أظهرت مناقشة بحث تخرج بمعهد الهندسة المعمارية بجامعة البليدة سعد دحلب امس مواكبة الجامعة الجزائرية للتحولات الاقتصادية والاجتماعية من خلال تميز الطلبة بالجراة في التعامل مع مواضيع تكتسي اهمية وتتطلب بذل الجهد في صياغة التصورات والحلول المنسجمة مع الخيارات الراهنة. ضمن هذا التوجه قدم الطالبان بلقاسم الامين بن عياد وبن سي عيسى عبد الرحمان من المعهد مشروع بحث لنيل شهادة الماستر في الهندسة المعمارية تمثل في تصميم حي سكني بيومناخي يمثل ثمرة جهود مضنية استمرت سنوات طويلة من الكد والجد وفقا لخط سير دراسي منتظم. البحث المدعم بالتصاميم والبيانات المفصلة لكافة جوانبه الفنية والتقنية نتاج عمل ميداني يدمج بين الدراسة النظرية والبحث التطبيقي، فهو يتعلق بتصميم حي خروبة بمدينة مستغانم، حيث تنقل الطالبان في اكثر من زيارة الى الموقع لمعاينة المعطيات وتشخيص العناصر التي تتعلق بالبحث من اجل تقديم حلول تتوافق مع معايير البيئة وشروط حمايتها من جانب واقتصاد استهلاك الطاقة بادماج الطاقة المتجددة عن طريق تحديث وملاءمة التصاميم الهندسية للعمران. الفكرة لما فيها من اصغاء للتغيرات التي يمر بها الاقتصاد الوطني وكل ما تقدمه عصارة اجتهاد صاحبيها وجدت صدى كبيرا لدى لجنة التحكيم والفريق البيداغوجي المؤطر لمذكرة التخرج لينال الطالبان تقدير بملاحظة «جيّد جدّا» وسط حضور يتشكل من طلبة المعهد وافراد اسرتي الطالبين ما اعطى للمناسبة نكهة تؤكد مدى الثقل الذي تكتسيه الدراسة وخاصة الجامعية في اوساط العائلات الجزائرية يؤكده اصرار الطلبة المدركين للتحديات والرهانات على تاكيد القدرة على المساهمة في تجسيد الخيارات التي تنتهجها البلاد على اعتبار ان الجامعة مصدر انتاج الحلول التي يتطلبها الاقتصاد الوطني. ويمثل هذا البحث في اختصاص الهندسة المعمارية صورة من صور هذا الدور الذي يمكن ان يتزايد في الساحة لو ينفتح عالم المؤسسات والمقاولات والمستثمرين في قطاع البناء والعمران والتهيئة الاقليمية على ما تتوفر عليه الجامعة الجزائرية ومعاهدها من موارد بشرية لديها مادة خام خلاقة ومبدعة وقادرة على الابتكار بما يوفر قيمة مضافة تعود بالفائدة على المؤسسة الجزائرية من حيث اقتصاد النفقات ومواجهة التنافسية التي تحملها معادلة الانفتاح على المنافسة الخارجية. مشروع البحث الكامل الذي يتناول ايضا معالجة النفايات وترشيد استهلاك المياه مع هيكلة منسجمة للفضاءات والمساحات العمومية، يقدم صورة هندسية معمارية لحي عصري ومنسجم بخروبة (ولاية مستغانم) يراعي متطلبات اقتصاد الطاقة التقليدية التي تكلف موارد مالية مرتفعة في نمط الهندسة المعمارية الكلاسيكية وتثمين ادراج الطاقة الشمسية بابتكار تصورات معمارية ذكية وجريئة، كما يعطي مساحة لجمع الاسرة بدل تفكيكها، ومن ثمة يمثل اضافة لمساهمة الجامعة من خلال الاصغاء للمجتمع في توفير الحلول العملية لقطاع السكن والتنمية الاقليمية الجوارية، حيث يمكن لو تنخرط السلطات المحلية في متابعة خطوات البحث العلمي انجاز اشواط كبيرة في تاسيس نموذج عمراني حديث يتطابق مع معايير الحفاظ على البيئة وتقليص تبذير الطاقة. في الاخير حظي الطالبان بلقاسم الامين وعبد الرحمان بالتقدير والتهاني نظير المثابرة ولكن ايضا التمتع باخلاق جامعية واجتماعية راقية فلهما اجمل باقات التهاني واطيب التمنيات بمزيد من النجاح والتألق.