أخذ اجتماع التحالف الرئاسي حيزا كبيرا من اهتمامات وسائل الاعلام بالنظر للظرف الذي انعقد فيه والقرارات المتخذة من قبل أكبر الأحزاب الجزائرية تمثيلا ومشاركة في الحكومة، وصبت القرارات التي أعقبت الاجتماع في خانة رفض التهويل والتيئيس واثارة الفوضى والبلبلة وتقاطع رؤساء أحزاب التحالف في خانة رفض محاولات التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية التي ارتفعت بعد مسيرة 12 فيفري الماضي غير المرخص لها. ورفعت أحزاب التحالف الرئاسي بعد تسلم حزب جبهة التحرير الوطني الرئاسة الدورية ليلة الخميس الماضي العديد من الرسائل المشفرة التي تدعو الى تظافر جهود الجميع للخروج من الأوضاع الحالية من خلال تخفيف الاجراءات التي تشكل عبئا على المواطن في تعامله مع الادارة والمؤسسات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي مع تقديم تسهيلات في اطار القوانين المعمول بها وتعكس هذه الدعوة المعلومات والتقارير التي جمعها مختلف مناضلي الأحزاب الذين نزلوا للميدان والتعرف على أهم انشغالات ومشاكل المواطن التي تعكر صفو حياته اليومية. وجاءت التعقيدات البروقراطية والمشاكل مع الادارات على رأس التقارير التي وصلت الى الأحزاب وهو ما يبرر وضع الانشغال على رأس المطالب، وتضمنت قرارات التحالف الذي أحيا ذكرى ميلاده السابعة على أهمية تفعيل قنوات الاتصال مع الشباب والمواطنين والاستماع الى انشغالاتهم عبر مختلف المؤسسات والمصالح والهيئات المنتخبة لوضعها في الاطار الصحيح وتسخير الآليات والامكانات لتحقيقها في اطار زمني معقول. ويشير التركيز على مشاكل الشباب وعدم تيئيسه وتسويد الوضع والمستقبل الى رغبة التحالف الرئاسي في بعث رسائل أمل للشباب ونصحهم بعدم الانصياع وراء دعوات العصيان والعنف والمشاركة في مسيرات العاصمة غير المرخص لها حتى لا نفتح المجال لمؤشرات سنوات التسعينات للعودة. وفي سياق متصل أشادت أحزاب التحالف بالنضج وتفطن الشباب والشعب عامة بعدم الانسياق وراء الفتنة والفوضى ودعاة التعفين والتيئيس. ولم تغب ظاهرة الفساد عن تصريحات مسؤولي أحزاب التحالف الذين يرون ضرورة تعزيز ومضاعفة جهود الرقابة والوقاية وهو موقف ينم عن القلق المتزايد من هذا الأخطبوط الذي يسيء كثيرا لسمعة الدولة ويفقد الثقة في الهيئات والادارات كما ينعكس سلبا على مجيء المستثمرين واعطاء الدفع اللازم للاقتصاد الوطني. ووجهت احزاب التحالف انتقادات لاذعة للأمريكان والفرنسيين من خلال محاولتهم التدخل في الشان الداخلي الجزائري مؤكدين أن لكل واحد شان يغنيه، وقالوا بأن قوات الأمن الجزائرية منضبطة ومتحكمة في أعصابها وأثبتت ذلك في تعاملها مع مسيرة 12 فيفري غير المرخص لها حيث لم تطلق ولا قنبلة واحدة مسيلة للدموع. وتساءلت نفس المصادر عن الأهداف التي تسعى اليها بعض القنوات الاعلامية الخارجية التي حاولت تضخيم مسيرة 12 فيفري من خلال تقديم صور وأرقام لا علاقة لها بما حدث. وثمنوا في سياق متصل القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الأخير فيما يخص رفع حالة الطوارئ وفتح وسائل الاعلام الثقيلة على الأحزاب ومختلف التيارات السياسية. واستغل أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الذكرى السابعة لانشاء التحالف الرئاسي لانتقاد زملائه بتغييبهم العمل الجماعي وعدم زراعة هذه الثقافة التي يمكن أن تصحح الاختلالات وتقدم دعما كبيرا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يعتبر الخيط الذي يجمع جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم. وتأتي تصريحات المسؤول الأول عن حركة مجتمع السلم في ظرف سياسي حساس ينبئ بوضع استراتيجية جديدة للتحالف من خلال عدم تهميش أي طرف أو التقليل من شانه طالما ان الاوضاع الحالية تستدعي تظافر جهود جميع التيارات الوطنية المخلصة. ويظهر أن التحالف الرئاسي يبحث عن اعادة التموقع من خلال اعادة خارطة طريق تمكن من كسر الروتين والركود الذي تعرفه الساحة السياسية والتي تجعل العديد من الأطراف تستغلها لاثارة البلبلة.