أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية، سي الهاشمي عصاد، أنّ نضالات اللغة الأمازيغية لا تنحصر في إشكالية الحرف، وإنّما الأمازيغية تاريخ وحضارة وقيم، معتبرا أنّ الكثير من المنابر السياسية في الجزائر ﻴﺜﻴﺭﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ لاعتبارات إيديولوجية محظة. وألّح عصاد خلال ندوة صحفية، نشطها أول أمس ،بمقر جريدة الجمهورية على ضرورة العمل على تطوير وتهيئة اللغة الأمازيغية ، بعيدا عن المزايدات السياسية وضغوطاتها، قائلا: «المفروض اليوم العمل في هدوء تام ضروري لإنتاج وفير للغة الأمازيغية، استعدادا للشروع في انجاز ترجمات من اللغة العربية للغة الأمازيغية وتوحيد مصطلحاتها وكذا استدراك التأخير في ميدان البحث والتكنولوجيات والاتصالات وغيرها من المجالات الأخرى».. وقال: «إنّ التخطيط السليم للمستقبل يبدأ من اليوم، وعلى جميع الفاعلين في المجتمع أن يبنوا مستقبل ناجح تدريجيا من أجل الحفاظ على الأمن الهوياتي وبشكل دائم، حتى تنعم الجزائر وشعبها بغد مشرق يسوده السلام والعيش في تناغم وتلاحم.
.....أكثر من 6 ندوات و28 محاضرة وموائد مستديرة في مؤتمر سيقا
وكان الهدف من الندوة الصحفية إبراز أهم الجوانب التنظيمية للملتقى الدولي مملكة المازيسيل: سيفاكس ومؤتمر سيقا 206 قبل الميلاد ، والذي اعتبره عصاد من المشاريع الكبيرة في إعادة ترميم الهوية الوطنية والتحسيس بعمق المعرفة التاريخية، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة إدراج هذا الانجاز في إطار المسار التطوري الذي حققته الجزائر الأمازيغية في الجزائر. وعلى ضوء ذلك تم الإعلان الرسمي عن برنامج مؤتمر سيقا الدولي الذي دعا إليه ونظمه الملك النوميدي صيفاقس سنة 206 قبل الميلاد، وتضم الأشغال نحو 6 ندوات و28 محاضرة، إلى جانب عرض بعض تجارب البلدان الرائدة في مجال حماية اﻟﺗراث باستخدام التكنولوجيات اﻟﺣدﻳﺛﺔ، كما سيتم خلال الفترة المسائية.برمجة بعض العروض السينمائية حول الملك الأمازيغي المازيسيلي سيفاكس. وسيعكف المختصون المشاركون على مناقشة مختلف المسائل العلمية المتعلقة بالتاريخ والآثار في مملكة المازيسيل المعروفة بنوميديا الغربية أيام الملك سيفاكس وخلفاؤه فرمينا وأركوبارزان خلال أشغال هذا الملتقى الذي يشكل أرضية صلبة وفرصة في تشجيع البحث العلمي، كما أشير اليه. وتكتسي هذه التظاهرة أهمية خاصة، نظرا لاهتمامها الواضح بالجيل الجديد من الدكاترة والباحثين من مختلف جامعات الوطن، من خلال برمجة موائد مستديرة تناقش 16 عرضا تؤطره هذه الفئة، كما سيقام على هامش الملتقى ولأول مرة منتدى تكويني للأستاذة الجدد من قبل مؤطرين جامعيين ومفتشي قطاع التربية، وذلك على خلفية فتح 300 منصب جديد للغة الأمازيغية، حسبما أشار إليه الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية. ونوّه سي الهاشمي عصاد مطوّلا بهذا المؤتمر الأكاديمي الرفيع المستوى، قائلا أنّ «هذا المكسب الهام للأمة الجزائرية، هو تتويج لمسار طويل للاعتراف بالأمازيغية، جاء نتيجة التضحيات التي قدمها مناضلي الأجيال المتعاقبة وتوفر الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة». ثمّن المجهودات الجبارة المبذولة على مسار 23 سنة، منذ دسترة اللغة الأمازيغية في 2016، مبينا أنهم اعتمدوا في جميع انجازاتهم على خريطة طريق رئيس الجمهورية في صياغة محور استراتيجي وبرنامج رسمي يركّز على التاريخ القديم ويكرس البعد الوطني، إلا أنه أكد أنّ المعرفة التاريخية مهمة لجميع، انطلاقا من تبسيط التاريخ عبر المقرر المدرسي وتبسيط التاريخ عبر الوسائط السمعية البصرية والشريط المرسوم وانجاز أفلام ومسرحيات وغيرها. وأشار نفس المتحدث إلى أنّ مؤسسة اتصالات الجزائر موبيليس، ستكون الراعي الرسمي لهذه التظاهرة، موضحا أنها أول متعامل للهاتف النقال بالجزائر يساهم في هذا المجهود، وذلك في إطار تنفيذ تعليمات وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال فيما يخص كتابة وتدوين اللغة الأمازيغية عبر كل وسائط الترويج وكذلك بوساطة الطوابع البريدية. كما يحظى هذا الملتقى أيضا بأهمية خاصة، كونه سيصادف إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية التي تعتبر مكسب عظيم تحقق بفضل الإرادة السياسية وقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أضفى مكانة وأريحية لعمل المحافظة السامية للأمازيغية لترقية اللغة بكل مناطق الوطن من زاوية المعرفة التاريخية وأيضا من التزام كل مؤسسات الدولة بترقيتها بما فيهم ولاة الجمهورية، حسبما أكده عصاد. وأبرز نفس المسؤول بالمناسبة أنّ الأكاديمية» مشروع كبير، بلغ مرحلة هامة، تتعلّق أساسا بتنصيب كفاءات جامعية عملت على ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية بكل المتغيرات اللسانية المتداولة في الجزائر»، موضحا أنّ وزير البحث والتعليم أصدر تعليمة كتابية لمدراء الجامعات الوطنية، اقترح سير ذاتية لكفاءات جامعية من تخصص لسانيات، باعتبارهم القاعدة الأساسية التي تضع الأهداف والمهام الرئيسية في سبيل تهيئة اللغة معيارية وإعداد قاموس مرجعي للغة الأمازيغية، وهو ما يستغرق- حسبه- وقتا طويلا ويتطلب إمكانيات واجتهاد بالتنسيق والتكامل مع المحافظة باعتبارها الهيئة الرئاسية.