ارتفعت أسعار الذهب مع تعزز الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل الأزمة التي باتت تشهدها الليرة التركية، وبالموازاة مع ذلك يعرف الدولار صعودا محسوسا، مما يرفع تكلفة الذهب لمشتريه بالعملات الأخرى. وتدافع المستثمرون على الدولار كملاذ آمن، في ظل انهيار العملة التركية بما يصل إلى 23 بالمائة إلى مستوى قياسي منخفض، وانحدار الروبل الروسي إلى أقل سعر له في أكثر من عامين، وملامسة اليورو والجنيه الاسترليني أضعف مستوياتهما في عام. وقال أولي هانسن المحلل في بنك «ساكسو» إنه مع امتداد اضطرابات تركيا إلى أسواق أخرى فإن الذهب، الذي ينظر إليه تقليديا كاستثمار آمن في أوقات الضبابية، قد استقطب بعض الاهتمام الإضافي، وأضاف يقول «:»..هناك معركة قائمة بين تعزز الدولار وبعض الطلب على الملاذات الآمنة الناشئ عن خطر انتقال عدوى انهيار الليرة التركية..»، و كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.2 بالمائة عند 1214.71 دولار للأوقية، مع صعود الدولار مقابل سلة عملات رئيسية. ويتجه الذهب لإنهاء الأسبوع دون تغير يذكر، بعد تراجع السعر لأربعة أسابيع متتالية، ومن جهة أخرى ارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 بالمائة إلى 1222.80 دولار للأوقية. هوى الذهب 11 بالمائة من ذروة شهر أفريل إلى أدنى مستوى الأسبوع الماضي مع صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في 13 شهرا، وسط تخارج المستثمرين من مراكز الذهب، وبدء المضاربة على انخفاض أسعاره. ونزلت الفضة 0.1 بالمائة في المعاملات الفورية إلى 15.39 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.1 بالمائة أيضا إلى 829.49 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 0.4 بالمائة إلى 910.80 دولار للأوقية. وبالموازاة مع ذلك هبط اليورو منذ أول امس إلى أدنى مستوى في أكثر من عام أمام الدولار الأمريكي، بعد أن أثار هبوط حاد للعملة التركية مخاوف بشأن انكشاف بنوك أوروبية كبرى على الأزمة المالية في تركيا. وهوت الليرة التركية بما يصل إلى 18 بالمائة متضررة من القلق بشأن التوترات بين أنقرة وواشنطن. وتضرر اليورو، في ظل وجود مخاوف من طرف البنك المركزي الأوروبي بشأن بنوك في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وانكشافها على مشاكل تركيا. وهبط اليورو 1.15 بالمائة أثناء الجلسة إلى 1.1393 دولار، ويعد أدنى مستوى له منذ شهر جويلية 2017، قبل أن يتعافى قليلا إلى 1.1404 دولار في أواخر التعاملات. وأمام العملة اليابانية تراجع اليورو 1.56 بالمائة إلى 126.03 ين وهو أضعف مستوى في أكثر من شهرين.