نشط الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد أول أمس الإثنين بمتحف الجمهورية، ندوة صحفية حول الملتقى الدولي *مملكة المازيسيل : سيفاكس ومؤتمر سيقا 206 قبل الميلاد* المزمع تنظيمه بعين تموشنت من 22 إلى 24 سبتمبر الحالي، حضرها كل من والي وهران و عدد من المنتخبين المحليين والنواب، وكذا بعض النشطاء في الحقل الثقافي، استعرض خلالها الخطوط العريضة لهذا الملتقي العلمي، الذي يهدف أساسا إلى إعادة ترميم الهوية الوطنية، وبعث البحوث العلمية حول ملوك نوميديا الغربية، وتسليط الضوء على حقبة تاريخية عريقة يقول سي الهاشمي عصاد، من خلال المسار التطوري الذي حققته الأمازيغية في الجزائر، التي عززت تنميتها بعد ترسيمها كلغة وطنية من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، و ترسخ ذلك من خلال إنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية. كشف سي الهاشمي عصاد أن برنامج الملتقى يتضمن 6 جلسات، تسهر على تأطيرها لجنة علمية، تتكون من نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين، من الجزائر ومن خارج حدود الوطن، يتناول من خلالها المتدخلون عدة محاور هامة، تستهل باستعراض تاريخ مملكة المازيسيل، وتكون متبوعة بسلسلة من المحاضرات القيمة حول الدبلوماسية والتحالف ومؤتمر سيقا من ماسينيسا إلى سيفاكس، والمصادر المادية والكتابية حول مملكة المازيسيل، و كذا التراث المادي واللامادي كمصدر للمعرفة التاريخية، والمقاربة الأثرية، و يترأس هذه الجلسات يضيف المتحدث، نخبة من الخبراء، منهم المستشار الخاص للمديرة العامة لليونيسكو منير بوشناقي، و الأستاذ توفيق حموم مدير المعهد الوطني في بحوث علم الآثار بالجزائر، والدكتور محفوظ فروخي المختص في علم الآثار و تاريخ الفن، و الأستاذ جميل عيساني ومن تونس الأستاذ محمد حاسين فنتار، والأستاذ أنطوني مارك سانز. كما أوضح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن اختيار المحاضرين، تم وفق التقاليد العلمية التي تقتضيها مثل هذه الملتقيات المهمة، من خلال إطلاق دعوة للمشاركة، أسفرت عن استقبال عدد هائل من الأعمال العلمية ذات الصلة بإشكالية الملتقى، و تم انتقاء 28 محاضرة من قبل اللجنة العلمية، مضيفا أن المحافظة إرتأت إلى تمديد فعاليات الملتقى بيوم واحد، من أجل منح الفرصة لطلبة الدكتوراه في التاريخ عبر جامعات الوطن، لتقديم عروضهم خلال مائدة مستديرة، سعيا منها لإثراء فعاليات هذا الملتقى العلمي، الذي ستشهد أيضا تقديم عروض سينمائية، منها شريط وثائقي بعنوان *سيفاكس، ملك البربر* للمخرج عبد الله تهامي، وعرض *مولتي ميديا* حول أهمية تطبيق التكنولوجيات الجديدة في التراث، وكذا إقامة معرض فني على هامش التظاهرة. من جهة أخرى أشار سي الهاشمي عصاد خلال هذه الندوة أيضا، إلى الشراكة القوية التي تربط المحافظة السامية للأمازيغية بوزارة التربية الوطنية، التي ساهمت في ترقية اللغة الأمازيغية، و عليه سينظم على هامش هذا الملتقى الدولي، منتدى تكويني للأساتذة الجدد، يأتي هذا في وقت خصصت فيه الدولة 300 منصب لتدريس اللغة الأمازيغية، وفي رده على أسئلة الصحافيين، أكد سي الهاشمي عصاد، أن هناك إرادة وإلتزام من قبل وزارة التربية لتحيين محتوى المقررات المدرسية الخاصة بمادة التاريخ، مذكرا هنا بمدى أهمية البعد الوطني في إستراتيجية المحافظة السامية للأمازيغية، مضيفا في هذا السياق أنه تم خلال هذه السنة جرد 10 ولايات غير معنية بتدريس اللغة الأمازيغية، التي أدرجت لحد الآن عبر 38 ولاية خلال الدخول المدرسي الحالي، وبخصوص مشروع تمثال ماسينيسا الذي سينصب بالعاصمة، وكان قد أعلن عن هذا المشروع خلال لقاء عقد بجريدة الجمهورية في وقت سابق، صرح المتحدث أن المشروع تحقق وهذا هو الأهم، في انتظار إنجاز مشاريع أخرى مماثلة مستقبلا. كما كانت الندوة فرصة لتسليم المقر الجديد لجمعية نوميديا بوهران، المعروفة بنشاطاتها الثقافية، لا سيما إحيائها لعيد يناير، حيث تم بالمناسبة منح عقد الإيجار لرئيس الجمعية زعموش سعيد، كما تميز هذا اللقاء بالترحم على روح الكاتب وشاعر الحب والمناضل الكبير الراحل عبد الله حمان، الذي وافته المنية أول أمس، و يعتبر الراحل أحد رواد الأدب الأمازيغي، ألف 19 كتابا وترجم رباعيات الخيام إلى الأمازيغية، حيث كشف سي الهاشمي عصاد هنا، عن تنظيم وقفة تكريمية للراحل في 8 ديسمبر المقبل بوهران.