بن حبيلس: المجتمع المدني طرف أساسي في التضامن الإنساني قدمت الجزائر،أمس، مساعدات إنسانية إلى اللاجئين الصحراويين بتندوف ، تضم 163 طن من السكر و63 طن من الأرز، تأتي في وقت تشهد فيه المخيمات تراجعا للوضع الإنساني جراء نقص المواد الغذائية الأساسية في السنوات الأخيرة، حيث أشرفت بن حبيلس رفقة رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس الهلال الأحمر وسفير البوليساريو بالجزائر على انطلاق القافلة. أشادت السلطات الصحراوية في مقدمتها رئيس البرلمان الصحراوي وسفيرها بالجزائر اللذان حضرا انطلاق القافلة نحو مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف دعم الجزائر السخي لمواطني جمهورية الصحراء الغربية في المخيمات، سيما في ظل الوضع المتأزم لمخازن الهلال الأحمر الصحراوي تراجعا حادا في المساعدات الدولية التي تراجعت بنسب مخيفة في الآونة الأخيرة. في هذا الصدد قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في تصريح للصحافة على هامش انطلاق القافلة،أمس، بمركب 05 جويلية بالعاصمة أن المساعدات تأتي في إطار دعم أشقائنا الصحراويين الذين هم بأمس الحاجة إلى الدعم الإنساني فيما يتعلق بالمواد الغذائية الضرورية، مشيرة إلى أن القافلة التي تقدم بها متطوعون تضم 163 طن من السكر و 63 طن من الأرز إضافة إلى تقديم هدايا رمزية إلى المشاركين في الجامعة الصيفية بولاية بومرداس. وتعبر القافلة التضامنية عربون أخوة بين الشعبين الجزائري والصحراوي، في ظل الأزمة التي يمر بها اللاجئين من أوضاع إنسانية صعبة بعد تقلص المساعدات الدولية، في حين أكدت بن حبيلس أن المجتمع المدني الجزائري يسهم بقوة في عمليات التطوع و التضامن مع الشعب الصحراوي، ودعته بالمناسبة إلى رفع التحدي أكثر وتقديم الدعم اللازم الإخوان في الصحراء الغربية. خطري أدوه: الجزائر لم تتخل عن الصحراويين منذ لجوئهم واعتبر رئيس البرلمان الصحراوي خطري أدوه أن المساعدات الجزائرية عربون تضامن ورسالة قوية تؤكد عمق التضامن مع الشعب الصحراوي، الذي يعود إلى سنوات الغزو المغربي للصحراء الغربية، حيث احتضنت الجزائر المواطنين الصحراويين الفارين من نير الاحتلال عابرين الصحاري والبراري مع نهاية سنة 1975 وبداية 1976 وقدم لهم الهلال الأحمر الجزائري آنذاك كل الدعم والمرافقة الإنسانية ، كما أن الهلال الأمر الصحراوي تلقى تكوينه الأساسي في صفوف نظيره الجزائري، الذي لم يبخل يوما عن تقديم كل الدعم والمرافقة اللازمة. بوحبيني: تراجع حاد للمواد الغذائية بالمخيمات من جهته حذر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني من تفاقم الوضع الإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف بعد التراجع الحد في المساعدات سيما المواد الغذائية الأساسية ما تسبب في انتشار أمراض خطيرة بين بعض الفئات على غرار النساء والأطفال، مشيرا إلى أن أكثر من 73 بالمائة من النساء الحوامل يعانين من الانيمينا والأطفال من سوء التغذية. وتأتي المساعدات الجزائرية في وقت قلصت فيه الدول المانحة مساعداتها السنوية إلى اللاجئين الصحراويين بسبب انتشار الحروب في بعض الدول والنزاعات، إضافة إلى أسباب أخرى سياسية قلل بوحبيني من شانها، حيث تراجعت مساعدات الاتحاد الأوروبي من 17 مليون أورو إلى 09 مليون أورو وهو مؤشر خطير على تفاقم الوضع الإنساني بالمخيمات سيما في فصل الصيف الذي تشهد فيه المخيمات ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة. المساعدات جاءت في وقتها لكن في مقابل ذلك أبدى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي تفاؤله من المساعدات التي تقدمها الجزائر بشكل دائم فهي الدولة رقم واحد التي تضمن تقديم العون للاجئين، سيما وان قافلة التضامن التي انطلقت أمس جاءت في وقتها بعد تراجع كبير لمخزون المواد الغذائية الضرورية للاجئين، في حين قال انه لا يوجد أي مبررات لتراجع مساعدات الدول المانحة في السنوات الأخيرة قائلا أن كل تقليص في المساعدات ستكون له نتائج وخيمة على اللاجئين. وارجع المتحدث إلى أن مشكلة المهاجرين في أوروبا والزيادات الهائلة للنازحين في العالم لا تواكبها نفس الزيادة في المساعدات الإنسانية، حيث أشار إلى أن عدد النازحين ارتفع إلى 70 مليون هذه السنة، إضافة إلى الأزمات الإنسانية المنتشرة عبر عدة دول. وعلى الرغم من ذلك أشاد بوحبيني بالدعم الجزائري عبر كل الجبهات سواء في التعليم أو الصحة أو غيرها من المساعدات. ويزاول حوالي 7 آلاف طالب دراستهم في الجزائر وتتكفل بهم تكفلا تاما وهو ما اعتبره بوحبيني رسالة قوية للتضامن الأبدي مع الشعب الصحراوي، تتجسد في كثير من القطاعات على غرار استقبال المرضى وبناء الطرقات بالمخيمات وتوفير ك الشروط الضرورية اللازمة للحياة من ماء وكهرباء والاتصالات، مؤكدا انه لا يوجد دعم اكبر مما تقدمه الجزائر التي لم تتخل عن اللاجئين أبدا مهما كانت الظروف.