ذكرت تقارير حديثة، عن انتقال التنافس بين روما وباريس إلى الحدود الشمالية للنيجر، من أجل بسط النفوذ والتحكم في المنطقة المتاخمة لليبيا عبر التموقع عسكريا، ويبدو أن الحكومة الايطالية وجدت في واشنطن حليفا استراتيجيا لإنجاح مخططاتها. وحسب التقارير، فإن المعركة الدبلوماسية بين إيطاليا وفرنسا انتقلت إلى حدود ليبيا مع النيجر، إذ تتجه أنظار روما أكثر فأكثر نحو منطقة الساحل، خصوصا باتجاه النيجر بدعوى محاربة شبكات الهجرة السرية. ويحدد دبلوماسيون غربيون النيجر كمنطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة، إذ تستعد روما لممارسة دور إشرافي على هذه المنطقة الشاسعة جغرافيا بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. وترى المصادر ذاتها ضرورة ضمان أمن النيجر بصورة حتمية من أجل وقف تدفق المهاجرين إلى ليبيا ثم إيطاليا، ومنع أنواع مختلفة من الجرائم العابرة الحدود، مشيرة إلى أنها مصممة على تقديم مساهمة كبيرة في هذا الشأن. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، عندما غادر واشنطن عقب لقائه الرئيس دونالد ترامب قبل أيام أن النيجر تمثل الجناح الجنوبي الحقيقي لحلف الناتو والحدود الجنوبية للمصالح الأوروبية. قوات إيطالية بالنيجر ويظهر الاهتمام الإيطالي من خلال إعلان وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، إرسال الحكومة بعثة عسكرية إلى النيجر بشكل تدريجي، في سبيل تعزيز الرقابة على الحدود ودعم قوات الشرطة المحلية. وأشارت إلى أن البعثة لم تنطلق بعد، وسيتم إرسالها إلى النيجر بشكل تدريجي، ليكتمل عدد أفرادها بحلول نهاية 2018. وفي السياق ذاته، كانت وزيرة الدفاع الإيطالية كشفت في شهر جويلية الماضي أنها طلبت من مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، خلال لقائهما في العاصمة الإيطالية روما، الدعم لاطلاق مهمة عسكرية إيطالية مخططة إلى النيجر في أفريقيا، للمساعدة في محاربة مهربي البشر الذين يرسلون المهاجرين عبر الصحراء إلى ليبيا، حيث ينقلون في قوارب متجهة إلى الشواطئ الجنوبية لأوروبا. ويعلق مراقبون على قرب إطلاق البعثة الإيطالية في النيجر، أنها ستستدرك الوقت الضائع لإحباط خطط الرئيس إيمانويل ماكرون في أفريقيا والساحل، ويرجح تمركز القوات الإيطالية في أغاديز، داخل القاعدة الأمريكية غير البعيدة عن الحدود الليبية.