماع باريس، والحصول على الأفضلية المطلقة في إدارة الأزمة الليبية، وراهن رئيس الوزراء الجديد كونتي، على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وحل جوزيبي كونتي الاثنين، بواشنطن في أول زيارة له للعاصمة الأمريكية بعد اختياره رئيسا للوزراء من جانب مسؤولي حزبي حركة خمس نجوم والرابطة (يمين متطرف) اللّذين فازا في الانتخابات التشريعية في شهر مارس. جدوى الانتخابات في المقابل، أكّد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إنّ الانتخابات هي الحل الممكن للخروج من الأزمة الليبية، ورأى إمكانية إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية هذا العام إذا التزم مجلس النواب بالاستحقاق الانتخابي، وقام بإعداد قاعدة دستورية للانتخابات في تاريخ أقصاه 16 سبتمبر، حسبما تمّ الاتفاق عليه في مؤتمر باريس. وجدّد السراج في حوار لصحيفة ليبية، التأكيد بأهمية توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء حضور المليشيات المسلحة لأنّ «الأمر يعتبر من أبرز مقوّمات الاستقرار، وضرورة لتأمين الحدود ومواجهة التحديات». وحول التنافس الفرنسي - الإيطالي على ليبيا وانعكاساته، علّق السراج قائلا: «لم يكن ليستمر الانقسام السياسي لو وجد المعرقلون للتوافق موقفًا دوليا موحدا وحازما»، في إشارة إلى مدى تأثير تضارب المصالح الدولية على الداخل الليبي. وأضاف بأنّ هناك دول أخرى تتّخذ مواقف متعارضة تجاه الوضع في ليبيا، حيث يعتمد المعرقلون على تناقض تلك المواقف، مفيدا بأن «هناك دول تنحاز لهذا الطرف أو ذاك». وردّا على سؤال حول تعرّض ليبيا لضغوط أوروبية، خصوصا إيطالية، خاصة ما يتعلّق بملف معالجة الهجرة غير الشرعية، قال السراج إنّه يرحب بالتعاون لحل القضية بأبعادها المختلفة، لكنه جدّد رفضه «التوطين بأي شكل كان وأي خطط لإنشاء مراكز مهاجرين على التراب الليبي».